لويس دي لا فوينتي.. معلم مجهول يحقق نجاحات منتخب إسبانيا
يستعد منتخب إسبانيا، بعد غد الأحد، تحت قيادة مدربه لويس دي لا فوينتي لخوض نهائي بطولة كأس أمم أوروبا 2024، عندما يواجه منتخب إنجلترا في المباراة التي ستلعب بالملعب الأولمبي لمدينة برلين الألمانية.
وحقق منتخب "لاروخا" مشوارًا دون خطأ حتى الآن في النسخة الحالية من اليورو، والفضل يرجعه البعض إلى تألق اللاعبين على غرار رودري وفابيان رويز ولامين يامال ونيكو ويليامز وغيرهم، ولكن بلوغ المنتخب الإسباني المحطة الختامية للبطولة القارية يعود أيضًا إلى العمل الكبير الذي يقوم به المدرب دي لا فوينتي.
وقبل توليه مدرب منتخب إسبانيا الأول شهر ديسمبر/ كانون الأول 2022، لم يكن دي لا فوينتي معروفًا لدى الكثيرين، ولم يكن يملك شهرة وصيت مدربين إسبانيين يحققون نجاحات خلال الأعوام الأخيرة على غرار بيب غوارديولا ولويس إنريكي وميكيل أرتيتا وأوناي إيمري بدرجة أقل.
ولكن بعيدًا عن الأضواء كان لويس دي لا فوينتي (63 عامًا)، ابن مدينة هارو الباسكية شمال إسبانيا، يقوم بعمل كبير ويكتشف في المواهب، كما أنه صنع أجيالًا، وحقق إنجازات يستعرضها موقع "winwin" في هذا التقرير.
لويس دي لا فوينتي مكتشف المواهب وصانع الأجيال في إسبانيا
وقبل التطرق إلى مسيرته كمدرب، لعب لويس دي لا فوينتي في المستوى العالي مع نادي أتلتيك بيلباو الغني عن التعريف في مركز الظهير الأيسر، لينتقل بعدها إلى إشبيلية، ثم يعود إلى بيلباو، وينهي مسيرته في الأخير مع نادي ديبورتيفو ألافيس.
وفي مجال التدريب، انطلقت مسيرة المدرب الإسباني عام 1999 مع نادي بورتيغاليتي الإسباني المغمور، ثم أشرف بعدها على فريق أوريرا دي فيتوريا المتواضع، ولم ينل عقب ذلك سوى شرف تدريب نادي أتلتيك بيلباو الثاني وبعده ديبورتيفو ألافيس.
وبدأت مسيرة لويس دي لا فوينتي التدريبية فعليًا عام 2013، عندما تولى مهمة تدريب منتخب إسبانيا لأقل من 19 عامًا، وهناك أصبح متخصصًا في اكتشاف المواهب وصقل مهاراتهم، بالإضافة إلى الفوز بالألقاب معهم، حيث قاد منتخب "لاورخا" لحصد كأس أمم أوروبا تحت 19 عامًا والتي أقيمت عام 2015 في اليونان.
وتواصلت نجاحات المدرب الإسباني مع منتخب "لاورخا" لأقل من 21 عامًا الذي فاز معه هو الآخر بلقب كأس أمم أوروبا لهذه الفئة عام 2019 في البطولة التي استضافتها إيطاليا مناصفة مع سان مارينو، وكاد دي لا فوينتي أن يقود المنتخب الإسباني الأولمبي لنيل الذهب في أولمبياد طوكيو 2020، ولكنه اكتفى في الأخير بالميدالية الفضية بعد خسارة النهائي ضد البرازيل.
لويس دي لا فوينتي ينهض بمنتخب إسبانيا بعد خيبة مونديال 2022
وبعد سنويات طويلة من العمل مع الفئات السنية لمنتخب إسبانيا، نال المدرب لويس دي لا فوينتي بعد طول انتظار فرصة الإشراف على منتخب "لا روخا" الأول بعد إقصائه من ثمن نهائي كأس العالم قطر 2022 تحت قيادة المدرب لويس إنريكي.
واستغرب البعض لجوء الاتحاد الإسباني لكرة القدم لهذا الخيار، كون دي لا فوينتي لم يكن معروفًا كثيرًا في عالم التدريب، حيث لم يسبق له العمل مع صفوة الفرق الإسبانية والأوروبية، ولكن الرد جاء سريعًا من طرفه بعدما قاد منتخب إسبانيا للتتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية عام 2021 على حساب كرواتيا.
ويرى خبراء ومختصون أن دي لا فوينتي لم يغير من فلسفة لعب المنتخب الإسباني القائمة على الاستحواذ "التيكي تاكا" واللعب التموضعي، ولكنه أضاف لها السرعة والطاقة الانفجارية متمثلة في اللاعبين الشباب، وعنصر المفاجأة الذي كان غائبًا في عهد المدرب السابق لويس إنريكي.
وأصبح منتخب إسبانيا مع "المعلم المجهول" لا يعتمد بالمطلق على نجوم برشلونة وريال مدريد، بل صار منظومة ترتكز على اللاعبين الأفضل في مراكزهم مهما كانت هوية أنديتهم، والنتيجة هي تألق كبير في كأس أمم أوروبا 2024 المقامة حاليًا بألمانيا.
وأضحى منتخب إسبانيا تحت قيادة دي لا فوينتي أول منتخب يحقق 6 انتصارات في تاريخ كأس أمم أوروبا، حيث أزاح الثور الإسباني 6 منافسين من طريقه وصولًا إلى نهائي برلين، وأبرزهم منتخبا ألمانيا وفرنسا في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي على التوالي، مع تقديمه لطبق كروي أعجب الكثير من محبي الساحرة المستديرة.
ويأمل المعلم وصانع الأجيال لويس دي لا فوينتي أن تكون نهاية الموسم الكروي رائعة مع منتخب إسبانيا بالصعود إلى منصة التتويج بعد الفوز طبعا على منتخب إنجلترا في نهائي كأس أمم أوروبا 2024.