لماذا يعاني صلاح "تهديفيًا" مع ليفربول الموسم الحالي؟
يتأرجح موسم ليفربول بين المراكز الأوروبية ومنتصف الجدول، لكن يبدو أن الترتيب ليس وحده من يتأرجح، فقد وصل المصري محمد صلاح (31 عامًا) إلى مستويات كارثية جعلته يسجّل أسوأ موسم تهديفي منذ وفادته إلى النادي صيف 2017.
في غالب الأمر عند هبوط مستوى فريق ما، تتجه الأعين إلى النجم، وفي ليفربول يتحدث الجميع عن صلاح الذي بالكاد يقدّم مردودًا يتباين بين السيء والمتوسط. لا تتذكّر جماهير "الريدز" مباراة تألق خلالها صلاح في الموسم الحالي.
أرقام كارثية لصلاح
7 أهداف هي حصيلة صلاح بعد مرور 21 جولة من الدوري الإنجليزي الممتاز بالموسم الحالي، في حين أنه سجّل الموسم الماضي في نفس الفترة 16 هدفًا؛ أي يمكن وصف سجلات صلاح التهديفية بأنها أقل من "نصف" سجلاته في الموسم الماضي.
يمتلك صلاح أسوأ معدّل تهديفي لكل 90 دقيقة (0.34) من بين اللاعبين الذين سجّلوا 5 أهداف فأكثر في البريميرليغ. بينما يحظى بأسوأ معدّل تحويل فرص إلى أهداف (14٪) من بين كل لاعبي المسابقة باستثناء زميله في الفريق الأوروغوياني داروين نونيز.
مرّت 5 مباريات أو شهران، منذ آخر هدف لصلاح في البريميرليغ، وبالتحديد منذ أن سجّل في الفوز 3-1 ضد أستون فيلا بالجولة الـ17 يوم 26 ديسمبر/ كانون الأوّل 2022، ولاحقًا لعب صلاح ضد ليستر سيتي وبرينتفورد وبرايتون وتشيلسي، وفشل في التسجيل خلال تلك المباريات.
الموسم | مباراة | هدف | أسيست | إجمالي الإسهامات التهديفية | جائزة رجل المباراة |
2021-2022 | 21 | 16 | 10 | 26 | 8 |
2022-2023 | 19 | 7 | 4 | 11 | 0 |
لماذا يعاني صلاح تهديفيًا؟
بنى المدرب الألماني يورغن كلوب (55 عامًا) فريقه حول المهاجم البرازيلي روبرتو فيرمينو، الذي ينسحب إلى الخلف ويغذي زميليه السنغالي ساديو ماني وصلاح بالكرات، ونكران الذات الذي دأب عليه فيرمنيو ساعد على وفرة الفرص التهديفية لصلاح وماني.
ولكن مع تكرار إصابات فيرمينو المتكررة، فقد "الريدز" مفتاحًا هجوميًا فعّالاً، وبعد رحيل ماني اختل توازن منظومة كلوب الهجومية، ولم يعد يعتمد الفريق على جمل تكتيكية معيّنة، بل دبّت العشوائية في الخط الأمامي بالموسم الحالي 2022-23.
الشق الثاني في فريق كلوب الناجح هو انطلاقات وتوزيعات الظهيرين، الإنجليزي ألكساندر أرنولد والاسكتلندي أندي روبرتسون اللذين صنعا عشرات الأهداف لصلاح وماني في السنوات الأخيرة. وقد اعتمد الظهيران على حماية خط الوسط لمركزيهما في أثناء التقدّم.
فريق ليفربول مثل رقعة الشطرنج، عندما يختل بيدق ينهار آخر، وهذا ما حدث بالضبط، فإصابات خط الوسط المتكررة لدى جوردان هندرسون وفابينيو وتياغو ألكانتارا، أثرّت في حماية الظهيرين في أثناء التقدّم، ما أثّر بدوره في مردود أرنولد وروبرتسون.
وهو الأمر الذي أجهض محاولات الظهيرين الهجومية، وبالتالي لم يجد صلاح الفرص المصنوعة الكافية للتهديف. الظهير المهاجم أرنولد الذي يلعب في جهة صلاح -اليمنى- قدّم تمريرة حاسمة واحدة في الموسم الحالي، في حين أنه صنع 9 أهداف بنفس الفترة الموسم الماضي.
إصرار نونيز وانهيار أرنولد
هناك أمر آخر وهو المهاجم الأوروغوياني الجديد، نونيز، الذي بات ينافس صلاح تهديفيًا، ويريد إثبات قيمته بعد الانطلاقة الكارثية التي حققها في بداية الموسم، ومن بين كل 5 فرص يحصل عليها نونيز يسدد 4 منها، ولا يتعاون جماعيًا مع زملائه.
أغلب الأوقات نجد صلاح يستلم الكرات في الرواق الأيمن من دون تعزيز كافٍ من زملائه وخاصة أرنولد، ومع تواضع قدرات صلاح في المواقف الفردية -واحد ضد واحد- يمرر للخلف أو للجنب، وتُدفن خطورته في الخط الجانبي للملعب.
اتساق مفقود في خط هجوم ليفربول
لعب الثلاثي (صلاح ودياز ونونيز) ما مجموعه 342 دقيقة، فيما لعب (صلاح وجوتا) 335 دقيقة. في حين لم يشارك فيرمينو منذ أشهر، ويتناوب على خط الهجوم مع صلاح لاعبون؛ أمثال أوكسليد تشامبرلين وهارفي إليوت وفابيو كارفاليو، ثم أضيف إليهم الوافد الجديد الهولندي كودي جاكبو.
افتقد ليفربول إلى الاتساق في الثلاثي الأمامي، ولعب المدرب كلوب بأكثر من 9 تشكيلات هجومية مختلفة في أقل من نصف موسم، ما يفسّر سبب ابتعاد صلاح عن التألق. حتّى أن كلوب نفسه وصف موسم صلاح بأنه: "معاناة".
شاهد أهداف محمد صلاح موسم 2021-22