لعنة فيرغسون تلازم مانشستر يونايتد للموسم الثاني عشر توالياً

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-10-30
السير أليكس فيرغسون المدرب التاريخي لنادي مانشستر يونايتد (Getty)
مازن الهندي مراسل winwin في سوريا
دمشق winwin
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بات المدرب الهولندي إريك تين هاغ أول ضحايا الموسم الجديد في البريميرليغ، بعد أن أعلنت إدارة مانشستر يونايتد إقالته من منصبه بسبب سوء النتائج التي أدت إلى تراجع الفريق إلى المركز الرابع عشر في لائحة الترتيب بعد تسع مباريات. 

ورغم مغادرة تين هاغ أسوار قلعة أولد ترافورد، لم تشكل الإقالة مفاجأة للكثيرين، لا سيما أنها كانت مطلبًا جماهيريًا منذ نهاية الموسم الماضي الذي شهد حلول الفريق في المركز الثامن، وهو الأسوأ له في الدوري الإنجليزي منذ العام 1990.

إلا أن رحيله عن مانشستر يونايتد في هذا التوقيت كرّس مجددًا حالة اللا استقرار التي يعيشها بطل إنجلترا التاريخي منذ رحيل السير أليكس فيرغسون، والتي شهدت تعاقب ستة مدربين مميزين، دون أن يتمكن أي منهم من حل شفرة اللقب الذي أحرزه المدرب الأسطوري 13 مرة في 27 عامًا.

قرار متأخر من مانشستر يونايتد

كان مدرب أياكس السابق على وشك الإقالة مع نهاية الموسم الفائت، لكن فوزه بكأس الأندية الإنجليزية المحترفة على حساب الجار اللدود مانشستر سيتي منحه فرصة جديدة لمواصلة المشوار على رأس الجهاز الفني للفريق. 

أنفق تين هاغ ما يقارب 274 مليون دولار أمريكي في سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة، فتعاقد مع ماتياس دي ليخت ونصير مزراوي، إضافةً إلى ليني يورو وجوشوا زيركزي ومانويل أوغرتي، ومع ذلك، لم تكن النتائج في بداية الموسم الحالي مرضية، إذ حصد اليونايتد 11 نقطة من مبارياته التسعة الأولى، والتي شهدت تعرضه للهزيمة في أربع مباريات: أمام برايتون ووست هام خارج ميدانه، وأمام ليفربول وتوتنهام بثلاثية نظيفة في ملعبه أولد ترافورد. 

كما كانت نتائج مانشستر يونايتد على المستوى القاري كارثية أيضًا في الآونة الأخيرة؛ إذ جاء التعثر أمام فنربخشة التركي بهدف لمثله في الجولة الثالثة من الدوري الأوروبي، ليُمدد الفترة التي لم يعرف فيها فريق الشياطين الحمر طعم الانتصار أوروبيًا إلى عام كامل تحت قيادة تين هاغ، وهي السلسلة السلبية الأطول للفريق منذ عام 1983. 

وكانت الخسارة أمام وست هام في الجولة الأخيرة بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة لإدارة مانشستر يونايتد التي اتخذت قرارًا يراه الكثيرون صحيحاً، ولكنه تأخر كثيرًا.

إلى متى ستستمر لعنة فيرغسون؟

لم يتوقع أنصار اليونايتد أنه عندما تنحى فيرغسون في عام 2013 بعد فوزه بالدوري الممتاز للمرة الثالثة عشرة في مسيرته مع النادي، أن يقضي اليونايتد 11 عامًا دون تحقيق اللقب مرة أخرى. بل إن البعض بات يتخوف من أن تطول فترة الانتظار على نحو يشبه ما حصل مع ليفربول (الزعيم السابق لكرة القدم الإنجليزية) الذي انتظر ثلاثة عقود كاملة حتى تمكن من الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي عام 2020 مع المدرب الألماني يورغن كلوب. 

تولى تدريب مانشستر يونايتد ستة مدربين منذ رحيل فيرغسون إذا ما استثنينا ريان غيغز ومايكل كاريك اللذين قادا عدداً قليلاً من المباريات كمدربين مؤقتين مع الشياطين الحمر.

فيرغسون، وبعد اعتزاله التدريب، اختار بشكل شخصي مواطنه ديفيد مويس ليخلفه، لكن تم الاستغناء عن الأخير بعد عام واحد، حين أنهى مانشستر يونايتد موسمه في المركز السابع، الذي كان أسوأ مركز لليونايتد منذ 24 عامًا. 

وقع اختيار إدارة مانشستر يونايتد بعد ذلك على الهولندي لويس فان غال، صاحب الشخصية المثيرة للجدل، والذي استمر في قيادة الفريق لمدة 22 شهراً، لكنها كانت فترة للنسيان، بالرغم من أن اليونايتد فاز بكأس إنجلترا معه. لكن نتائج الفريق مع فان غال فتحت الباب أمام وصول جوزيه مورينيو، الذي نجح في إعادة اليونايتد إلى منصة الألقاب القارية، لكن مشجعي الفريق لم يشعروا بأن لقب الدوري الأوروبي كان كافيًا بالنسبة لطموحهم، فلم يستمر المدرب البرتغالي مع الفريق سوى موسمين فقط. 

التالي لم يكن سوى أولي غونار سولشاير، صاحب هدف الفوز في الوقت بدل الضائع في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1999، والذي منح من خلاله الثلاثية لفريقه. لكن سولشاير (المدرب) لم ينجح أيضًا، وبدا أن التعيين قصير الأمد للمدرب رالف رانغنيك تأكيدًا للفوضى التي يعيشها النادي. 

جاء الدور على الهولندي تين هاغ، الذي سبقته سمعة عطرة لما حققه في فريق أياكس في الموسمين الأخيرين. فتولى المسؤولية عام 2022، ورغم إنفاقه أكثر من نصف مليار يورو على مدار عامين، جاءت العروض والنتائج عكس المستوى المأمول، ليغادر بدوره بعد 850 يومًا أمضاها ضمن أسوار أولد ترافورد، قاد فيها اليونايتد في 128 مباراة، حقق الفوز في 72 منها، بمعدل 1.84 نقطة في المباراة الواحدة، مقابل 20 تعادلاً و36 هزيمة، بعضها كان تاريخيًا.

630 مباراة و7 ألقاب

منذ رحيل السير أليكس فيرغسون، خاض مانشستر يونايتد 630 مباراة في كل المسابقات، أحرز خلالها سبعة ألقاب فقط، منها لقبان في كأس إنجلترا ومثلهما في كأس الرابطة، والدرع الخيرية، إضافة إلى لقب في الدوري الأوروبي. وهي حصيلة لا تليق باسم اليونايتد، ولا ترتقي إلى الفترة الذهبية التي عاشها مع فيرغسون، الذي خاض معه اليونايتد 1500 مباراة، فاز فيها الفريق بـ 35 لقبًا، وتحول خلالها إلى النادي صاحب العلامة التجارية الأغلى في العالم.

المشكلة ليست اقتصادية في مانشستر يونايتد

أنفق مانشستر يونايتد قرابة 2.5 مليار يورو منذ رحيل فيرغسون، لكن كل الأسماء التي جاءت إلى الفريق، لم تتمكن من مجاراة جاره مانشستر سيتي، أو حتى تشيلسي، وليستر سيتي، وليفربول، وهي الفرق التي تعاقبت على إحراز لقب بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، علمًا أنه حل وصيفًا في مناسبتين عامي 2018 و2021. 

ما يؤكد أن مشكلة الفريق لم تكن في يوم من الأيام اقتصادية، وإنما في أسلوب إدارة هذه الصفقات، والاستفادة من اللاعبين الذين تم استقدامهم، إضافة إلى فقدان الصبر على المدربين الذين تم تعيينهم، على غرار ما حدث مع فيرغسون، الذي لم يتمكن من الفوز بأي لقب باستثناء كأس إنجلترا في سنواته الست الأولى. 

مشكلة لا يبدو أن حلولها تلوح في الأفق القريب، خاصة أن الهوة تبدو عميقة للغاية حاليًا مع باقي المنافسين في البريميرليغ. هيبة مانشستر يونايتد ومسرح أحلامه ضاعت في السنوات الأخيرة، فهل يكون خليفة تين هاغ قادرًا على استعادتها؟

شارك: