هل ينجح جيرارد ولامبارد في إنقاذ سمعة المدرب الإنجليزي؟
لم يفز مدرب إنجليزي بلقب البريميرليغ منذ تدشينه بالنظام الجديد عام 1993، واللافت أن آخر مدرب وطني حصد المسابقة كان هاوارد ويلنكسون مع ليدز يونايتد في موسم 1991-1992، أي قبل انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز "البريمرليغ" بعام واحد.
وكان أفضل مركز حققه مدرب إنجليزي في حقبة البريميرليغ الترتيب التاسع بفضل إيدي هاو مع بورنموث عام 2016، فيما عدا ذلك احتل المدربون الوطنيون مراكز متدنية للغاية، وعادة ما يهبطون مع فرقهم وأبرزهم سام ألاراديس وتوني بيوليس وسين دايتش، وتدعم الأرقام ذلك بإحصائية تقول إن 70% من المواسم لم يحتل أي مدرب إنجليزي المراكز العشرة الأولى في الدوري.
النقطة المضيئة التي قد تحمل شعلة أمل بالنسبة للإنجليز، هي أن العقدة بدأت تنفك في السنوات الأخيرة، وبالتحديد منذ تولي غاريث ساوثغيت مهمة الإشراف الفني على المنتخب الإنجليزي وتحقيقه نجاحات قوية ببلوغه مثلًا أول نهائي مسابقة كبرى منذ مونديال 1966، والحديث هنا عن كأس أوروبا 2020، كذلك وصل إلى نصف نهائي مونديال 2018 في روسيا.
الانفراجة بدأت تتسع شيئًا فشيئًا مع المدرب غراهام بوتر الذي يقدّم مستويات غير مسبوقة مع فريق برايتون في الدرجة الممتازة واحتلاله الترتيب الـ7 بعد 11 جولة بالموسم الحالي، كما أن نادي نيوكاسل يونايتد الذي يستعد لحقبة تاريخية مع الملاك السعوديين الجُدد اختار مدربًا إنجليزيًا للإشراف على مشروعه وهو إيدي هاو مدرب بورنموث السابق.
حاليًا نمر بمرحلة عنق الزجاجة بالنسبة للمدربين الإنجليز في البريميرليغ، لا سيما مع التألق المتوقع لإيدي هاو بمعدلات إنفاق عالية للماجبايس وصندوق الاستثمار العام السعودي، كما أن هناك مدربين شابين ارتبط اسماهما في الأيام الأخيرة بتدريب ناديين في الدرجة الممتازة، وهما أسطورتا الكرة الإنجليزية ستيفين جيرارد وفرانك لامبارد، السيرة الذاتية وتاريخ وإنجازات كليهما معروف للقاصي والداني، لكن ماذا عن التدريب؟.
يمر جيرارد بفترة رائعة مع فريق غلاسكو رينجرز الاسكتلندي ويقدم مستويات طيبة، بينما أقيل فرانك لامبارد من تدريب تشيلسي في يناير الماضي وحل مكانه الألماني توماس توخيل، لكن قبل إقالته كان قد أسس فريقًا قويًا احتل معه المركز الرابع في البريميرليغ ووصل معه لنهائي كأس الاتحاد، هذا الفريق أكمله توخيل في ما بعد وحصد معه على لقب دوري أبطال أوروبا 2021.
نوريتش سيتي الذي أقال مدربه دانييل فاركي في محادثات حاليًا مع لامبارد، وبالمثل أستون فيلا الذي يبدو أفضل حالًا بخطوات عديدة من الكناري، فتح قنوات اتصال مع جيرارد، ما قد يجعلنا نشهد جيلًا جديدًا شابًا من المدربين الإنجليز في البريميرليغ، بوجود هاو وجيرارد ولامبارد وبوتر، الموسم المقبل، ولعلها تكون انفراجة حقيقة للمدرب الوطني في مسابقته المحلية.