كيف تغيّرت أدوار حراس المرمى في كرة القدم الحديثة؟

2021-06-08 09:01
مارك أندري تير شتيغن حارس مرمى فريق برشلونة الإسباني (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

قبل وقتٍ ليس ببعيد حصر المحللون أدوار حراس المرمى في التصدي للكرات المصوّبة على مرماهم، بالتالي معيار الأفضلية دائمًا كان لمن يوقف كرات أكثر من غيره. ومع إدخال بعض العلوم كالرياضيات وعلم النفس في كرة القدم لمواكبة التطور الحادث في العالم، أصبحت تلك الرياضة مُعقّدة بعض الشيء، خاصة بين المدراء الفنيين والمحللين الذين استعانوا بالفيديوهات والتقنيات الحديثة في عملهم.

فابيو نيفادو، وهو محلل فني في رابطة الدوري الإسباني "لاليغا" وطبيب في العلوم البدنية والرياضية، يؤمن بأن حارس المرمى باتت وظائفه في الملعب أكثر تشابكًا وعليه تغّيير أنماط الحصص التدريبية، فهو مُطالب ببدء الهجمة في بعض الأوقات، ويخرج من مرماه للتغطية على هفوات دفاعه، مُشيرًا إلى أن هذا النموذج لا يُعتد به في جميع الفرق. لأنه يتوقف على طريقة لعب المدرب في المقام الأول. ولنا مثال في أتلتيكو مدريد ومانشستر سيتي.

يضرب نيفادو مثلًا بفريق إيبار، الذي يحتل المرتبة الثانية في لائحة أكثر الفرق التي يتقدم خط دفاعها عن موقعه الأصلي، فهم يعتمدون على الضغط المُكثّف وتقارب الخطوط لافتكاك الكرة في الثلث الأوسط والضرب بالمرتدات. هذه الطريقة في اللعب تتطلب حارس مرمى ذو جودة عالية على غرار الصربي ماركو ديمتروفيتش الذي سجّل الخميس الماضي أول ركلة جزاء لحارس في الليغا منذ 10 سنوات، هذا الحارس قطع مسافات ركض أثناء المباريات تُقدّر بـ21 كم.

أبرز مثال يمكن للمشجع العادي ملاحظته بعيدًا عن حارس إيبار، هو مارك أندري تيرشتيغن الذي يتفرّد بكونه الحارس الوحيد في إسبانيا الذي صنع هدفين الموسم الماضي (واحد لسواريز والآخر لغريزمان). عطفًا على نهج برشلونة فإن شتيغن يمتلك أفضل دقّة تمريرات في الليغا، وأغلبها ليست تمريرات روتينية، بل تكسر الخطوط، لذا يمكن اعتباره المهاجم رقم 1 في الفريق، إذ من عنده تبدأ الهجمة.



التقنيات الحديثة أدخلت إلى كرة القدم ما يُسمّى بـ "تقنية الأهداف المتوقعة xG" وهي خوارزمية تحسب نسبة دخول التسديدة إلى المرمى، بناء على بُعد المسافة وقوة وزاوية التسديدة وموقع الحارس أثناء التصدي للكرة وغيره من العوامل. ساعدت هذه التقنية على تسهيل عمل المحللين واختصرت عشرات الساعات من العمل اليدوي بالورقة والقلم. بل إنها كانت أحد عوامل انتقال كيبا أريزابالاغا من أتلتك بيلباو إلى تشيلسي قبل 3 سنوات.

في مباراة هويسكا وبرشلونة بالجولة السابعة من الليغا، تلقّى الحارس ألفارو فيرنانديز 20 تصويبة (منها 7 بين القائمين والعارضة). بحسابات تقنية الأهداف المتوقعة فإن برشلونة له (3.3 هدفًا) أي بعد حساب التصويبات الـ20، فإن برشلونة كان من المفترض أن يسجل 3 أهداف، لكن في المباراة الفعلية سجل هدفًا واحدًا.

هذا الموسم يمتلك إيدغار باديا حارس مرمى فريق إلتشي نسبة أهداف متوقعة لكل مباراة بلغت (1.68) بينما في الواقع استقبل (1.35) هدفًا لكل مباراة. ما يعني أنه يقوم بإنقاذ (0.33) هدفًا في المباراة الواحدة. وإجمالًا هو الثاني في عدد التصديات. هكذا تساعد التقنيات المحللين في تقييم الحراس.

وبالنظر إلى التموضع الدفاعي القوي من جانب لاعبي أتلتيكو مدريد، فإن نسبة الأهداف المتوقعة أن تدخل مرمى الحارس يان أوبلاك في كل مباراة هي (0.46) لكنه استقبل (0.38) أي أنه ينقذ (0.39) هدفًا في المباراة الواحدة وهي النسبة الأفضل في الدوري الإسباني.

أطلقت رابطة الليغا تطبيق "Mediacoach" لمساعدة المدربين على إحصاء الأرقام والبيانات بدقة شديدة، بل أنه يمكنّهم من تحليل أداء حرّاس المرمى أثناء سير المباراة في نفس اللحظة، سواء كان الحارس يخصّ فريق المدرب أو يلعب لفريق آخر، هذه التقنية متاحة لمدربي الدوري الإسباني عبر تطبيق على الهاتف أو أجهزة الحواسيب.

البيانات الرقمية والتكنولوجيا هما حليفان مترابطان في التقنيات الحديثة بكرة القدم، ويشير تقرير من يومية "إل بايس" الإسبانية إلى أن العديد من صفقات أندية الليغا حدثت في العامين المنصرمين بناء على مخرجات تلك التقنيات التي تساعد على انتقاء أفضل اللاعبين بناء على الإحصاءات والأرقام.

هل تركت واتساب وبدأت باستخدام تيليغرام؟ إذن اشترك في هذه القناة https://t.me/winwinsports لتصلك جميع أخبارنا الحصرية وجميع الحوارات.

شارك: