من اسكتلندا إلى إنجلترا.. هل يسير جيرارد على خطى العظماء؟
كما كان متوقعًا، تعاقد نادي أستون فيلا الإنجليزي مع المدرب الشاب وأسطورة ليفربول الحية ستيفن جيرارد الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، بعقد يمتد لموسمين، ليخلف المُقال دين سميث الذي مُني بخمس هزائم متتالية في البطولة الإنجليزية، وابتعد بنقطتين عن منطقة الهبوط.
جيرارد (41 عامًا) ترك منصبه مدربا لرينجرز الاسكتلندي، ليباشر حلمه بالتدريب في الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد سمح له النادي بذلك إجلالًا لإسهاماته القوية في العامين الأخيرين. سنتحدث في السطور الآتية عن أبرز المدربين الذين انتقلوا من اسكتلندا إلى إنجلترا، وحققوا نجاحات باهرة.
ماذا تعرف عن ستيفن جيرارد المدرب؟
سمعة ستيفن جيرارد بوصفه لاعبا واضحة للقاصي والداني؛ لكونه أحد أهم اللاعبين في تاريخ البريميرليغ والأسطورة الأولى في ليفربول، لكن ماذا تعرف عن مسيرته التدريبية؟
بدأ جيرارد مهنة التدريب في فبراير/ شباط عام 2017 عبر فريق أشبال ليفربول، ثم ترقى إلى منصب مدرب فريق الشباب في يوليو/ تموز من نفس العام ليشرف على 32 لقاء برفقتهم، قبل أن يتلقى عرضًا من رينجرز صيف عام 2018، ويبدأ المسيرة الفعلية على مستوى الأكابر.
جيرارد ودوري اللا هزيمة مع رينجرز الاسكتلندي
192 هي جملة مباريات جيرارد مع رينجزر، وقد حقق معهم الموسم الفائت 2020-2021 الدوري الذهبي من دون هزيمة واحدة طيلة 38 جولة (32 انتصارا، 6 تعادلات)، وقدّم معه الفريق أفضل أداء له منذ عقود، والأهم هو الرقم القياسي بوصفه أسرع فريق يحسم الدوري الاسكتلندي في التاريخ، وذلك قبل 6 جولات من النهاية، مُنهيًا احتكار الغريم سلتيك للقب خلال المواسم الـ9 الماضية.
ستيفن جيرارد قاد رينجرز للظفر بالدوري الإسكتلندي من دون هزيمة (32 انتصارا، 6 تعادلات)
هل سيتوسّع نفوذ المدرب الإنجليزي في البريميرليغ؟
لم يفز أي مدرب إنجليزي بالدوري الممتاز منذ تدشينه عام 1992، وأفضل مركز لمدرب وطني كان لإيدي هاو مع بورنموث عام 2016 باحتلاله الترتيب التاسع، وهذه ربما إحصائية بسيطة تلخص تدهور وضع المدربين الإنجليز في بطولتهم الوطنية.
لكن مع إسناد الاتحاد المحلي مهمة تدريب المنتخب الإنجليزي وتحقيق المدرب غاريث ساوثغيت نجاحات جيدة، فإن دور المدرب الإنجليزي بدأ في التزايد، فهناك حاليًا غراهام بوتر الذي يقدم مستويات رائعة مع برايتون، كما أن إدارة نيوكاسل يونايتد اختارت في مشروعها الجديد المدرب الإنجليزي إيدي هاو، إضافة إلى قرب انتقال فرانك لامبارد لتدريب نورويتش سيتي، فضلًا عن ستيفن جيرارد.
من اسكتلندا إلى إنجلترا.. نجاحات المدربين!
من اسكتلندا إلى إنجلترا.. طريق لنجاح المدربين، وأحدث مثال على ذلك هو المدرب الأيرلندي الشمالي بريندن رودجرز الذي كان في ما مضى المعشوق الأول لجماهير سلتيك الاسكتلندي، وتحديدا بين عامي 2016 و2019 عندما قادهم لسبعة ألقاب بينها دوري من دون هزيمة، لكن مع قبوله عرض ليستر سيتي تحوّل إلى المكروه الأول في النادي.
حقق رودجرز نجاحات باهرة مع ليستر سيتي على صعيد النتائج والأداء والبطولات، وصنع فريقًا قويًا لا يرغب الكثيرون في مواجهته، فقد أنهى الموسمين الماضيين في الترتيب الخامس بالبريميرليغ متفوقًا على فرق كبيرة مثل أرسنال وتوتنهام، وحصد لقب كأس الاتحاد الإنجليزي 2021 أمام تشيلسي، ثم فاز بكأس الدرع الخيرية طليعة الموسم الحالي أمام بطل البريميرليغ مانشستر سيتي.
السير أليكس فيرغسون.. المثال الأشهر
من الصعب تصديق أن مدربا ما يستمر مع فريق ذي نفود على غرار مانشستر يونايتد لمدة 27 عامًا، لكن أليكس فيرغسون فعلها.. كان المدرب الشاب في الثمانينيات أيقونة في كرة القدم الاسكتلندية عندما أنهى احتكار رينجرز وسلتيك المحلي، وتُوج بلقب الدوري رفقة نادي أبردين، كما قاد الأخير لإحراز لقب كأس الكؤوس الأوروبية عام 1983 ليصبح الفريق الاسكتلندي الوحيد الحائز على لقب قاري.
هذه الإنجازات أكسبت أليكس فيرغسون مقعدًا في مانشستر يونايتد، لكنه عانى في أول 3 مواسم وطالبت الجماهير برحيله، بيد أن الرد كان قاسمًا بحصد كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1990.
أليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد: 1500 مباراة، 895 فوزا، 338 تعادلا، 267 خسارة، 38 لقبا
على النقيض.. أمثلة فاشلة وفدت إلى إنجلترا من اسكتلندا
غرايم سونيس أحد أشهر أساطير ليفربول من اللاعبين على الإطلاق، وقد بدأ مسيرته التدريبية مع نادي رينجرز عام 1987 وتركه في 1991 لينتقل إلى ليفربول بعد استقالة كيني دالغليش المفاجئة.. 3 مواسم فاشلة أمضاها سونيس في ملعب "أنفيلد"، وبالنظر إلى توهج نجم أليكس فيرغسون مع الغريم مانشستر يونايتد، أطاحت به الإدارة رُغم حصده لقبا يتيما وهو كأس الاتحاد الإنجليزي 1992، وما زاد الطين بلة خضوعه لجراحة في القلب وتدهور حالته الصحية.
هناك أيضًا المدرب جيم جيفريز الذي فسخ عقده مع فريق هارتس الاسكتلندي عام 1999 لينتقل إلى برادفورد سيتي الإنجليزي، لكنه ما لبث أن هبط معهم إلى القسم الأول وتمت إقالته.. بينما قدّم المدرب والتر سميث حقبة أسطورية مع رينجرز في التسعينيات ليعلن رغبته في الانتقال لتدريب إيفرتون عام 1998، وخلال 3 مواسم على رأس الجهاز الفني للتوفيز، لم يستطع إنهاء الدوري في النصف العلوي من الجدول، ليُقال عام 2002 بعد الإقصاء من الكأس أمام ميدلزبره.