هدف ليس صدفة! حيلة "أقزام" ناميبيا لضرب "عمالقة" تونس

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-01-17 10:34
منتخب تونس تلقى خسارة مفاجئة 0-1 أمام ناميبيا (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

فجّر منتخب ناميبيا أحد أكبر مفاجآت كأس أمم أفريقيا حتى الآن وذلك بعد تحقيقه فوزه الأول خلال تاريخه بالبطولة عندما هزم منتخب تونس بهدف نظيف في توقيت متأخر ليحصد نقاط المباراة ويضع نسور قرطاج في ورطة.

ورغم تعرض مرمى منتخب ناميبيا للكثير من الفرص، إلا أن الناميبيين نالوا إعجاب الجميع بعدما صنعوا بدورهم وابلًا من الفرص على مرمى المنتخب التونسي.

خفة الحركة الكبيرة التي تمتع بها لاعبو المنتخب الناميبي لم تكن تخطئها العين، والقيادة المميزة لنجمهم بيتر شالولي كانت عاملًا مساعدًا حتى لو أضاع لاعب صن داونز الكثير من الفرص خلال اللقاء.

ومع ضعف المرونة الواضح لكثير من لاعبي المنتخب التونسي في الدفاع ضد الانطلاقات والمراوغات والتحولات بالنظر لضخامة بنيتهم، كانت الأمور صعبة على بطل نسخة 2004 لإيقاف لاعبي ناميبيا قصيري القامة.

قصر القامة قد يبدو ميزة أحيانًا في المرونة وسهولة تغيير الاتجاه، لكنه دائمًا ما يكون عاملًا معاكسًا في الهجوم بالكرات العرضية بالنظر لفارق الأطوال الكبير، لكن المحاربين الشجعان تمكنوا من التغلب على هذا الأمر بتكتيكات مميزة في إرسال تلك الكرات العرضية بحرفية شديدة.

رغم محاولات الناميبيين بتنفيذ الركنيات على القائم القريب إلا أنهم لم ينجحوا في استغلال تلك الركنيات مع طول القامة الفارع لمدافعي تونس الذين قاوموا الدقة الكبيرة التي يتم إرسال تلك العرضيات بها.

لكن ما أجهدهم حقًا كان في العرضيات المتحركة، وكذلك الركلات الحرة على حدود المنطقة التي تمنحك عدة خيارات للتنفيذ نستعرض بعضها في التقرير الآتي.

العرضيات إلى الخارج

منحت العرضيات إلى الخارج ناميبيا فرصة لمفاجأة منتخب تونس الذي كان يتوقع أن تُرسل الكرة لأقرب منطقة إلى المرمى. ومع الضعف الواضح في عمق وسط تونس الدفاعي وعدم تخصص محمد علي بن رمضان في مهام الارتكاز للتعامل مع هذا النوع من العرضيات، كانت لناميبيا خطورة من إحدى تلك العرضيات التي تُرسل عكس اتجاه مدافعي تونس ثقيلي الحركة.

منتخب ناميبيا

الناميبيون اتبعوا هذا الأسلوب حتى في العرضيات الثابتة ليس إلى الخارج هذه المرة، لكن في لعبها على حدود منطقة الجزاء؛ حيث يقل عدد المدافعين في منتخب تونس نسبيًا مقارنة بالكتلة الكبيرة التي تتحرك باتجاه مرماها للدفاع أمام تلك العرضية.

عرضيات منتخب ناميبيا

عرضيات بين الحارس ودفاع تونس

يحتاج هذا النوع من العرضيات إلى إجادة كبيرة لتنفيذها، إذ يتم إرسالها بمكر شديد لتشق المسافة بين الدفاع الذي يركض للخلف وحارس المرمى العاجز عن الخروج من مرماه بسرعة لإيقاف تلك الكرة.

من مميزات هذه العرضيات أنها تتيح الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين لتحويلها إلى المرمى، كما أن طولها المنخفض نسبيًا يمنح اللاعبين قصار القامة فرصًا أكبر لتسديدها بالأقدام. ربما ارتفعت هذه العرضية مجددًا ولم ينجح شالولي في اللحاق بها لكنها كانت خطيرة تُعجز دفاع تونس.

عرضيات منتخب ناميبيا
عرضيات منتخب ناميبيا

العرضيات القُطرية

أرسل المنتخب الناميبي أكثر من عرضية قُطرية فاشلة قبل تسجيله للهدف من قُطريته الناجحة الأولى؛ لكن كان واضحًا أن هناك نية للعب هذا النوع من العرضيات والذي يستطيع دفاع منتخب تونس مقابلته بسهولة إن كان يتمركز بوجهه، لكن عندما يُرسل من مسافات بعيدة فإن هناك ثمة احتمال للتسجيل مما يسمّى بـ "النقطة العمياء".

في النقطة العمياء لم يكن علي معلول موجودًا لأنه كان يحاول الدفاع أمام العرضية في الجانب الآخر، واستغل الناميبيون عدم إجادة يوسف المساكني للتغطية العكسية في خطأ مشابه لخطأ مدافع البرازيل روبيرتو كارلوس الشهير في هدف تييري هنري لصالح فرنسا في كأس العالم 2006.

عند النقطة العمياء يمكن للاعب خفيف الحركة أن يتمتع بميزة هائلة في تفادي التسلل لكشفه لكل المدافعين، وقد نجح هوتّو في هذا الأمر بامتياز بعدما نسي منتصر الطالبي وياسين مرياح أنه لا يوجد ظهير أيسر يغطّي هذه المنطقة خلال تلك اللقطة.

عرضيات منتخب ناميبيا
عرضيات منتخب ناميبيا

لم يسرق المنتخب الناميبي النقاط الثلاثة، وفي الوقت الذي كان لديه فرصة لتحقيق الانتصار بتفاصيل مهمة مستغلًا سرعة لاعبيه وخفة حركتهم، كان يمنح نفسه فرصة إضافية للفوز بتفاصيل تبدو أنها من المستحيل الفوز بها؛ لكنه انتصر بالحيلة والذكاء.

شارك: