كريم حقي لـwinwin: النجم الساحلي لم "يفاوض" الحضري
يعد كريم حقي أحد النجوم التي برزت في تاريخ الكرة التونسية، خصوصا أنه توج بكأس إفريقيا للأمم 2004، وتميز مشواره الاحترافي في أوروبا، فقد عرف النجاحات الكبيرة رفقة ستراسبورغ، ونال كأس الرابطة المحترفة 2005 ولقب كأس ألمانيا رفقة ليفركوزن، إضافة لرصيد يقارب الـ400 مباراة و22 هدفا.
حصل حقي على شهادة التدريب من ألمانيا بعد أن تلقى تكوينه هناك، وقد خصّ المدافع الدولي السابق موقع winwin بحوار تحدث فيه عن الدوري التونسي وفريقه السابق النجم الساحلي والمنتخب الوطني.
كيف ترى انطلاقة الرباعي "الترجي والإفريقي والنجم والصفاقسي في الدوري؟
من المؤكد أن جائحة كورونا بعثرت كل الخطط، حتى إننا انتظرنا شهرين ونصف لحين تحديد موعد انطلاقة الدوري. هذا الأمر ولّد القلق لدى الأندية التي استمرت في التحضيرات دون أن تعرف مسبقا الموعد الرسمي، وهو ما أسهم بانعكاسات سلبية وخاصة على اللاعبين.
لكن بعد 3 جولات على الانطلاقة يلاحظ غياب النسق، فالنجم الساحلي مثلا كانت انطلاقته جيدة ثم انهزم في ثالث لقاء ضد مستقبل سليمان، والترجي تعادل مع ذات الفريق وحقق انتصارين، وبالتالي من الصعب الحكم في الوقت الحالي، ومن الظلم تقييم كل شيء بهذا الوقت المبكر.
وماذا عن الإفريقي والصفاقسي؟
لا يمكن الحديث عن المسائل الفنية في النادي الإفريقي طالما هناك مشاكل إدارية، وقد نظلم الجميع لو تحدثنا عن المسائل المتعلقة باللعب والنتائج في مثل هذه الوضعية . بالنسبة إلى الصفاقسي فهو مثل النجم، فقد اختار في ظل هذه الظروف سياسة التكوين والتعويل على الشبان والمدربين أنيس بوجلبان وعماد بن يونس، وهو أمر ممتاز. الفريق يمتلك إمكانات محترمة، وأعتقد أن التوجه للإحلال والتبديل وإدخال العناصر الصاعدة شيء مهم للغاية.
من بين 14 مدربا في الدوري نجد 13 محليا، أغلبهم شبان ما عدا مدرب فييرا؟
أنا مع اللاعب والمدرب التونسي، وضرورة منح الشباب منهم الفرصة، وهنا أوجه اللوم لإدارات الأندية التي تستعين بمدرب يدخل عامه الـ70. نحن بحاجة إلى تكوين جيل جديد من المدربين، ففي النجم مثلا حان الوقت لتكوين مدربين للمستقبل، كما أعتقد أنه وجب الانتباه إلى محمد المكشر (ابن النجم) فهو يملك مسيرة مهمة في التدريب، وبمقدوره إضافة الفائدة، وهناك سيف غزال وعفوان الغربي.
وكذلك الأمر في الفرق الأخرى مثل الصفاقسي الذي يتوجب عليه منح الثقة لبوجلبان، ولنأخذ تجربة معين الشعباني الذي نجح مع الترجي بعد بدايته التدريجية مدرباً ومساعداً للمدرب لسعد الدريدي في الإفريقي، وهناك تجربة جيدة للاعب الدولي السابق أنيس البوسعايدي الذي يدرب ناديه الأم الملعب التونسي منذ نهاية الموسم الماضي.
وكيف تعلق على تعاقد النجم الساحلي مع المدرب جورفان فييرا؟
بالنسبة إلى المدرب فييرا فهو اختيار الهيئة الإدارية، ولها أسبابها. فالنجم ناد كبير، وهناك مطالبات جماهيرية لتحقيق النتائج، وقد يكون النجم الساحلي قد وجد الحل في خبرة فييرا. المهم أن يحصل على الوقت الكافي، وأن توفر له الأجواء اللازمة للعمل حتى يحقق المطلوب منه.
ما رأيك بقضية عصام الحضري وحصوله على عرض لتدريب حراس النجم؟
حسب علمي بهذا الأمر فإن إدارة النجم لم تقدم عرضا رسميا للحضري، ولكنه ذهب للحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عما أسماها رغبة النجم في التعاقد معه، وهذا لا يليق بحارس كبير، فحتى لو كان هنالك اتصالات رسمية، كان يتوجب عليه انتظار إمضاء العقد ثم الإعلان عن ذلك على الأقل احتراما لمدرب حراس النجم الذي يباشر مهامه حاليا.
