كرة القدم الأردنية برئة مصرية

2022-08-30 14:44
ثلاثي مصر، حسام حسن وعلاء إبراهيم ومحمود الجوهري، كانت له بصمات واضحة في كرة القدم الأردنية (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تدين كرة القدم الأردنية بالفضل للعديد من المدربين المصريين الذي نجحوا في وضع بصماتهم على خارطة اللعبة التي خطت خطوات واثقة في العقدين الماضيين على صعيد المنتخب الوطني "النشامى" الذي وصل مراتب لم يكن أكثر عشاق اللعبة تفاؤلاً يتوقع أن يصلها.

وكانت أبرز المحطات التي بلغها المنتخب الأردني الوصول إلى الملحق العالمي المؤهل إلى مونديال البرازيل 2014 والذي خسره أمام الأوروغواي ذهاباً بنتيجة 0-5 قبل التعادل إياباً 0-0، تحت قيادة المدير الفني المصري حسام حسن، أحد تلامذة المدير الفني الراحل محمود الجوهري الذي بدوره حقق إنجازات لافتة مع النشامى مطلع القرن الحالي.

محمود الجوهري.. مهندس نجاحات كرة القدم الأردنية

إنجازات الجوهري مع المنتخب الأردني تمثلت في قيادته إلى التأهل للمرة الأولى لنهائيات كأس آسيا التي أُقيمت في الصين عام 2004، وخلالها خالف النشامى كافة التوقعات التي رشحتهم للخروج المبكر، إذ نجحوا في بلوغ الدور ربع النهائي قبل أن يخرجوا بالركلات الترجيحية التي عاندهم فيها الحظ بطريقة دراماتيكية أمام المنتخب الياباني.

ولم تتوقف إنجازات الجوهري عند قيادة المنتخب الأردني إلى المرتبة الـ37 على لائحة ترتيب الفيفا عام 2004، وهو أفضل تصنيف في تاريخ المنتخب على الإطلاق؛ إذ انبرى بعد ابتعاده عن المنتخب لقيادة مشروع وطني طموح للنهوض بكرة القدم الأردنية، تمثل في تأسيس مراكز الأمير علي للواعدين والذي وضع خطوطه العريضة وتبناه الاتحاد الأردني، وما زالت عجلته تسير وفق خطط واستراتيجيات واضحة لغاية الآن.

إنجازات الراحل محمود الجوهري لا تحصى مع مصر والأردن أيضاً

تجربة الجوهري على هذا الصعيد تمثلت في قيامه بزيارات ميدانية مكثفة إلى العديد من المناطق النائية لمراقبة الأطفال الذين يمارسون لعبة كرة القدم على الملاعب الترابية وفي الأزقة، وأسهمت هذه الزيارات في اكتشاف العديد من المواهب التي لم تكن لتظهر على الملأ لولا الجوهري.

وعمد الجوهري إلى إجراءٍ ربما يُعد سابقة في تاريخ كرة القدم الأردنية، عندما شكل عدة منتخبات للفئات العمرية من اللاعبين الذين اكتشفهم، وذلك بعد تأسيس مراكز الأمير علي للواعدين المنتشرة في شتى أنحاء المملكة، إذ لم يكن هؤلاء اللاعبون مقيدين في الأندية التي سارعت إلى مراقبة تدريبات مراكز الأمير علي والمنتخبات لاستقطاب المواهب التي تضمها، فمن المتعارف عليه أن الأندية هي التي ترفد المنتخبات الوطنية باللاعبين، لكن مع الجوهري حدث العكس تماماً.

حصاد تجربة الجوهري التي انطلقت في عام 2001 تمثل في العديد من الصور التي كان أبرزها بناء منتخب شاب نجح في بلوغ كأس العالم للشباب التي أُقيمت في كندا عام 2007، وهو المنتخب نفسه الذي سرعان ما بلغ الملحق العالمي المؤهل إلى مونديال البرازيل 2014، لكن حلمه توقف أمام عقبة منتخب الأوروغواي.

قصة الجوهري الذي تدين له كرة القدم الأردنية بالفضل الكثير، تتمثل في عدم انتظاره للموهبة لكي تصل إليه بل كان هو المبادر إلى البحث عن المواهب في شتى أنحاء الأردن، علماً أن عدد مراكز الأمير علي للواعدين بلغ ما يقرب من الـ 29 مركزاً يشرف عليها مدربون معتمدون يحمل غالبيتهم شهادة التدريب الآسيوية الأولى، وكان التدريب يتم من خلال برنامج موحد يجري تحديثه بشكل دوري ويستهدف الأطفال من عمر 9 إلى 12 عاماً، واستفاد من هذا البرنامج مئات الأطفال من الموهوبين.

جنرالان مصريان آخران خطا تاريخاً مشرفاً في الأردن، وهذه المرة مع نادي الوحدات الذي يدين بالفضل أولاً  للمدرب فتحي كشك ابن مدينة دمياط، عندما ساقته الأقدار للعمل مدرساً لمادة التربية الرياضية في إحدى الكليات الجامعية المتوسطة بالعاصمة عمان، ومن هناك  تعرف على نادي الوحدات الذي دعاه لاعبوه لتدريب الفريق الأول في منتصف عقد السبعينيات من القرن الماضي.

في البداية رفض المهمة، خوفاً من الجمع بين مهنتي التدريس والتدريب، لكنه وأمام إلحاح الوحدات وافق على قيادة الفريق متطوعاً لينجح في الفوز بلقب دوري أندية الدرجة الأولى "المظاليم" عام 1975، ومن ثم الصعود للمرة الأولى إلى الدوري الممتاز "دوري المحترفين" حالياً.

الوحدات يستنجد بالمدرسة المصرية لاعتلاء منصات التتويج

بعد أربعة عقود عاد الوحدات ليستعين بالمدرسة المصرية مجدداً وتعاقد مع ابن مدينة الإسكندرية المدرب محمد عمر الذي بدد مرارة خمسة مواسم مخيبة، حيث نجح الجنرال الجديد في قيادة الفريق إلى الفوز بلقب الدوري موسم 2004-2005، منتهجاً أسلوب الإحلال والتجديد، ما أسهم في تقديم عدة مواهب جديدة إلى الفريق الأول، كما عاد عمر وقاد الوحدات لتحقيق لقب الدوري مجدداً في موسم 2007-2008.

وإلى جانب المدراء الفنيين، كان الكثير من اللاعبين المصريين يخوضون تجربة الاحتراف مع الأندية الأردنية، وكان أبرزهم على الإطلاق المهاجم المخضرم علاء إبراهيم الذي حصد مع الوحدات لقب هداف الدوري موسم 2004-2005 برصيد 14 هدفاً.

شارك: