كريستيانو رونالدو في موقف لا يحسد عليه

تاريخ النشر:
2022-12-11 01:52
-
آخر تعديل:
2022-12-11 02:12
كريستيانو رونالدو لحظة مغادرة الملعب بعد الهزيمة من المغرب (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

بعمر السابعة والثلاثين، ومن دون نادٍ في الوقت الحالي، وبخروج من الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم قطر 2022 على يد المغرب (صفر-1) ومن دون تقديم الكثير، يبدو أن كريستيانو رونالدو دخل الحقبة الأخيرة من مسيرته المظفرة والتي تراجعت بقوة في الآونة الأخيرة.

بطبيعة الحال، لا يوجد أي سبب للقلق على مستقبل رونالدو الذي يمكن أن يوقع عقداً خيالياً ينضم بموجبه إلى صفوف نادي النصر السعودي، كما أشارت تقارير صحفية أخيراً.

بيد أنه ودع السبت كأس العالم من الباب الضيق بعد خسارة بلاده أمام المغرب، ومع أنه نجح في قيادة منتخب بلاده إلى التتويج بكأس أوروبا عام 2016 إلا أنه لم يحقق نجاحاً لافتاً في المونديال في خمس مشاركات له، علماً أنه لم يتخط إطلاقاً الدور نصف النهائي في النهائيات العالمية التي بلغها مرة واحدة عام 2006 عندما كان لاعباً شاباً.

خزينة بطولات رونالدو ينقصها لقب كأس العالم

كان مونديال قطر مخيبا للآمال بالنسبة لرونالدو من كل الجوانب على الرغم من أنه سجل هدف الافتتاح لفريقه في مرمى غانا من ركلة جزاء، ليصبح بذلك أول لاعب في تاريخ كأس العالم يسجل هدفاً في خمس نسخ مختلفة.

ولكن في الأخير لم يكن أداؤه كافيا لأنه قدم عروضاً مخيبة للآمال ضد الأوروغواي ثم أمام كوريا الجنوبية.

وبعد اكتفائه بالجلوس على مقاعد البدلاء في الفوز الكاسح على سويسرا (6-1) في ثمن النهائي، إلا أنه دخل في الشوط الثاني من مباراة السبت ضد المغرب على ملعب الثمامة في الدوحة، من دون أن يقدم أي شيء يذكر، ليذهب سدى احتفاله بخوضه 196 مباراة دولية، معادلاً، الرقم القياسي المسجل  باسم الكويتي بدر المطوّع.

ولكن هذا الرقم لا يعني شيئاً بالنسبة للاعب خاض على أغلب الظن مشاركته المونديالية الأخيرة من دون أن ينجح حتى في تسجيل أي هدف في الأدوار الإقصائية من النهائيات في خمس مشاركات.

ودخل رونالدو إلى النهائيات القطرية على خلفية الانتقادات الموجهة له بسبب ما أدلى به بشأن مانشستر يونايتد ومدربه الهولندي إريك تين هاغ، ما أدى إلى التخلي عن خدماته.

ورفض المدرب فرناندو سانتوس السبت مقولة "أن ما حدث لرونالدو لاعلاقة له بالانتقادات التي واجهها هذا الموسم ولم يكن لها أي انعكاس على المباراة اليوم. فلدينا فريق دائماً موحد".

ولم يبدِ سانتوس أي "ندم" حيال إبقاء رونالدو على مقاعد البدلاء، مضيفاً "أعتقد أن الفريق لعب بشكل رائع أمام سويسرا وكنا جيدين ورونالدو لاعب رائع ودخل (أمام المغرب) عندما اعتقدنا أننا بحاجة إليه. لذا لست نادماً".

وأكد المونديال القطري بما لا شك فيه أن مكانة رونالدو حتى في صفوف منتخب بلاده لم تكن كما في السابق ولم تشفع له مبارياته الـ196 أو حتى أهدافه الـ 118 (رقم قياسي)، ليودع ملعب الثمامة وهو يبكي إدراكاً منه أن الفرصة الأخيرة لمعانقة المجد العالمي قد طارت.

شعبية رونالدو تراجعت في البرتغال

وقبل مباراة ثمن النهائي ضد سويسرا، أجرت مجلة "أ بولا" الرياضية الشهيرة في البرتغال استفتاء لدى الجمهور البرتغالي عما إذا كان يريد مشاركة رونالدو أساسياً في تلك المباراة، وجاء جواب 70 في المئة منهم ببقائه على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين ربما بعد أن ضاقوا ذرعا بتصرفات اللاعب في الفترة الأخيرة.

وقبلها كانت الصحيفة ذاتها قد تصدرها مقال بعنوان عريض بعد خسارة البرتغال على أرضها أمام إسبانيا في دوري الأمم وفشلها في بلوغ الدور النهائي بمايلي "القليل من رونالدو، والمزيد من البرتغال" في انتقاد مبطن للنجم المحلي.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده سانتوس قبل ثمن النهائي، لم يتردد في توجيه الانتقادات إلى رونالدو الذي لم يكن راضياً عن خروجه من الملعب ضد كوريا الجنوبية في ربع الساعة الأخير من الجولة الأخيرة من دور المجموعات (1-2).

ويبدو أن الصحافة البرتغالية نقلت قراءة لشفاه رونالدو لدى خروجه أثبتت من خلاله توجيه كلام قاس لمدربه.

ورد سانتوس على ذلك بقوله "لقد رأيت الصور، ولم تعجبني إطلاقاً" بنبرة لم يستعملها أحد من قبله تجاه النجم بعد أن كان وصف رونالدو قبلها بأيام قليلة بـ"الأسطورة" و"الظاهرة" معتبراً أن "العالم سيتحدث عنه على مدى خمسين عامًا". 

شارك: