ليفربول المتحفظ يسحق مانشستر يونايتد في مباراة الرفاهيات الضرورية
لم يصادف ليفربول مشاكل تُذكر في حسم موقعة أولد ترافورد على حساب مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة ليواصل الريدز انتصاراتهم بشباك نظيفة معيدين الشياطين الحمر إلى لحظة الحقيقة.
الكرة الحديثة لم تعد رفاهيةً وهذه أزمة مانشستر يونايتد
وقع مانشستر يونايتد في سلسلة من الأخطاء في أثناء بناء اللعب كلّفته خسائر فادحة خلال المباراة، والحديث ليس فقط عن اللقطتين اللتين قُطِعت فيهما الكرة من كاسيميرو، بل في أكثر من لقطة أخرى أسفرت عن مواقف خطيرة.
والحقيقة أن مِثل هذه المباراة مثال على فداحة ما يمارسه الساخرون من عملية اختيار لاعبي الخطوط الخلفية على أساس إجادتهم بناء اللعب إلى جانب تميزهم الدفاعي المتوقع، فاختيار اللاعبين مع وضع هذا الأمر في الحسبان لم يعد رفاهية.
لا يمكن لأي فريق يريد أن يربح المباريات باستمرار أن يفتقد لاعبو خطوطه الخلفية مهارة التمرير بدقة وتحت ضغط، فالكرات الطويلة ليست حلًا لفريق يريد أن يهاجم المنافسين ويتقدم في النتيجة.
المشكلة أن استبدال كاسيميرو بأوغارتي لن يحل تلك المسألة كثيرًا فالدولي الأوروغواياني نفسه لا يمتلك خصال الخروج السلس بالكرة تحت ضغط، وسيقتصر التحسن ربما على ارتداده الأسرع في حالة فقدان الكرة.
سلوت أكثر تحفظًا وناجح في هذا
المثير للطرافة أن ليفربول لم يمارس حتى مجهودًا كبيرًا في عملية الضغط تلك، فهو لا يضغط بنفس شراسة نسخة كلوب ولا بنفس العدد، ويكاد يُلصق ظهيريه على خط واحد بقلبي الدفاع، فقد استبدل سلوت لاعبين في عملية الضغط هما أرنولد وروبرتسون بإضافة سوبوسلاي الذي بات يشغل مركزًا أكثر تقدمًا، ومع ذلك فشل مانشستر يونايتد في التخلص من الضغط ليس فقط من كاسيميرو، بل إن ما سبق خطأ كاسيميرو في اللقطة الأولى هو خوف برونو فيرنانديز من التمرير إلى دالوت الصاعد دون رقابة بسبب تراجع أرنولد.
أي أن مانشستر يونايتد لم يستغل عدم صعود ظهيري ليفربول بشكل جيد في الوقت الذي فعلها إيبسويتش تاون في الشوط الأول من مباراته مع الريدز! الأمر الذي اضطر سلوت في الشوط الثاني إلى تصعيد ثنائيه في عملية الضغط واتخاذ مخاطرة لا يبدو أنه يريد القيام بها باستمرار، بعكس ما كان يفعله يورغن كلوب.
على أية حال فإن تحفظ سلوت حتى الآن أتى أثره بنجاح، فقد خرج ليفربول بشباك نظيفة للمباراة الثالثة على التوالي وليس هذا وحسب، بل إن ليفربول كان قبل تلك المباراة يمتلك معدل أهداف متوقعة على مرماه يبلغ هدفًا واحدًا في المباراتين اللتين لعبهما، ولم تزد أهداف مانشستر يونايتد المتوقع تسجيلها في مرمى ليفربول عن ربع هدف حتى الدقيقة 60 قبل أن يرتفع المعدل بعد حسم المباراة عمليًا إلى 1.36 هدف، أي أن ليفربول حتى الدقيقة 60 من المباراة الثالثة في البريميرليغ لم يكن يزيد معدل الأهداف المتوقعة ضده عن 1.25 هدف، أغلبها كان بين الدقيقة 60 و75، وفقط عندما استرخى اللاعبون قليلًا في تلك الفترة أمام اليونايتد أصبح المعدل 2.51 هدف مع نهاية المباراة الثالثة.
تثبيت الثلاثي الهجومي وبراعة صلاح
من الأمور الجيدة التي يقوم بها آرني سلوت في الوقت الحالي هي تثبيت الثلاثي الهجومي دون تغيير ومنح هذا الثلاثي الثقة اللازمة. كان المدير الفني الهولندي محظوظًا بأدائهم بشكل جيد ليقوم بتلك الخطوة؛ لكن قام اللاعبون بالمنفعة المتبادلة وقدموا ما عليهم.
يمكنك أن تشاهد كثيرين من الهواة في فيديوهات على السوشيال ميديا وهم يقومون بلقطات بارعة وتسديدات رائعة، لكن اللاعب المحترف مطلوب منه أن يغتنم فرصة واحدة فقط تحت ضغط هائل، لذلك كان رائعًا أن يُرسل محمد صلاح عرضية دقيقة بيمناه الأضعف على رأس لويس دياز ليفتتح التسجيل قبل أن يمرر بشكل رائع من جديد إلى دياز الذي استغل التمريرة بشكل أروع وسدد في زاوية صعبة على الحارس وعكس اتجاهه.
في كل المباريات التي لعبها ليفربول في البريميرليغ، تمكن هجوم الفريق من تسجيل أهداف أكثر من المعدل المتوقع، وهي حالة جيدة لاستغلال الفرص عكس ما كان يحدث من كم هائل من إضاعة الفرص التي كانت تجعل يورغن كلوب يقف غير مُصدّق لما يفعله لاعبوه، ولو كان سوبوسلاي قد سجل فرصته السهلة في نهايات المباراة لربما رفع الفارق أكثر بين المُسجّل والمتوقع.