هل أجرى كارلو أنشيلوتي اختبارات مبابي قبل انضمامه؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-06-03 23:55
-
آخر تعديل:
2024-06-04 18:13
الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد (X/@MrAncelotti)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أعلن نادي ريال مدريد الإسباني، اليوم الإثنين، عن ضم النجم الفرنسي كيليان مبابي إلى صفوفه رسميًا، بعد سنوات من المحاولات المتواصلة من النادي الملكي.

الصفقة تمت بصورة مجانية بعد انتهاء عقد النجم الفرنسي مع النادي الباريسي، وقد قام مبابي مؤخرًا بإلغاء وصف مهاجم باريس سان جيرمان من حسابه على إنستغرام.

المهاجم الفرنسي بصم على مسيرة مميزة جدًا مع باريس سان جيرمان الذي ارتدى قميصه في أكثر من 200 مباراة منها 178 مباراة في الدوري الفرنسي سجل فيها 162 هدفًا بما يقارب الهدف في كل مباراة.

ولم يكشف النادي الملكي عن التفاصيل، سوى أن مبابي سيلعب مع الفريق لمدة 5 مواسم، لكن حسب التقارير فإن النجم الفرنسي سيرتدي القميص رقم 9 مع ريال مدريد ولمدة موسم واحد لحين انتهاء عقد لوكا مودريتش مع ريال مدريد بنهاية الموسم المقبل، ومن ثم سيرتدي رقم 10 المفضّل له، وهو نفس السيناريو الذي حدث لكريستيانو رونالدو الذي ارتدى القميص رقم 9 لموسمٍ واحدٍ قبل رحيل راؤول غونزاليس عن صفوف الميرينغي ثم ارتدى النجم البرتغالي قميصه المفضّل رقم 7.

أين سيلعب كيليان مبابي؟

سؤال منطقي جدًا وسط هذا الكم الكبير من المواهب التي يعج بها الخط الهجومي لريال مدريد، منها من هو مستقر بالفعل كما هو الحال مع فينيسيوس جونيور ورودريغو وكذلك جود بيلينغهام الذي يمكن اعتباره ضمن هذا الخط، وكذلك لاعبين يبحثون عن فرصة كبرى كما هو الحال مع إبراهيم دياز ومن بعده أردا غولر، أو حتى من قد يقبلون بأدوار ثانوية مثل خوسيلو، ناهيك عن من لن ينتظر كثيرًا للانغماس في المنافسة الحقيقية على مركز أساسي كما هو الحال مع البرازيلي القادم من بالميراس إندريك.

كل الاحتمالات مفتوحة سواء باشتراك مبابي يسارًا أو يمينًا أو كرأس حربة، ومع مدرب ككارلو أنشيلوتي قام بعبقرية شديدة بحل مشكلة عدم وجود رأس حربة من الطراز العالمي عن طريق الاعتماد على تطوير دور جود بيلينغهام وفينيسيوس جونيور، فإن المحنّك الإيطالي قد لا يفاجئنا بشيء غير معتاد منه وربما يعثر على طريقة أخرى غير تلك التي يفكر فيها الجميع.

ولكن ثمة بوادر لأحد الحلول التي رأيناها من أنشيلوتي في مباريات الشهرين الأخيرين من الموسم، ففي تحول درامي لترتيب لاعبي الخط الهجومي، لجأ الرجل الفائز بدوري الأبطال في 5 مرات إلى حلٍ جديد.

إذ قام أنشيلوتي بإشراك رودريغو على الجانب الأيسر ليُدخل فينيسيوس جونيور أكثر إلى العمق مع تثبيت نفس دور جود بيلينغهام –ولو أنه تأثر بهذا التحريك لفيني- مع ترك الجبهة اليمنى لداني كارفاخال مع انطلاقات ذكية من فيديريكو فالفيردي.

مبابي بدلًا من رودريغو على اليسار؟

لم يكن هذا الخيار الدائم؛ لكنه كان أحد الخيارات المتاحة التي استخدمها كارليتو. والمؤكد أن رودريغو لم يُجِد لعب هذا الدور بالشكل الأمثل، فصحيح أنه يجد راحته على الرواق الأيسر مع الاستلام والدخول للعمق والتسديد، إلا أن هذا الدور أجاده دون أن يكون هناك من يلعب في مركز فينيسيوس الجديد، وهذه الإجادة تحديدًا عندما حل بديلًا لغياب فيني وليس عندما يكون الأخير في الملعب.

مبابي لا يحب اللعب كرأس حربة، والمعروف عن مدرب ميلان الأسبق أنه يحب أن يُشرك اللاعبين في أماكنهم التي يفضّلونها، بل إنه ذهب إلى أن يسأل تشواميني عن المكان الذي يفضّل اللعب فيه في قلب الدفاع سواء على اليمين أو اليسار، لكن لا يمكننا كذلك إغفال أن أنشيلوتي من المدربين القادرين على إقناع اللاعبين بتغيير أدوارهم والتضحية من أجله.

ولأن الفرنسي لا يحب اللعب في هذا المكان، فإن إشراكه على الرواق الأيسر معناه أن يلجأ أنشيلوتي إلى نفس فكرة رودريغو مع فيني مؤخرًا، لأنه من الجنون التفكير بأي حال من الأحوال أن يتم إرسال فينيسيوس إلى الجناح الأيمن الذي سيفقد معه الكثير من قدراته، ومعها سيفقد الكثير من روحه وثقته، ومعها سيشعر أنه تم تهميشه لصالح مبابي.

ربما لجأ أنشيلوتي فعلًا إلى هذه التجارب في الشهرين الماضيين من أجل تكرار نفس السيناريو، لكن السؤال الذي يفرض نفسه عما إذا كان يمكن أن يجيد مبابي بهذه الطريقة مع القرب الشديد لفينيسيوس منه في المساحة التي سيسعى النجم الفرنسي دائمًا إلى الانطلاق تجاهها؟

أبرز المتضررين؟

حسنًا، الأمر واضح.. إن اشترك مبابي كرأس حربة؛ فإن هذا الأمر قد يهدد جود بيلينغهام بشدة، إذ إن سر إجادته الكبرى في المساحة التي يسعى خلفها أمام منطقة الجزاء وداخلها، بل إنه مع تبديل أنشيلوتي لمركز رودريغو وإدخال فينيسيوس في العمق، أمكن ملاحظة تراجع مستوى بيلينغهام بعض الشيء وعدم قدرته على إيجاد نفس الحالة التي كان عليها في النصف الأول من الموسم، ومن ثم قد تتم إعادته إلى خط الوسط مستغلًا اعتزال توني كروس وصعوبة الاعتماد على مودريتش أساسيًا، أو يتخذ أنشيلوتي قرارًا صعبًا وغير متوقع بعدم الاعتماد عليه أحيانًا.

أمّا إن لعب مبابي في أي مركز غير رأس الحربة، وهو الأمر المتوقع، فإن رودريغو سيكون الضحية الكبيرة لهذا الأمر، نظريًا، يجيد مبابي كل ما يفعله البرازيلي في نفس الأماكن التي يُحتمل أن يلعب فيها، بينما سيكون هناك ضحايا هامشيون مثل إبراهيم دياز الذي سيتراجع الاعتماد عليه أكثر، أما غولر وإندريك فسيحاربان على فرص غير أساسية بطبيعة الحال ما لم يتوهجا في دقائقهما القليلة ويزيدا من الضغط على كارليتو الذي لو سألته عن كل تلك المعضلات، فسيخبرك بأنها معضلات لذيذة أن يمتلك كل هؤلاء اللاعبين الموهوبين.

بقي أن نشير إلى أنه لا يمكن الحكم بأي حال من الأحوال على تجربة مبابي مبكرًا مع دوري مختلف تمامًا وفريق مختلف، ويكفي أن تتذكر أنه في مباريات كاكا ورونالدو الأولى مع ريال مدريد كان البرازيلي هو المتألق بينهما!

شارك: