لاعبون يرفضون "سن اليأس" ويواصلون التألق في الملاعب التونسية
منطق كرة القدم يقول إن هنالك فترات لتوهج اللاعبين، حيث تكمن هذه الفترة العمرية ما بين 25 إلى 30 عاما، ويبدأ بعدها اللاعبون وتحديدا العرب في التراجع الإجباري نتيجة التقدم في العمر وقلة الاهتمام بالعوامل البدنية.
ولكن لكل قاعدة استثناء، فالملاعب التونسية رغم أنها مليئة بالمواهب الشابة إلا أن العديد من اللاعبين التونسيين تعدوا الثلاثين وما زالوا ينشطون في الملاعب بل ويقدمون أفضل الأداء الذي يساهون به بالنتائج لإيجابية لأنديتهم.
وربما مازال الشارع الرياضي التونسي يتذكر الحارس السابق لمنتخب "نسور قرطاج" والنادي الإفريقي علي بومنيجل الذي ظل يلعب حتى آخر دقيقة قبل اعتزاله مثل لعبه لأول مرة في مسيرته وشارك في مونديال ألمانيا 2006 وعمره تجاوز الـ 40 عاما.
التقرير التالي يلقي الضوء على أسماء تتألق إلى يومنا هذا في الملاعب التونسية والعربية بالرغم من بلوغها سن " الشيخوخة الكروية".
وسام بن يحيى
لاعب الوسط المدافع المخضرم للإفريقي، لعب هذا الموسم كل المباريات الممكنة وهي 23، وأسهم في تحسن نتائج فريقه في المرحلة الثانية من الموسم، حيث قدم 4 تمريرات حاسمة و سجل هدفا وحيدا. وظهر بن يحي بجاهزية بدنية جيدة طيلة جولات هذا الموسم وتفوق حتى زملائه من الشباب في الفريق. وعاد لمستواه المعهود كواحد من أفضل لاعبي الوسط في تونس، وأسكت كل المشككين في قدراته على الرغم من بلوغه سن الـ36 عاما.
ولعب "الفتى الذهبي" طيلة مشوراه مع الإفريقي 313 مباراة في كل البطولات سجل خلالهم 44 هدفًا وصنع 39 لزملائه، كما توج مع نادي باب جديد بلقب الدوري سنة 2008 وبكأس تونس في مناسبتين متتاليتين بالإضافة إلى كأس شمال إفريقيا سنة 2009. وكان بن يحيى حصل على لقب هداف الدوري التونسي الممتاز موسم 2007-2008 وشارك مع منتخب تونس في 37 مباراة دولية ونجح في احترافه في الدوري التركي مع فرق مرسين سبور وغازي عنتاب.
خليل شمام
صخرة الدفاع الترجية التي ساهمت بشكل كبير في عدم دخول مرمى الفريق سوى 10 أهداف فقط في 20 مباراة بالدوري، ليكون الترجي بذلك أقوى خط دفاع في الدوري التونسي حتى الآن. وقدم مستويات مميزة في 10 مباريات شارك فيها في البطولة التونسية، كما خاض شمام طيلة 90 دقيقة كاملة مباراة الترجي الأخيرة في دوري أبطال إفريقيا أمام مولدية الجزائر ساعدت الفريق على الخروج بنتيجة التعادل وبالتالي الحفاظ على صدارة مجموعته. ويعد قائد الترجي الحالي من بين الأسماء التاريخية في تشكيل الفريق، حيث حصد ما يتجاوز الـ 20 لقبا في مختلف المسابقات، منها 10 في بطولة الدوري التونسي الممتاز.
أيمن المثلوثي
واحد من أفضل حراس الدوري التونسي هذا الموسم، حيث لعب مع النجم الساحلي 12 مباراة، وحافظ على شباكه في 6 منها، كما تصدى لـ 13 تسديدة خطيرة على مرماه، مساهمًا بشكل كبير في احتلال الفريق للمركز الثاني في الدوري برصيد 43 نقطة من 21 مباراة. وكان "البلبولي"، وهو من مواليد 14 سبتمبر/أيلول 1984، انتقل سابقا لخوض تجارب احترافية في السعودية مع أندية الباطن والعدالة ولعب مع فريقه الأم النادي الإفريقي قبل أن يعود في كانون الثاني يناي 2020 للنجم الساحلي. وتمكن من تحقيق 8 ألقاب في مسيرته حتى الآن، جاءت جميعها مع النادي النجم الساحلي، حيث تولى حراسة عرينه بعد رحيل النيجيري أوستين في 2006.
شادي الهمامي
في الوقت الذي كان الجميع يتوقع اعتزاله بعد 7 سنوات من الاحتراف في الخليج وتحديدا في الدوري الكويتي مع تجربة قصيرة في الإمارات مع نادي دبي، عاد لاعب الوسط المدافع شادي الهمامي لفريقه الأم النادي الصفاقسي ليضطلع بمهمة مساعدة شباب الفريق. لكن الهمامي وجد نفسه لاعبا أساسيا في أغلب المباريات وفي رصيده الآن 14 مشاركة بين الدوري المحلي وكأس الكونفدرالية مع تقديمه مستويات محترمة للغاية أثنى عليها الجهاز الفني للفريق بقيادة الإسباني خوزيه مورسيا. وسبق لشادي الهمامي أن توج مع فريق عاصمة الجنوب بكأس تونس وبكأس الكونفدرالية.
عمر اللمطي
هو أبرز اكتشافات هذا الموسم في الدوري التونسي الممتاز من دون منازع، يشارك لأول مرة مع فريقه رجيش في دوري الأضواء بعمر 32 عاما بعد سنوات من الصبر في الأقسام السفلى، اضطر فيها للعمل في البناء وعدة مهن أخرى. لعب هذا الموسم دورا محوريا في نجاح فريقه في تجربته الأولى في الممتاز حيث يحتل المرتبة السادسة برصيد 32 نقطة وبإمكانه المنافسة على مرتبة تخول له مشاركة قارية أو في البطولة العربية في الموسم المقبل.
صابر خليفة
مهاجم الإفريقي المتميز، والذي يستطيع اللعب في كل مراكز خط الهجوم، و من المتوقع أن ينهي الموسم بشكل رائع خاصة مع الصحوة الكبيرة التي يعيشها الإفريقي منذ بداية مرحلة الإياب. وعلى الرغم من عدم مشاركته سوى في 9 مباريات فقط بالدوري هذا الموسم، تمكن من إحراز عدة أهداف حاسمة، كما سجل هدفًا رائعًا في اللحظات الأخيرة أمام النجم الساحلي في سوسة وساعد فريقه على الحفاظ على سلسلة اللاهزيمة في المرحلة الثانية من الموسم الحالي.
وانضم خليفة إلى الإفريقي موسم 2014-2015 على سبيل الإعارة من أولمبيك مارسليا الفرنسي، قبل أن ينتقل بصورة نهائية بداية موسم 2016-2017، ليفوز في نفس الموسم ببطولة تونس، ثم بكأس تونس في مناسبتين.
سامح الدربالي
تألق سامح الدربالي بشكل لافت خاصة بعد بلوغه الـ 30 من عمره، حيث توج بكل الألقاب الممكنة مع نادي باب سويقة وشارك في مونديال الأندية في مناسبتين، وعلى الرغم من قدوم حمدي النقاز من الزمالك المصري ومشاركته أساسيا في الجهة اليمنى لدفاع الترجي، الإ أن الجماهير مازالت تطالب بعودته للتشكيل الأساسي بعد استكمال فترة علاجه. وتعرض الدربالي لإصابة خطيرة بداية الموسم الحالي أجبرته على الراحة لفترة تجاوزت 5 أشهر.