لعبة أرنولد التي فقدت معناها.. أما بيلينغهام فشبّ على شيء!
نجح منتخب إنجلترا في إزالة كبرى عقباته تجاه تصدر مجموعته في يورو 2024، وذلك بعدما هزم نظيره الصربي بهدف نظيف من توقيع جود بيلينغهام المتوهج، لينفرد منتخب الأسود الثلاثة بصدارة المجموعة التي تجمعه كذلك بالدنمارك وسلوفينيا اللذين تعادلا في وقتٍ سابقٍ من اليوم.
الإنجليز قدموا شوطًا أول مميزًا قبل أن يتراجع المردود وتنتقل الأفضلية للمنتخب البلقاني الذي حاول تسجيل هدف التعادل دون جدوى رغم عدة محاولات من ميتروفيتش وفلاهوفيتش كادت أن تجد طريقها للشباك.
ساوثغيت وألكسندر أرنولد
قرر غاريث ساوثغيت، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي الدفع بظهيره الأيمن في منتصف الملعب على أن يفسح مجالًا لكايل ووكر لشغل مركز الظهير الأيمن، وذلك في محاولة من الناخب الوطني الإنجليزي للاستفادة من قدرة ظهير ليفربول على شغل أكثر من مركز.
بالفعل كان ألكسندر أرنولد يقدم هذا الدور في النصف الأول من الشوط الأول، فإلى جانب مركزه الأساسي كلاعب وسط، كان أرنولد يتحول أحيانًا ليكون ظهيرًا أيمن على أن يتحول ووكر لقلب دفاع ثالث، كما كان يختار أرنولد لحظات مناسبة للتحول لجناح أيمن للمنتخب الإنجليزي وتلقي الكرات في المساحة التي يخلّفها بوكايو ساكا جرّاء دخوله للعمق أحيانًا، وهذه التحركات المستمرة خلقت نوعًا من الحيرة لدى منافس الإنجليز الذي بات لاعبوه حائرين مع تلك التحركات المستمرة على الجبهة اليمنى لأكثر من لاعب.
بعد تسجيل بيلينغهام لهدفه، شرع الصرب يحاولون الرد؛ وصحيح أن الرد كان خجولًا، لكنه كان كافيًا ليتم تثبيت أرنولد تمامًا في خط الوسط. هنا باتت المعضلة واضحة، وجود أرنولد في خط الوسط يعود لعدة أسباب من المؤكد أنه ليس من بينها الدفاع! ومع تراجع مردود إنجلترا الهجومي في الشوط الثاني فقدت فكرة أرنولد في المنتصف كل مزاياها وتعاظمت عيوبها ولم تعد ذات معنى.
من سيسترجع الكرة؟
لذلك كان ربما يجدر بساوثغيت الدفع بغالاغير وماينو في توقيت أبكر، فكل دقيقة كانت تمر كان الصرب يسيطرون أكثر ويفرضون هيمنتهم على المباراة وسط حالة من فقدان قدرة الأسود الثلاثة على استعادة الكرة، فمن سيسترجعها سوى ديكلان رايس المضطر إلى التموقع أمام منطقة الجزاء.
هنا يبرز التقصير الواضح من ثلاثي الوسط الهجومي الذي لم يقدم إضافة دفاعية كبيرة. التمركز الدفاعي وحسب ليس كافيًا من جانب فودين وساكا وبيلينغهام، فمشاركتهم الحقيقية دفاعيًا لم تكن كبيرة، وركضهم خلف الكرة كان مقتصدًا في كثيرٍ من الأوقات باستثناء بعض الأوقات التي فرض الحماس واقعه عليها.
تبديلات جيدة، ولكن..
التبديلات التي أجراها ساوثغيت كانت جيدة، اشتراك كونور غالاغير وكوبي ماينو كان ضروريًا رغم تأخر مشاركتهما، بينما كان جارود بوين إضافة على المستوى الهجومي فقد أجاد الحلول الفردية أكثر من ساكا وكشف المساحة لنفسه ليرسل عرضيةٍ كاد هاري كين أن يسجل منها برأسية ممتازة لولا رايكوفيتش وعارضته.
بالفعل ليست التبديلات غايةً في حد ذاتها، بل هي وسيلة للوصول لأداء أفضل، إلا أن غاية الأداء الجيد لم تكن واضحة في مستوى الإنجليز خلال الشوط الثاني، فقد كان يمكن الدفع بكول بالمر بدلًا من فودين وربما منح الإنجليز نفسًا إضافيًا ومنح هاري كين راحةً ولو بسيطة بالدفع بأولي واتكينز في ربع الساعة الأخير، فيما كانت هناك بعض الشكوك حول ما إذا كان يجدر بساوثغيت ضم لاعب آخر في عمق الوسط في قائمته المستدعاة لليورو.
خط دفاع متماسك
صحيح أن الصرب صنعوا عدة فرص، بيد أن الشاهد في أغلب تلك الفرص أنها كانت من خارج منطقة الجزاء، فقد نجح رباعي الدفاع الإنجليز في مهمتهم بقوة ومنعوا أغلب الخطورة من داخل منطقة الجزاء، والكرة الوحيد الخطيرة فعلًا التي سددها الصرب من داخل منطقة الجزاء كانت من خطأ في أثناء بناء اللعب، فقد فيه أرنولد الكرة لتصل لألكسندر ميتروفيتش الذي أهدر فرصة سهلة وسدد جانب القائم.
ربما فقط المشكلة الوحيدة هي تلك الكرات التي لُعبت على الجانب الأيمن للإنجليز وانسل منها دوشان فلاهوفيتش في لقطتين ليلعب عرضيتين أرضيتين خطيرتين؛ لكن الدفاع الإنجليزي تعامل معهما بشكل جيد.
بيلينغهام.. من شبّ على شيء طوال الموسم؛ شاب عليه في اليورو!
أصبح أمرًا روتينيًا جدًا أن نشاهد جود بيلينغهام يسجل بالطريقة التي سجل منها. باتت مترسخة في عقليته فكرة أن عليه أن يتقدم للأمام بمجرد اشتمامه لرائحة وضرورة هذا الأمر.
اختيار بيلينغهام ممتاز لأماكن تمركزه، لكن اليوم كذلك تأنى للحظات قبل اندفاعه حتى لا يكون مستسلمًا للرقابة قبل أن ينطلق كالسهم لالتقاط عرضية ساكا ويسجلها بشكل رائع اعتدنا رؤيته في الليغا، ويبدو أن حراسة رايكوفيتش لفريق من الليغا هو مايوركا أشعل ذكريات هذا الأمر لدى لاعب وسط المنتخب الإنجليزي.
ارتداء الرقم 10 ووجوده بمركز عمق الوسط الهجومي للمنتخب الإنجليزي منح بيلينغهام ثقلًا أكبر داخل الملعب؛ ربما تأثر فيل فودين بهذا الأمر اليوم؛ لكن لن يأبه محبو الإنجليز بهذا الأمر ما دامت إنجلترا خرجت فائزةً في النهاية.