لاعب جزائري يتألق في صمت ويثير الحيرة ببطولة الدوري السويدي
عاد اللاعب الجزائري عبد الرحمن سعيدي بوداح (25 عامًا) لتقديم نفسه كنجم يمكنه النجاح في الدوري السويدي بعد تألقه في الفترة الأخيرة مع نادي فاستيراس، الذي يلعب له بنظام الإعارة، قادمًا إليه من نادي هاماربي المعروف.
وكان بوداح، المعروف لدى الجزائريين بسعيدي، برز قبل موسمين في الدوري السويدي مع نادي هاماربي، وجرى حتى ترشيحه للعب مع المنتخب الجزائري، لكن المهاجم الموهوب تعرض لإصابة في القدم صيف عام 2023، اضطرته للخضوع لعملية جراحية، ما أثر في مستوياته الفنية.
وكانت وسائل الإعلام السويدية تصف بوداح بالمُهاجم الواعد عطفًا على الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها، وهو الذي يُمكنه اللعب في كل المراكز الهجومية، لإجادته اللعب بالقدمين اليسرى واليمنى، فضلًا عن تميزه في الكرات الهوائية.
واشتهر اللاعب الجزائري بقصة انضمامه إلى نادي هاماربي، والتي كان وراءها أسطورة كرة القدم السويدية، زلاتان إبراهيموفيتش، أحد ملاك نادي هاماربي، والذي اتصل شخصيًا بالنجم الجزائري لإقناعه بالالتحاق بفريقه.
ويرى بعض المحللين أن اكتشاف زلاتان للنجم الجزائري هو بحد ذاته اعتراف صريح بإمكاناته الكبيرة وامتلاكه لهامش تطور واضح، خاصة أنّ الشهادة جاءت من أحد أساطير كرة القدم العالمية وأحد أشهر مهاجميها.
وكان بوداح أعرب في وقت سابق عن رغبته في اللعب مع منتخب الجزائر ورفض فكرة الانضمام إلى المنتخب السويدي رغم امتلاكه الجنسية السويدية، وأكد أنه سيعمل ويجتهد حتى يستحق الدعوة من "الخضر"، مشيرًا إلى أنه سيأتي جريًا إلى الجزائر إن وصلته دعوة من المنتخب الجزائري.
تألق جديد يرد الاعتبار لعبد الرحمن بوداح
ومنذ انضمام اللاعب بوداح إلى نادي فاستيراس شهر يوليو/ تموز الماضي بعقد إعارة يمتد إلى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، عاد النجم الجزائري إلى الواجهة مرة أخرى، واستعاد ذاكرته التهديفية التي افتقدها مع نادي هاماربي.
ورغم الوضعية الصعبة لفريقه الحالي الذي يكافح للبقاء في الدوري السويدي الممتاز، فإن النجم الجزائري برز كواحد من أفضل لاعبي الفريق، ورافع راية النادي للبقاء في حظيرة الكبار، وشارك بوداح في 11 مباراة مع فاستيراس بالدوري السويدي سجل خلالها 6 أهداف وقدم تمريرة حاسمة واحدة.
وكان بوداح أنقذ فريقه، يوم الخميس، من الخسارة أمام نادي غوتبورغ (مدينة مسقط رأسه)، لحساب المرحلة الـ24 من الدوري السويدي الممتاز، وسجل اللاعب الجزائري هدف التعادل لفريقه في الدقيقة 66 من المواجهة، التي انتهت بنتيجة هدف لمثله.
ويشبه الكثير من المتابعين والجماهير الجزائرية، المهاجم عبد الرحمن بوداح، بهداف المنتخب الجزائري الأول، إسلام سليماني، خاصة في جزئية القتالية في اللعب والإصرار الكبير، وهي من أبرز صفات اللاعب الجزائري التي نالت إعجاب زلاتان إبراهيموفيتش.
عبد الرحمن بوداح يقاطع الإعلام ويتألق بصمت في الدوري السويدي
والغريب في قصة تألق اللاعب الجزائري خلال الفترة الأخيرة، هو أنّه قاطع وسائل الإعلام ويرفض الإدلاء بأي تصريحات وحوارات، رغم الطلب الكبير عليه بوصفه النجم الأول لنادي فاستيراس، الذي طالبت إدارته بتفهم موقف هدّافها في رسالة وجهتها لوسائل الإعلام السويدية.
ويرى الكثير من المتابعين أن بوداح استقر على العمل والتألق في صمت، بعد أن عانى الموسم الماضي من انتقادات قاسية جدًّا بسبب تراجع مستوياته الفنية، حيث شارك في 18 مباراة فقط، سجل خلالها هدفًا واحدا فقط وقدم 3 تمريرات حاسمة.
ويحظى اللاعب الجزائري بدعم قوّي داخل نادي فاستيراس من طرف زملائه والمدرب كالي كارلسون، الذي قال في تصريحات لصحيفة "إكسبريس" السويدية: "في النصف الأول من الموسم كان من الواضح أننا لم نسجل ما يكفي من الأهداف، كنت أتمنى لو كان معنا في تلك الفترة".
وأضاف: "كان بإمكاننا تحقيق نتائج أفضل معه، إنه من نوع اللاعبين الذي يحبون الفوز بكل مباراة. لقد منحنا له دورًا أكبر هنا مما كان عليه الحال في هاماربي، نحن نبني اللعب من حوله وهو مهم بالنسبة لنا".
وعلقت الصحيفة السويدية على موقف بوداح بخصوص رفضه للمقابلات الإعلامية، قائلة: "ما يعتقده عبد الرحمن بوداح بشأن الهدف الذي سجله ضد غوتبورغ أو الفترة التي قضاها في نادي فاستيراس لن نعرفه أبدًا للأسف".
وأضافت: "رسالة النادي هي أن المهاجم يرفض جميع المقابلات"، وهو ما رد عليه مدرب الفريق الناشط ببطولة الدوري السويدي "كارلسون"، قائلا: "إنّه قرار شخصي، لذا عليكم أن تسألوه عن ذلك"، "لكن الأمر صعب لأن بوداح لا يخرج إلى المنطقة المختلطة".