تحدث الحضري عن اتصالات النجم والمفاوضات والحديث مع هذا وذاك، ويفترض بأنه يعرف أن هذه الأمور لا تدار بمثل هذه الطريقة، فقد تحدث عن أشياء غير رسمية. ما قام به في تقديري خطأ؛ لأن النجم الساحلي لم يعلن أبداً أنه تفاوض معه أو قدم له عرضا رسميا.
لماذا تأخر الإعلان عن الهيئة الإدارية في النجم التي قيل إنك ستكون أحد عناصرها؟
لم يتصل بي أي طرف بخصوص هذه المسألة، صحيح أن هناك حديثا حول هذه المسألة وهناك من اقترح اسمي لتقديم المساعدة، لكن لا شيء تم بشكل رسمي. أحترم رغبة بعضهم، والنجم له فضل كبير، وعلينا خدمته في أي وقت يحتاجنا به.
تجربتك بوصفك مديرا رياضيا في النجم كانت قصيرة للغاية، وغادرت دون توضيح لماذا؟
بعد أن اتفقت مع رئيس النجم رضا شرف الدين، واقتربنا من الواقع وجدت أنه ليس بمقدوري العمل وتقديم الإضافة، وكنت واضحا منذ البداية. ذلك لأني تكوّنت في النجم الساحلي منذ أن كنت بعمر الـ 13 سنة، وأعرف رغبات الجماهير، وعندما حاولت أن أمد يدي للمساعدة عولت على مصداقيتي في القول والفعل مع الجمهور، لكن عندما وجدت أنه ليس بمقدوري أن أطوّر الوضع انسحبت بناء على هذه المصداقية.
تعودت أن أكون في الصفوف الأمامية وفعالا في كل مهمة توكل إليّ وليس "تابعا"، وعندما وجدت أنه ليس بمقدوري الإضافة اعتذرت عن المسؤولية، ففي نهاية الأمر أنا متطوع لكنني ضحيت بعدة أشياء من أجل خدمة النجم، ماعدا ذلك علاقتي طيبة بالجميع، وأكنّ لهم الاحترام دون استثناء.
واجه المنتخب التونسي انتقادات شديدة، وهناك من رأى أن الخزري والمساكني سبب المشكل؟
حتى نكون واضحين كل العالم يمر بظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا، والمشكل ليس مرتبطا بتونس فقط. من جهة أخرى لدينا عناصر ممتازة في المنتخب التونسي، بمعنى عندما نتحدث عن مجموعة فهي طيبة، لكن الإشكال أنها لم تتطور منذ نهائيات كأس العالم 2018 وواصلنا بنفس الطريقة في كأس إفريقيا 2019، خاصة على المستوى الهجومي، وأصبح المنتخب كتابا مفتوحا لكل المنافسين؛ لأنه يعتمد طريقة لعب وحيدة تتمثل في التعويل على الثلاثي المساكني والسليتي والخزري، ولذلك المنتخب مطالب بإيجاد حلول هجومية جديدة.
وقد تواصل الأمر مع المدرب منذر الكبير، ومع أن النتائج موجودة، فالمنتخب أصبح يجد عدة صعوبات خاصة في المباريات الكبرى، لأنه لا ينوع في طرق لعبه، ولأنه لا يتوفر على الخيارات والعناصر المتنوعة من حيث الخصائص والإمكانات لتنويع أسلوب اللعب.
وهل الأندية الكبرى قادرة على تقديم حلول هجومية للمنتخب؟
المطلوب مهاجم في العمق أو رأس حربة، لكن مع الأسف نجد لدينا نوعية لاعبين يتكررون وخاصة عندما نتحدث عن المساكني والسليتي والخاوي والصرارفي. بالنسبة إلى الحلول الهجومية لا أريد أن أربطها في أسماء معينة، ولا يمكن أيضا أن نقول إنه ليس لدينا رأس حربة؛ لأن حمدي الحرباوي يشغل هذه الخطة وعنده الإمكانات والخبرة.
وأما على مستوى الدوري فلدينا عدة لاعبين؛ مثل الخنيسي، كما أنه علينا أن ننتظر أداء القادم الجديد لنادي الترجي، القادم من سويسرا نسيم بن خليفة، فهو لاعب واعد ولديه الإمكانات اللازمة لمركز الهجوم فنيا وبدنيا.