كأس أمم أفريقيا 2023 | كيف تبدو حظوظ المنتخبات العربية؟
تتأهب 5 منتخبات عربية، هي مصر والجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا، للمشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023، المُقررة إقامتها بكوت ديفوار خلال الفترة بين 13 يناير/ كانون الثاني الجاري و11 فبراير/ شباط المقبل.
ومن المُتوقَع أن تلعب المنتخبات العربية الخمسة أدوارًا متقدمة في البطولة القارية، خاصةً منتخبات مصر والجزائر والمغرب وتونس، التي تحتل 4 من أول 5 مراكز في تصنيف منتخبات أفريقيا الصادر عن الاتحاد الدولي "فيفا" لشهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
كما يُصنَّف المنتخب الموريتاني ضمن أبرز المنتخبات الصاعدة بقوة في سماء كرة القدم الأفريقية، ما يُبشر بمشاركة عربية مميزة في نهائيات كوت ديفوار المُرتقبة.
في هذا التقرير من "winwin"، نُسلط الضوء على مشاركة منتخبات مصر والجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023، مع استعراض حظوظ كل منتخب منهم في البطولة.
مصر.. هل تكون الثالثة ثابتة في كأس أمم أفريقيا 2023؟
يُعد منتخب مصر أكثر المنتخبات تتويجًا بلقب كأس أمم أفريقيا (7 مرات)، لكن آخر هذه الألقاب يعود إلى نسخة أنغولا 2010، أي قبل 14 عامًا من تاريخ النهائيات الأفريقية في كوت ديفوار.
ويملك منتخب مصر حاليًا جيلًا قويًا، بقيادة نجم ليفربول محمد صلاح ولاعب أرسنال محمد النني، وقد تمكن هذا الجيل من خوض نهائي البطولة في نسختَي الغابون 2017 والكاميرون 2021، لكنه خسر في المرتين، ومن المُتوقع أن يتنافس "الفراعنة" بقوة لحصد اللقب القاري في نسخة كوت ديفوار 2023.
وسيدشن المنتخب المصري مشواره في البطولة من المجموعة الثانية، التي تضم أيضًا منتخبات غانا والرأس الأخضر وموزمبيق. وبصورة مبدئية، يمكن القول إن حظوظ مصر في عبور المجموعة كبيرة جدًا.
كما يُعرَف عن الفريق المصري قدرته على خوض المواجهات الإقصائية في كأس أمم أفريقيا، ما يضع كتيبة المدرب البرتغالي روي فيتوريا في خانة أبرز المرشحين للمضي قدمًا والمنافسة الجادة على اللقب.
المغرب.. الحلم الأفريقي بعد إنجاز المونديال
بات المغرب أول منتخب عربي أو أفريقي يبلغ الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم، من خلال مشاركته التاريخية في مونديال قطر 2022.
واستنادًا إلى ذلك الإنجاز، وبالنظر لقائمة المغرب الزاخرة بالأسماء العالمية اللامعة، على غرار ياسين بونو وأشرف حكيمي وسفيان أمرابط وحكيم زياش ويوسف النصيري، يمكن القول إن "أسود الأطلس" مُرشحَون بقوة للظفر باللقب الأفريقي في كوت ديفوار.
ولم يسبق للمغرب أن تُوج بلقب كأس أمم أفريقيا سوى مرة وحيدة، يرجع تاريخها إلى عام 1976، الأمر الذي يزيد كثيرًا من حماس الفريق وجماهيره قبيل انطلاق البطولة، ويعطي قيمة كبرى لحلم استعادة الكأس القارية.
ومن المُقرر أن يبدأ منتخب المغرب مشواره في نهائيات كوت ديفوار من المجموعة السادسة، برفقة منتخبات الكونغو الديموقراطية وزامبيا وتنزانيا.
تونس.. حلم اللقب الثاني في كأس أمم أفريقيا 2023
تُوجت تونس بلقبها الأول في كأس أمم أفريقيا حينما استضافت البطولة عام 2004، بيد أن "نسور قرطاج" لم يتمكنوا من تكرار الإنجاز القاري البتة.
ويرى متابعون أن الجيل الحالي للفريق التونسي يمتلك "المزيج المطلوب" لتحقيق المُراد الأفريقي؛ فعناصر الخبرة مثل يوسف المساكني موجودة، والعناصر الشابة المميزة مثل محمد علي بن رمضان وعيسى العيدوني متوفرة أيضًا.
كما تملك تونس حاليًا مدربًا يعرف خبايا الفريق قاطبةً، وخاض تجارب تدريبية مهمة، أبرزها قيادة المنتخب نفسه في نهائيات كأس العالم "قطر 2022".
كل ذلك يجعل منتخب تونس -الذي سيستهل مشواره في نهائيات "الكان" من المجموعة الخامسة بصحبة مالي وجنوب أفريقيا وناميبيا- مُرشحًا بارزًا لاعتلاء منصة التتويج بكوت ديفوار.
منتخب الجزائر.. نسخة التعويض
قدّمت الجزائر عروضًا استثنائية في طريقها للتتويج بكأس أمم أفريقيا 2019 بمصر، لكن الفريق أخفق في تكرار العروض نفسها، أو حتى الاقتراب منها، ليخرج من الدور الأول في نسخة البطولة التالية "الكاميرون 2021".
ومع إخفاق "محاربي الصحراء" في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، بدا واضحًا أن هذا الفريق يحتاج إلى مرحلة انتقالية لـ"تغيير الجلد"، لكن اللافت أن الاتحاد الجزائري قرر فعل ذلك مع المدرب نفسه، ألا وهو جمال بلماضي.
قَبِل بلماضي التحدي، وفي غضون أشهر قليلة، شكّل منتخبًا قويًا بقائمة ذات عمق كبير، وأسماء قادرة على صنع الفارق، على غرار رياض محرز وحسام عوار ورامز زروقي وريان آيت نوري ومحمد الأمين عمورة، وغيرهم الكثيرين.
سيبدأ "الخُضر" مشوارهم في نهائيات كوت ديفوار من المجموعة الرابعة، التي تضم أيضًا منتخبات بوركينا فاسو وموريتانيا وأنغولا.
منتخب موريتانيا.. المرابطون هناك مرة أخرى
شاركت موريتانيا للمرة الأولى في نهائيات كأس أمم أفريقيا من خلال حضورها التاريخي بنسخة مصر 2019، وقد كررت الإنجاز بتأهلها أيضًا إلى نهائيات 2021 بالكاميرون.
ورغم عدم تمكن المنتخب الموريتاني من تخطي مرحلة المجموعات في المناسبتين، فمن المُفترض أن الفريق بات يملك خبرة كبرى بأجواء "الكان" حاليًا.
وأظهرت موريتانيا مستويات مميزة في التصفيات المؤهلة إلى البطولة، لتترشح من مجموعة صعبة ضمّت الكونغو الديموقراطية والغابون والسودان، ويعتقد محللون أن تقديم نفس المستويات بالنهائيات الأفريقية قد يساعد "المرابطين" كثيرًا في بلوغ الأدوار الإقصائية.