ما أبرز العوامل التي قادت العراق للتتويج بلقب خليجي 25؟

تاريخ النشر:
2023-01-19 23:48
نجوم المنتخب العراقي يحتفلون بعد الفوز على عُمان (facebook/iraqfa)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أنهى المنتخب العراقي حالة "الخصام" التي دامت قرابة 35 عاما، ونجح "أسود الرافدين" في استعادة لقب بطولة كأس الخليج العربي، بعد الفوز الصعب الذي حققه على المنتخب العُماني 3-2 في المباراة النهائية التي أُقيمت على استاد "جذع النخلة" في مدينة البصرة.

لقب "خليجي 25" هو الرابع في تاريخ المنتخب العراقي، الذي سبق أن توج باللقب ثلاث مرات سابقة آخرها عام 1988 عبر الجيل الذهبي الذي كان عائداً من مشاركة مونديالية في المكسيك 1986، لينفرد العراق بالمركز الثاني في "نادي الأبطال"، خلف الكويت المتوجة باللقب 10 مرات، بينما فض الشراكة مع قطر والسعودية المتوجين بـ3 ألقاب.

عاش العراقيون حلما جميلا منذ أن تأكدت استضافة البصرة لمنافسات البطولة، وكان هدف الفوز باللقب هو الهاجس الأكبر، بينما كانت الرغبة واضحة لإظهار قدرة العراق على استضافة الأحداث الدولية، بعد سنوات طويلة من حرمان الجماهير والمنتخبات العراقية والأندية من حقها باللعب في ملاعبها وأمام جماهيرها.

النجاح في استضافة خليجي 25 لم يكن ليرضي العراقيين التواقين لفرحة طال انتظارها، منذ أن رفع يونس محمود لقب كأس آسيا 2007؛ إذ عاشت الكرة العراقية "خيبات أمل"، كان أشدها خسارة فرصة التتويج باللقب الخليجي في نسخة البحرين 21 في النهائي الكبير أمام الإمارات، إضافة لفقدان فرص التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وخصوصا في نسخة قطر 2022 التي كانت فيها أحلام العراقيين كبيرة بالمشاركة فيها.

والآن انتهى كل شيء، وعادت الأفراح لتسود في أوساط البلاد، الجماهير التي ملأت جنبات استاد "جذع النخلة" والملايين التي تحلّقت خلف الشاشات، عاشت اليوم الذي طال انتظاره، ولكن هذا لم يكن ليتحقق لولا عدة عوامل يجملها موقع "winwin" في هذا التقرير.

القوة هجومية والتألق الفردي

كان طبيعيا أن ينهي العراق منافسات البطولة وهو صاحب الهجوم الأقوى، بعد أن سجَّل هجومه 12 هدفا، وكان أبرز المهاجمين رأس الحربة العملاق أيمن حسين متصدر ترتيب الهدّافين بـ3 أهداف، وزميله صاحب المهارات الكبيرة إبراهيم بايش الذي سجل العدد نفسه من الأهداف، ونال جائزة "أفضل لاعب في البطولة".

أثبت حسين علو كعبه هذا الموسم؛ حيث بدأه بشكل مميز مع فريقه المرخية، مسجلا أربعة أهداف في الجولات السبع الأولى قبل التوقف من أجل مونديال 2022، وعُقِدت آمال كبيرة على صاحب الطول الفارع (188 سم) قبيل مباراة الافتتاح، وكان حسين (26 عاما) عند حسن الظن في النهاية، حيث أسهم بأهدافه الـ3 وأدائه المتميز في صعود العراق لمنصة التتويج، معيدا للذاكرة ما كان يفعله القائد السابق يونس محمود في نهائيات آسيا 2007.

تكتيك المدرب وانسجام اللاعبين

صحيح أن حسين وبايش نالا نصيب الأسد من الأضواء بحكم نيلهما جوائز البطولة، لكن يحسب للمنتخب العراقي أنه لم يعتمد كليا على نجميه الأولين؛ إذ أتت الأهداف الـ12 عن طريق سبعة لاعبين ومن جميع المراكز، وهو ما يعكس حالة مميزة من الانسجام التي عكسها اللاعبون داخل أرضية الملعب بالتوافق مع التكتيك الذي أتى به المدرب الإسباني خيسوس كاساس.

المدرب الإسباني الذي تولى المهمة بشكل متأخر، نجح في صهر قوة اللاعبين وجعلها في "بوتقة" واحدة، كانت أشبه بكتلة حديدية تلعب وفق أسلوب خططي واضح، ومرونة كاملة فوق أرضية المستطيل الأخضر، حيث ظهر العراقيون بدور الطرف الأفضل في كل المباريات، ونجحوا في التعامل مع مختلف المواقف التي واجهتهم في المباريات الخمس.

دعم الجمهور العراقي  

غالبا ما يشكل الجمهور المحلي حالة ضغط على الفريق المستضيف، وخاصة في حالة العراق الاستثنائية والرغبة الجامحة في رؤية اللقب يعود إلى بيته بعد طول غياب، إلا أن الدعم الذي قدمه الجمهور طيلة منافسات البطولة كان معاكسا لتلك الضغوطات، وقدم العراقيون دعما لا محدودا للاعبيه في كل المباريات.

أكثر من 300 ألف متفرج تابعوا مباريات العراق، لم يكن هنالك موطئ قدم في "جذع النخلة"، ومع كل هدف وانتصار تشتعل الأجواء بالهتافات التقليدية، و"جيب الكاس جيبه" ما انفكت تدعم اللاعبين وتحفزهم يوما بعد يوم على التركيز نحو هدف الظفر باللقب مهما كان الثمن.

كانت تصريحات اللاعبين بعد كل المباريات تتوجه نحو ضرورة إسعاد الأمة العراقية ورسم الابتسامة على محيا الشعب الذي اشتاق للفرح، وهو ما يعكس الحيوية والنشاط على أداء اللاعبين رغم ضغط المباريات وانخفاض المردود البدني، وسط ارتفاع النسق الفني والنفسي.

شارك: