مدرب سيدات نادي الجيش: أخشى كولومبيا وكوريا أكثر من ألمانيا
قال محمد أمين عليوة، المدير الفني لفريق الجيش الملكي لكرة القدم النسائية، إن مشاركة سيدات المغرب في مونديال السيدات الجاري حاليًا بأستراليا ونيوزيلندا ليس بالأمر الهيّن، باعتبارها المشاركة الأولى للمغرب والمنتخبات العربية في تظاهرة كروية من هذا الحجم، مشيرًا إلى أنه يخشى مواجهتي كولومبيا وكوريا أكثر من مواجهة ألمانيا.
ودعا المدرب الذي قاد فريقه الموسم الماضي، للفوز بالثلاثية (الدوري المحلي وكأس العرش ودوري أبطال أفريقيا)، في تصريح لـ"winwin'' اللاعبات إلى الافتخار بكونهن يحملن مشعل الكرة العربية في كأس العالم، قبل أن يستدرك بقوله: "عليهن ألا يكتفين بذلك، يجب أن يتسلّحن بالطموح وأن يخضن البطولة بعزيمة كبيرة من أجل تحقيق نتائج إيجابية تسمح للمغرب بعبور دور المجموعات، وشخصيًا أنا متفائل بقدرتهنّ على ذلك".
وأكمل: "وصلنا عام 2023 ولم يعد هناك منتخبات صغيرة وأخرى كبرى، توجد الواقعية والتنظيم في الملعب، صحيح هناك اختلاف على المستوى الفردي بين المنتخبات، لكن يمكن تعويض الفوارق الفردية عبر التنظيم الجماعي الجيد والواقعية في اللعب حسب إمكانيات كل منتخب، فضلًا عن العزيمة والطموح والقتالية، إذا توافرت لدينا هذه العوامل يمكننا تقديم بطولة جيدة، ونبصم على مشاركة تاريخية".
وبخصوص الضعف الهجومي الذي ظهر به المنتخب المغربي في ودياته الأخيرة، قال عليوة إن "سيدات الأطلس" كنّ جيدات جدًا في التنشيط الدفاعي، وأظهرن صلابة دفاعية أفضل من المرحلة السابقة، وتابع: "هناك تحسّن أيضًا في الشّق الهجومي، صعب جدًا أن تصنع توازنًا بين الدفاع والهجوم في الوقت ذاته، وأعتقد أن رينالد بيدروس، المدير الفني لمنتخب المغرب، لديه أهداف محددة وراء اعتماده أسلوبًا دفاعيًا محضًا في ودياته الأخيرة أمام سويسرا وإيطاليا وجامايكا، طريقة اللعب التي اختارها لديها علاقة بقوة المنافسين في المجموعة الثامنة".
وتابع: "بيدروس قرر انتهاج أسلوب دفاعي حتى يتمكن من الوقوف في وجه القوى الكروية النسوية العالمية، ربما تأثر بالأسلوب الذي لعب به منتخب الرجال في مونديال قطر، وحقق به إنجازًا تاريخيًا هناك، الصلابة الدفاعية في أسوأ الأحوال ستمنع المنافسين من تسجيل الأهداف، وبعد ذلك يمكن البحث عن خطف هدف خاطف لحسم النتيجة، وعمومًا أعتقد أننا قادرون على المنافسة بقوة لو قرأنا الخصوم قراءة فنية وتكتيكية صحيحة، ولعبنا بتنظيم جيد".
وانحاز المدير الفني لنادي الجيش الملكي للسيدات، إلى اللاعبات المحليات اللواتي الموجودات ضمن صفوف المنتخب المغربي، ورفض اعتبار المحترفات أكثر تجربة منهن وقدرة على مجاراة لاعبات المنتخبات الأوروبية، وتابع موضحًا: "محترفاتنا لا تنتمين لأندية تشارك في دوري أبطال أوروبا، عكس لاعبات الجيش الملكي اللواتي خضن نسختين من دوري أبطال أفريقيا، وبلغن نصف النهائي في المرة الأولى، وفُزن باللقب في المشاركة الأخيرة، ما يعني أنهن من أفضل اللاعبات في المنتخب، والخليط بينهن وبين المحترفات سيعطي مجموعة رائعة يمكنها تقديم مستوى جيد في المونديال".
وأوضح عليوة أنه يعرف لاعباته جيدًا، ووقف عن كثب على طموحهنّ الكبير ورغبتهن القوية لتحقيق الفوز خلال دوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي، رغم معاناتهنّ من بعض الإصابات.
وفيما يتعلق بمباراة ألمانيا، غدًا الإثنين، لحساب الجولة الأولى من دور المجموعات، قال الفنّي المغربي، إن الفوارق بين المنتخبين "على الورق" لن يكون لها أي تأثير في أرضية الملعب، وتابع: "منتخب الرجال أثبت في قطر أن الورق شيء والملعب شيء آخر، علينا أن نحسن التنظيم الدفاعي، وأن نستغل فرديات بعض اللاعبات؛ إذ كان منتخب الرجال لديه زياش وأمرابط وبوفال وبونو، فمنتخب السيدات لديه تاغناوت والشباك والرميشي، المهم أن ينجح الطاقم الفني في قراءة المنافسين قراءة صحيحة وبيدروس يعرف ذلك جيدًا".
وصرّح عليوة أن مباراتي الجولتين الثانية والثالثة أمام كوريا الجنوبية وكولومبيا، تثيران خوفه أكثر من مباراة ألمانيا، وتابع موضحًا في هذا الصدد: "المنتخب الألماني يلعب كرة حديثة لديه لاعبات قويات فنيًا وتكتيكيًا، ويمكننا مجاراته بالتركيز والحضور الذهني للاعبات، لكن منتخبي كوريا وكولومبيا يتميزان بالسرعة والقوة البدنية للاعبات، الممزوجة ببعض الخشونة في اللعب والاندفاع، رأيتهن في مباريات سابقة وأخشى أن يتسبّبن في إنهاك لاعباتنا خاصة في الثلث الأخير من المباراة".
وعبّر عليوة عن أمله في أن يكون الطاقم الفني المغربي استغل بشكل كبير على الجانب الذهني للاعبات في الأيام الماضية، حتى تدخل اللاعبات مباراة ألمانيا دون مركب نقص، لتدارك انعدام التجربة لدى اللاعبات المغربيات اللاتي لم يسبق لهنّ خوض مباراة مونديالية عكس الألمانيات، مبديًا في الوقت ذاته ثقته في لاعبات الجيش الملكي بعدما شاركن في نسختين من دوري الأبطال، فضلًا عن التجربة التي اكتسبتها جميع اللاعبات بعد خوضهنّ كأس أفريقيا الصيف الماضي.
وختم تصريحاته بالقول: "أعتبر القائدة غزلان الشباك هي جندي الخفاء في تشكيلة المنتخب المغربي، لن أتحدث عن دورها كلاعبة داخل الميدان، بل عن دورها كمؤثرة داخل المجموعة، أراهن عليها كثيرًا للرفع من تركيز زميلاتها ودفعهنّ لإخراج كل ما لديهن في المباريات، لم تشارك معنا في دوري الأبطال العام الماضي بسبب الإصابة، لكن دورها كان كبيرًا جدًا في تأطير اللاعبات في حصص المران وفي المباريات وأثناء الاجتماعات الفنية، غزلان لديها تأثير كبير وستكون سندًا كبيرًا للطاقم الفنيّ للمنتخب".