منتخب إنجلترا | الكثير من التوابل يفسد الوصفة

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-06-07 18:17
-
آخر تعديل:
2024-06-07 20:11
ثلاثي منتخب إنجلترا هاري كين وفيل فودين وبوكايو ساكا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حظي منتخب إنجلترا بأباطرة نجوم كرة القدم عبر العقود الماضية، منهم من حصد الكرة الذهبية مثل المهاجم مايكل أوين عام 2001، أو نافس عليها مثل ستيفن جيرارد الذي حل ضمن أول 3 مرشحين في مناسبتين، فضلًا عن امتلاك إنجلترا أكبر وأغنى دوري كرة قدم في العالم، وهو الدوري الإنجليزي الممتاز، ومع ذلك أخفق منتخب (الأسود الثلاثة) في كل المناسبات الدولية والإقليمية الكبرى.

حقق منتخب إنجلترا لقبًا وحيدًا طيلة تاريخه، وهو كأس العالم 1966 التي استضافها على أرضه، وفيما عدا ذلك لم يرفع لاعبوه أي كأس، سواء في المونديال أو كأس أمم أوروبا.

الكثير من الجودة تقتل

رغم امتلاكه النجوم والموارد المالية والبشرية والتدريبية، فقد أخفق منتخب إنجلترا مرة تلو الأخرى، ويمكن أن نعزي السبب في المقام الأول إلى الجودة الفائقة الزائدة عن اللزوم، فكلما امتلك الفريق نجومًا من الصف الأول في تشكيلة واحدة، قلت درجة التحكم والتعاون معًا كفريق واحد.

في كأس أمم أوروبا التي تنطلق بعد أيام، يمتلك منتخب إنجلترا 6 لاعبين في قائمة أغلى 10 لاعبين في البطولة، بهيمنة واضحة، مثل جود بيلينغهام (180 مليون يورو)، وفيل فودين (150)، وبوكايو ساكا (140)، وديكلان رايس (120)، وهاري كين (110)، بوفرة غير عادية في النجوم.

في مركز الجناح الأيمن هناك الثلاثي المتألق فيل فودين وساكا وكول بالمر، ;سيكون المدرب ساوثغيت مضطرًا لإشراك لاعب واحد منهم في التشكيلة. وإن زج بفودين في مركز صانع الألعاب، فسيتداخل ذلك مع عمل جود بيلينغهام.. هذه إحدى الإشكالات التي تواجه تكدس النجوم في منتخب إنجلترا على الدوام.

في مركز الظهير الأيمن، هل سيشرك المتألق كايل ووكر أم لاعب ليفربول ألكسندر أرنولد؟ هناك فكرة انبثقت مؤخرًا وهي إشراكهما معًا، ووكر في مركزه المعتاد وأرنولد في خط الوسط.. هذه الفكرة خلقت حالة من الجدل وعدم الاستقرار الفني في الفريق، لا سيما مع وفرة لاعبي الوسط الممتازين، مثل جيمس ماديسون وكورتيس جونز.

هذه المشكلة أحبطت هولندا من قبل، فاللاعبون الهولنديون من بين الأفضل في العالم من حيث الجودة والتكتيك، لكن لم يساعد ذلك منتخب (الطواحين) في الفوز بأي لقب كبير منذ نحو 4 عقود، وذهبت جهودهم دائمًا سُدى، حنيما يتعلق الأمر بالتعاضد الجماعي.

جيرارد ولامبارد وسكولز كمثال في منتخب إنجلترا

في وقت، ما كان خط وسط منتخب إنجلترا هو الأفضل بلا منازع في أوروبا على مستوى الأسماء الفردية، بقيادة جيرارد وفرانك لامبارد وبول سكولز، لكن لم يترجم الثلاثي جودته إلى إنجاز حقيقي في الملعب، قياسًا بإمكاناتهم الفعلية.

ربما يكون السبب أن كلًّا منهم كان قائدًا لفريقه، جيرارد في ليفربول ولامبارد في تشيلسي وسكولز في مانشستر يونايتد، حيث تندلع بينهم تنافسية كبيرة في مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل دوري، واعتاد كل منهم أن يكون الآخر منافسه اللدود، لا زميله في المنتخب.

هذه النظرة التنافسية بين الثلاثي، انتقلت إلى كل اللاعبين في العموم، فالسواد الأعظم من لاعبي منتخب إنجلترا هم لاعبون محليون في الأساس بالدوري الممتاز، يتنافسون بضراوة فيما بينهم كل أسبوع في المسابقة.

5 أسئلة مهمة قبل انطلاق كأس أمم أوروبا 2024

تخيل معي خط الدفاع مثلًا المكون من: الظهير الأيسر آشلي كول من أرسنال، وقلبي الدفاع جون تيري من تشيلسي وريو فيردناند من مانشستر يونايتد، والظهير الأيمن غيلين جونسون من ليفربول، وخلفهم روبرت غرين من وست هام يونايتد.

5 لاعبين من خمسة أندية في 5 مراكز مختلفة بنفس التشكيلة بالخط الخلفي، وكلها تحظى بعداء شديد مع بعضها، فتشيلسي ينافس وست هام في لندن، وليفربول يحظى بعداء لا متناه مع مانشستر يونايتد، أمّا أرسنال فقد دخل معهما في صراع الزعامة على كرة القدم الإنجليزية.

ربما تلك النقطة أفادت منتخبًا مثل ألمانيا، فبايرن ميونخ يسيطر كليًا على المشهد، ما يجعله المصدّر الأول والأبرز للاعبين إلى منتخب (المانشافات)، ويمكن رؤية 7 أو 8 لاعبين من بايرن ميونخ دائمًا في تشكيلة منتخب ألمانيا، وتشعر كأن الفريق البافاري هو من يلعب وليس المنتخب الوطني.

شارك: