كيف قاد جورجي جيسوس الهلال للسيطرة على المشهد محليًا؟
واصل الهلال تحت قيادة مدربه جورجي جيسوس اكتساحه لمنافسيه هذا الموسم في بطولة دوري روشن السعودي، وسحق الحزم بنتيجة (4-1)، في المباراة التي أُقيمت على ملعب الأمير فيصل بن فهد، أمسية السبت 11 مايو/ آيار، ضمن الجولة الـ31 من منافسات المسابقة.
وقدم "الزعيم" سيمفونية كروية خلال مباراة الحزم، أثمرت عن تحقيقه الانتصار وارتفاع رصيده إلى 89 نقطة؛ ليضمن رسميًا حصوله على لقب دوري روشن السعودي، بعد أن أصبح الفارق 12 نقطة مع نادي النصر صاحب الوصافة، وذلك قبل 3 جولات من نهاية البطولة، فيما تجمد رصيد الحزم عند 20 نقطة، في المركز الثامن عشر (الأخير) بجدول الترتيب.
ويدين الفريق الهلالي لمدربه جورجي جيسوس في تحقيق نتائجه المميزة خلال موسم 2023-24، إذ ظهر أزرق العاصمة مع مديره الفني بصورة رائعة للغاية، مُحققًا الانتصار في 24 مباراة متتالية عبر بطولة دوري روشن السعودي.
وعلى مدار 31 مباراة ببطولة الدوري السعودي، أحرز فريق جورجي جيسوس 95 هدفًا، وتلقت شباكه 20 هدفًا فقط، وهي أرقام تُشير إلى الجودة الكبيرة التي يتمتع بها النادي العاصمي.
وفي السطور التالية، يُسلط "winwin" الضوء على أبرز الأسباب التي جعلت الهلال فريقًا لا يُقهر في الموسم الحالي؛ إذ حصد لقب الدوري وكأس السوبر السعودي، ويمكن أن يُحقق الثلاثية، إذا تفوق على غريمه التقليدي النصر، في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، نهاية شهر مايو الجاري.
جورجي جيسوس يملك تشكيلة خيالية
يرى كثيرون أن تشكيلة أزرق العاصمة تضم نجومًا عالميين من العيار الثقيل، على غرار الصربيين ألكسندر ميتروفيتش وسيرغي سافيتش، والبرتغالي روبن نيفيز، والبرازيلي مالكوم، إضافة للحارس المغربي العملاق ياسين بونو، لكن الأمر لم يتوقف عند اللاعبين الأجانب فحسب.
فبالنظر إلى الأسماء المحلية داخل الفريق العاصمي، يُلاحظ التأثير الفني الكبير لهم مع زملائهم من الأجانب، وشاهدنا خلال هذا الموسم التألق الكبير من أسماء سعودية عديدة مثل علي البليهي، سعود عبد الحميد، وسالم الدوسري، وهذا العامل ينفرد به الهلال عن باقي الأندية السعودية الكبيرة التي تعتمد بصورة رئيسية على نجومها المحترفين.
العمل الجماعي سر النجاح
يُحسب للمدرب البرتغالي صناعة توليفة قوية هلالية هذا الموسم، واستغلاله لكل الأوراق الرابحة بأفضل صورة ممكنة، لكن الأمر الأهم هو حالة الانضباط التي فرضها المدرب على كل اللاعبين، والتي جعلتهم جميعًا على يقين بأن العمل الجماعي سر النجاح، وأنه لا أحد فوق الفريق.
واستطاع مدرب الهلال السيطرة تمامًا على غرفة خلع الملابس، وأوصل لكل النجوم فكرة أن الفريق هو النجم، وانعكست قراراته الحازمة على التزام اللاعبين، وهذا ظهر جليًا في العديد من المواقف، منها ما حدث مع القائد سلمان الفرج، الذي استبعده جورجي جيسوس في فترة من عمر هذا الموسم؛ بسبب عدم الانضباط.
كذلك عزز المدرب صاحب الـ69 عامًا من ثقافة الفوز لدى لاعبي الهلال، وجعلهم يلعبون برغبة وتعطش كبير لتسجيل الأهداف، بغض النظر عن النتيجة، ما جعل "الزعيم" يُحقق انتصارات كاسحة على منافسيه هذا الموسم في المسابقة السعودية.
إصابة "إيجابية" لنجم الفريق
يمكن أن يكون السبب الثالث ليس متوقعًا للبعض عند الحديث عن أسباب حصد الهلال للقب دوري روشن، لكن إذا نظرنا بعمق، سنجد أن أداء الفريق ومردوده قد تحسّنا كثيرًا بعد إصابة نجمه نيمار جونيور، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي والغضروف المفصلي في ركبته اليسرى، وهو ما أنهى موسم اللاعب البرازيلي مع ناديه العاصمي.
من حيث المهار والسحر الكروي، فإن نيمار بلا شك أحد أفضل اللاعبين في العالم، لكن خرج الهلال ببعض النقاط الإيجابية من إصابته، أهمها تأثير أكبر لنجم الهلال سالم الدوسري الذي يقتسم نفس الدور مع البرازيلي داخل الملعب، وهو الجناح الأيسر الذي يحب التحول إلى صانع ألعاب في مناطق وسط الملعب.
كما حصل الصربي سيرغي سافيتش على أدوار هجومية كبرى بعد ابتعاد نيمار، لتزداد قدرته على الوصول إلى منطقة الجزاء، وتسجيل العديد من الأهداف طوال الموسم، سواء برأسه أو بقدمه، والنقطة الهامة أيضًا، أن خط وسط الهلال أصبح أكثر توازنًا بعد إصابة نجم السيليساو، وهو ما أوصل الزعيم للحالة الفنية العالية التي عاشها خلال الموسم الحالي.