مشاركة قطر في الكأس الذهبية.. أهداف استراتيجية

تاريخ النشر:
2021-07-19 15:57
منتخب قطر على أعتاب التأهل لربع نهائي الكأس الذهبية (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حقق المنتخب القطري فوزا عريضا على منتخب غرينادا برباعية نظيفة لحساب المجموعة الرابعة ضمن الكأس الذهبية، بعد تعادل مثير مع بنما بثلاثة أهداف لكل طرف في الجولة الأولى من المنافسات التي تقام تحت رعاية اتحاد الكونكاكاف، وسيختتم العنابي مبارياته في الدور الأول بلقاء متصدر المجموعة الهندوراس. قطر تشارك بصفة مدعو وهي الأولى لها في البطولة على أن تتكرر بعد عامين حسب اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد القاري للكونكاكاف والاتحاد القطري. 

تتزامن هذه المشاركة مع وجود المنتخب القطري كضيف في التصفيات الأوروبية، علاوة على مشاركته الأخيرة في التصفيات الآسيوية المزدوجة، فحامل اللقب الآسيوي يستمر بالتحضير للمونديال المقبل على أرضه بأفضل استراتيجية ممكنة، فهو مستمر في مواجهات المدارس الكروية الآسيوية، ويخوض تجربة مميزة ضد الكرة الأوروبية، والآن يقارع منتخبات الكونكاكاف، وهذه التجارب تغني بكل الأحوال مشاركات قطر في المحافل الدولية، وتدعم الثورة الرياضية في البلاد التي انطلقت قبل سنوات. 

الألماني يورغن كلينسمان المدير الفني السابق للمنتخب الأمريكي يرى أن الكأس الذهبية بطولة تؤثر سلبا على منتخبات مثل أمريكا والمكسيك بسبب ضعف المنافسين، هذه وجهة نظر قد تنال تأيد عدد كبير من النقاد، فتطور أي منتخب في طريق وصوله للعالمية بحاجة لمواجهات من العيار الثقيل ضد البرازيل أو الأرجنتين أو عمالقة أوروبا كإيطاليا وإنجلترا وألمانيا وغيرها، لكن الأمر يختلف جذريا مع المشاركة القطرية الباحثة عن إضافة خبرة مواجهة منتخبات الكونكاكاف ومجاراة نسقها وأسلوبها، وهذا الاحتكاك يخلق التطور سواء الفردي للاعبين أو للمنظومة من جهة ولأفكار وخطط الجهاز الفني من جهة أخرى، وسيكون المنتخب معه (الاحتكاك) على دراية بخصائص منافسيه في القارة من خلال بطولة رسمية وليس عبر الوديات، وقد يواجه العنابي أحد منتخبات الكونكاكاف في النهائيات العالمية على أرضه. 

وبالرغم من التفوق الكبير لمنتخبات أمريكا اللاتينية من حيث المستوى ونوعية اللعب، فإن توجه قطر إلى الكونكاكاف كان بمثابة ضربة معلم، فالمنتخب القطري شارك في كوبا أمريكا قبل عامين وقدم أداء أثنى عليه الجميع بمن فيهم المنافسون، وسجل العنابي آنذاك تعادلا مع الباراغواي وخسارتين ضد كولومبيا والأرجنتين بقيادة ميسي، ولو توجهت البعثة القطرية للمشاركة من جديد في كوبا أمريكا على حساب منافسات الكونكاكاف لخسرت القيمة المضافة من مواجهة منتخبات بأداء وأفكار مختلفة، كما عكست النسخة الأخيرة من كوبا أمريكا ضعف الأداء لدى جل المشاركين، ومن شارك في البطولة كان باسمه ليس إلا، وهذا ينطبق على طرفي النهائي البرازيل والأرجنتين.

من جهة أخرى لو خاضت قطر غمار المنافستين، لما استطاع اللاعبون الدخول في مبارياتهم بنفس التركيز، بل حملوا معهم أعباء ضغط المباريات السلبي، ومن يحسب للاتحاد القطري دخوله في تحد جديد للحفاظ على نسق المنتخب التصاعدي في طريق البحث عن أفضل استعداد لمنافسات المونديال المقبل. 

طبعا طموح الجماهير القطرية والعربية كبير في تسجيل العنابي اسمه بحروف من ذهب، ولا تبالغ في مطالبة المنتخب القطري بإضافة لقب قاري إلى خزائنه، على رقم من صعوبة المهمة، لكن زاد اللاعبين كبير في تحقيق النجاح بدءاً من التتويج الآسيوي مرورا بسلسلة النتائج الإيجابية سواء في آسيا أو أوروبا، انتهاء بامتلاكهم  قدرات كبيرة، ومتمسكون بتحقيق الإنجازات، ليؤكد هذا الجيل أن قطر باتت عملة صعبة في البورصات الكروية. 

شارك: