لا تتخلَّ عن أهدافك.. هذا ما على ماركيز لوبيز والعنابي فعله ضد إيران

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-10-14
-
آخر تعديل:
2024-10-14 13:01
من احتفال لاعبي منتخب قطر خلال الفوز على قيرغيزستان في تصفيات كأس العالم 2026 (Getty)
لوغو winwin
قطر winwin
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

قد يكون التحدي الذي يقبل عليه منتخب قطر بقيادة مدربه الإسباني ماركيز لوبيز أمام منتخب إيران الثلاثاء على استاد راشد في مدينة دبي الإماراتية في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الأولى للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، ينطوي على الكثير من الصعوبة أمام منافس شرس وصعب ومتمرس في الإقصائيات المونديالية بحكم بلوغه النهائيات في آخر ثلاث مناسبات تواليًا، ويأمل في الوصول السابع في تاريخه إلى المحفل العالمي.

لكن الحقيقة تشير إلى أن حجم الضغوط يزداد ثقلًا على المنتخب الإيراني الساعي أصلًا للثأر من إقصاء قاري بعد الخسارة أمام منتخب قطر في نصف نهائي كأس آسيا الأخيرة 2-3، قبل أن يجد المنافس حِملًا جديدًا بنقل المباراة من طهران إلى دبي بقرار آسيوي.

إزاء هذه الضغوط التي يقع المنتخب الإيراني تحتها، سيتعين على الجهاز الفني للمنتخب القطري بقيادة الإسباني ماركيز لوبيز أن يضع في الاعتبار تلك المعطيات من أجل التعامل معها، بل بالأحرى توظيفها في صالح "العنابي" من أجل تحقيق المطلوب، بعيدًا عن المبالغة في فلسفة مغلوطة تقول إن مباريات كرة القدم تُحسَم في الميدان فقط.

لمن يتساءل عن مبدأ الربط بين الضغوط وبين الصورة الفنية التي يمكن أن يكون عليها المنتخب الإيراني، نقول: إن ما يعيشه المنافس وجهازه الفني حاليًا، يفرض حتمية الانتصار وكأن المواجهة هي بوابة العبور إلى المونديال، رغم أنها بواقع حسابات "الحقل والبيدر الخاصة بمشوار التصفيات" لا تعدو كونها جولة تنافسية لا أكثر، ولا تحتمل أن تكون مفصلية تستوجب المغامرة التي ستكون محفوفة بالمخاطر، بالتالي فإن التعامل مع المباراة على أنها حاسمة، يشكل تعاطيًا مغايرًا مع التفاصيل من خلال المبالغة في الاندفاع غير المحسوب الذي وجب أن يتم استثماره بالشكل الأمثل.

التشكيلة الأنسب لمنتخب قطر أمام إيران

بعد الوقوف طويلًا عند دراسة ظروف المباراة، وجب الآن بناء الإستراتيجية التكتيكية وفقًا لتلك المعطيات، وبالتالي فإن التوقعات تشير إلى أن المنتخب الإيراني سيبدأ المباراة بدون التوازن المعهود، من خلال طريقة لم يعهدها من قبل، برميه بالثقل الهجومي مبكرًا، ما يتطلب من منتخب قطر بقيادة مدربه ماركيز لوبيز فترة احتواء مقرونة بذكاء التعامل مع التحولات السريعة.

المقصود هنا أن لا يغمد المدرب لوبيز أسلحة فاعلة من خلال تشكيل متحفظ بالمجمل، فلا جدوى من الكثافة الدفاعية بالأسماء، بل بالأدوار من خلال وجود أغلب العناصر التي شاركت في مباراة قيرغيزستان مع تقنين الأدوار.

المطلب الأساسي هو مواصلة اللعب بالمدافعين الأربعة متمثلين في الظهير الأيمن إسماعيل محمد أو بديل أكثر شراسة دفاعية، مع ثنائي قلب الدفاع لوكاس ميديز، وخوخي بوعلام، إضافة للظهير الأيسر عبد الكريم حسن، مع تغيير في محاور خط الوسط وذلك بإضافة جاسم جابر  بدلًا من عبد الرحمن مصطفى، والإبقاء على أحمد فتحي وعبد العزيز حاتم بهدف بناء جدار دفاعي ثانٍ أمام رباعي الخط الخلفي.

خط الهجوم يتوجب أن يبقى كما هو عليه بوجود الثلاثي أكرم عفيف والمعز علي وإدميلسون جونيور، على أن يوفر أكرم الدعم لعبد الكريم حسن في الحالة الدفاعية بالرواق الأيسر، ويقدم إدميلسون الدعم لإسماعيل محمد في الجهة اليمنى، بينما يقوم المعز علي بإشغال قلبَي دفاع المنتخب الإيراني لمنعهما من التقدم والبناء من الخلف.

هذا الرسم يشبه تمامًا الصورة التي اعتمدها ماركيز لوبيز في الدقائق الأخيرة من مواجهة قيرغيزستان عندما شارك جاسم جابر بدلًا من عبد الرحمن مصطفى؛ حيث بحث لوبيز عن تأمين عمق المنطقة الدفاعية، وتغطية مزدوجة للأطراف، بيد أن مربط الفرس سيكون في عملية التحولات السريعة التي ينفذها إدميلسون بتمريراته المتقنة، وينشطها أكرم عفيف بمهارته الفائقة، ويترجمها المعز بحسه التهديفي العالي.

حذار من العودة للمربع الأول يا ماركيز لوبيز

ما نخشاه أن يعود مدرب منتخب قطر ماركيز لوبيز إلى أسلوبه المعتاد والذي بدأ به أول مباراتين أمام الإمارات وكوريا الشمالية باللعب بخمسة مدافعين بإضافة طارق سلمان إلى لوكاس وخوخي، وإشراك ثلاثة لاعبين في محور خط الوسط يؤدون نفس الدور الدفاعي البحت.

وهذا ما يعني بالطبع أن يقوم ماركيز لوبيز بإنقاص عدد المهاجمين من ثلاثة إلى اثنين مع الاعتماد على أكرم عفيف والمعز علي وبهذه الحالة سيكون إدميلسون "الضحية" في هذا الرسم التكتيكي 5-3-2، وإن اتجه ماركيز لوبيز لهذا الخيار فيعني ذلك أنه سيتخذ قرار الدفاع لوقت طويل دون أدنى قدرة على شن مرتدات تنقصها الزيادة والتنشيط الهجومي، أملًا في تأخير وصول المنتخب الإيراني إلى شباك مشعل برشم بواقع ضمني يشير إلى البحث عن نقطة التعادل.

ثم سيأتي ماركيز لوبيز بالخطة (ب) حال التأخر بالنتيجة، وهذا سيكون دون جدوى طبعًا، لأن المنتخب الإيراني وقتها هو من سيعود إلى نهجه الدفاعي المعتاد، وسيلعب هو دور منتخب قطر من خلال الارتداد إلى الخلف والبحث عن مضاعفة النتيجة عبر التحولات السريعة التي يمكنه القيام بها بسهولة مع وجود طاريمي وسردار آزمون، وعندها تكون الطيور قد طارت بأرزاقها، وربما يفقد العنابي فرصة الحصول على نقاط تعزز أهدافه بالمنافسة على إحدى بطاقتي التأهل المباشر، كما سيعطي إيران فرصة لتعميق الصدارة التي تتقاسمها حاليًا مع أوزبكستان، وسيصبح الفارق شاسعًا خصوصًا إذا ما تمكن المنتخب الأوزبكي من الفوز على ضيفه الإماراتي في طشقند.

شارك: