نجم ويلز يحلم بمغامرة رائعة مع منتخب بلاده في مونديال قطر
يتأهب الويلزي غو رودون، المعار من توتنهام الإنجليزي إلى رين الفرنسي، لخوض المباراة الأولى مع منتخب بلاده في كأس العالم منذ 1958، وذلك حين يتواجه، يوم الإثنين، مع منتخب الولايات المتحدة في مونديال قطر ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تضم الجارة إنجلترا وإيران.
حجز رجال المدرب، روب بيغ، مقعدهم في النهائيات الأولى على الإطلاق في الشرق الأوسط والمنطقة العربية بعد تخطي الملحق الأوروبي بالفوز على أوكرانيا 1-صفر، في كارديف بنهائي المسار الأول، وذلك بعد تغلبهم على النمسا 2-1 في نصف النهائي.
السعادة تغمر رودون بالمشاركة مع ويلز في مونديال قطر
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، قال نجم منتخب ويلز: "أفكر بالمشاعر التي خالجت الناس في ذلك اليوم في كارديف، لا سيما في المنزل مع جميع المشجعين. لقد أثر ذلك في جميع اللاعبين".
وتابع اللاعب الفارع الطول (1.93 م) حديثه قائلًا: "لقد كانت رحلة طويلة جدًا. عائلتي وكافة أصدقائي كانوا يبكون بعد المباراة، وبالتالي كان بإمكاني أن أرى ما يعنيه التأهل بالنسبة لهم".
وبعد الوصول إلى نصف نهائي كأس أوروبا 2016، حاولت ويلز مرارًا تكرار الإنجاز الذي حققه الفريق في 1958 بقيادة جون تشارلز وكليف جونز، بالتأهل إلى نهائيات بطولة كبرى، لكنها فشلت.
وفي تصفيات كأس العالم 1994، التي أقيمت في الولايات المتحدة، أهدر بول بودين ركلة جزاء ضد رومانيا في مباراة كان الفوز بها سيؤهل منتخب بلاده إلى النهائيات، فيما فشل منتخب يضم في صفوفه أسطورة مانشستر يونايتد الإنجليزي راين غيغز، في تجاوز الملحق الفاصل المؤهل لنهائيات كأس أوروبا 2004 بالخسارة أمام روسيا.
لكن قبل ستة أعوام، تحوّل الإحباط إلى فرحة عارمة خلال كأس أوروبا 2016، التي أقيمت في فرنسا، حيث قاد غاريث بيل وآرون رامسي البلاد التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة، لبلوغ الدور نصف النهائي.
لم يكم رودون ضمن التشكيلة في حينها، إذ بدأ مشواره الدولي في 2019، وأمضى موسمًا بجانب بيل، حين أُعير الأخير لفريقه السابق توتنهام من ريال مدريد الإسباني.
ومن ملعب فريقه الحالي رين، تحدّث رودون عن زميله بيل قائلاً: "الجميع يعرف ما هو عليه. لقد كان أحد أفضل اللاعبين في العالم لأعوام طويلة ونحن سعداء للغاية لوجوده بيننا".
وكشف قلب الدفاع أن قيمة بيل ليست محصورة بموهبته الكروية بل "إنه طريف، يمزح. إنه يخفف الضغط عن الفريق. إنه أيضًا صديق مقرب لي. يسعدنا وجوده. آمل أن نتمكن من إبقائه معنا لأعوام مقبلة".
مافيا ويلزية
يستمتع خريج أكاديمية سوانسي الكروية، بالحياة في رين الذي يحتل المركز الثالث في الدوري الفرنسي بعد سلسلة من 11 مباراة من دون هزيمة.
بجانب بيل، المدافع بن ديفيس و"المواطن الويلزي الشرفي" الكوري الجنوبي هيونغ-مين سون، أنشأ رودون في توتنهام "مافيا ويلزية" خفيفة الظل بتدخلاتها على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالنادي اللندني.
وقال رودون: "بن ديفيس يُعتبر أحد أفضل أصدقائي في كرة القدم أيضًا، أشتاق إليهما لكن من الرائع وجود الإثنين بيل وديفيس معي عندما كنت هناك في توتنهام، ساعدني ذلك على التأقلم سريعًا بوجود سوني (سون) أيضًا"، وتابع "كانت تجربة رائعة. إحدى التجارب التي سأتذكرها على الدوام. سنرى ما يحمله المستقبل".
ونجح رودون في فرض نفسه ركيزة لا غنى عنها في تشكيلة المدرب بيغ ولعب دورًا هامًا في وصول ويلز في صيف 2021 إلى الدور ثمن النهائي لكأس أوروبا في بطولة خاض خلالها المنتخب مباراتين في ظروف مناخية حارة جدًا في أذربيجان.
وفضلت ويلز أن تجري تدريباتها في وقت متأخر من اليوم لتجنب الحرارة المرتفعة في الدوحة، ورأى رودون أن "الأجواء المناخية ستشكل تحديًا بالنسبة لنا لأننا معتادون على الطقس البارد"، ليكمل حديثه بالقول: "في نهاية الأمر، إنها مباراة في كرة القدم وهذا كل ما في الأمر. سنركز عليها وسنتعامل مع كل مباراة على حدة".
وبعد أربعة أيام من لقاء الأميركيين، تتواجه ويلز مع إيران قبل أن تنهي دور المجموعات بمواجهة المنتخب الإنجليزي الجار، وهو ما علق عليه رودون بالقول: "لا أريد التفكير بهذا حاليًا. الجميع يعلم أنهم جيراننا... لا أريد التحدث عنا أو عنهم، عن المباراة. كل ما أريده هو التركيز على المباراة الأولى"، مختتمًا حديثه بالقول: "بالنسبة لنا، هذا ما نريد القيام به وما نريد فعله من أجل بلدنا. نريد أن نكون جزءًا من بطولات النخبة هذه".