لماذا لا يردد لاعبو منتخب إسبانيا النشيد الوطني بالمباريات؟
بعكس صراخ الطليان، أثار صمت لاعبي منتخب إسبانيا خلال النشيد الوطني قبل انطلاق المباريات، اندهاش الكثيرين، حيث لا يُردد اللاعبون الإسبان أي كلمات، ولا تتحرك شفاههم عندما يتم عزف النشيد الوطني.
ولفت عدم تفاعل لاعبي منتخب إسبانيا على الإطلاق، خلال وقت عزف النشيد الوطني، أثناء المباريات في الفترة الماضية بشكل عام، وبطولة كأس أمم أوروبا يورو 2024 بشكل خاص، نظر الكثير من عشاق كرة القدم.
هل يرفض لاعبو منتخب إسبانيا ترديد النشيد الوطني لبلادهم؟
السبب لا يعود إلى قلة الإحساس الوطني لدىّ الإسبان، وإنما لطبيعة السلام الوطني، حيث بالبحث عن السبب، تبين أن النشيد الوطني الإسباني الحالي لا يحتوي على أي كلمات، وذلك لأسباب سياسية ولخلافات بين الأقاليم والمقاطعات.
يامال في الصدارة.. أصغر 10 لاعبين في تاريخ أمم أوروبا
بين عامي 1938 و1975، كان النشيد الوطني الإسباني يحتوي على كلمات مع وصول الجنرال فرانسيسكو فرانكو إلى مقاليد الحكم.
ويعد السلام الوطني الإسباني "المسيرة الملكية" من المعزوفات الشهيرة للملحن فرانشيسكو غراو، وبالرغم من أنه لحن مع كلمات، إلا أنّ مملكة إسبانيا تخلت عنها عام 1978، وفضلت استخدام لحن النشيد فقط.
وفي ذلك الوقت، قام فرانكو -الذي يُصنف من قبل كثيرين بأنه كان دكتاتور البلاد من دون معارضة لأكثر من ثلاثة عقود- بإصدار تعليماته للشاعر الشهير خوسيه ماريا بيمان، لتأليف نشيد جديد يتضمن كلمات تدعم "نهضة إسبانيا".
ثم عند وفاة فرانكو في عام 1975 بعد صراع مع المرض، تم إلغاء النشيد الوطني، وعاد النشيد من دون كلمات حتى يومنا هذا، ويمكن رؤية بعض المشجعين وهم يغنون الكلمات القديمة، وهم متحمسون قبل مباريات منتخبهم الوطني.
والنشيد الوطني الحالي لمنتخب إسبانيا تم إقراره في عام 1997 بمرسوم ملكي، ويُكتَفى فيه باللحن فقط من دون أن أي كلمات، علمًا بأن الصيغة الحالية يرجع توزيعها الموسيقي إلى فرانشيسكو غراو.
الجدير بالذكر أنّ منتخب إسبانيا يمتلك في تاريخه العديد من الألقاب والبطولات، وأبرزها لقب كأس العالم 2010، كما فاز الماتادور بلقب كأس أمم أوروبا في ثلاث مرات (1964، 2008، 2012)، وتوج بدوري الأمم الأوروبية في عام 2022.