كأس أفريقيا 2023: الفرصة الذهبية لـ 6 لاعبين عرب!

تحديثات مباشرة
Off
2024-01-02 20:04
المغربي سفيان أمرابط (Sporting News)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تستعد منتخبات القارة الأفريقية لانطلاق منافسات كأس إفريقيا 2023 التي تستضيفها ملاعب كوت ديفوار، وسيكون لدى المنتخبات العربية آمال كبيرة في الظفر باللقب الغالي الذي كان منتخب الجزائر آخر من حققه من العرب في النسخة قبل الماضية بمصر 2019، فيما كان منتخب الفراعنة قريبًا من تحقيق لقبه الثامن قبل وبعد هذا التاريخ في نهائيي نسختي 2017 و2021.

الآمال العربية لا تقتصر على المنتخبات ككل، بل إن كل لاعب يمتلك دوافع فردية إضافية في محفل كروي كبير يهتم به الكثير من المتابعين، لكن هناك عددًا من اللاعبين قد يعتبرون كأس أمم أفريقيا فرصة ذهبية لهم؛ إمّا لإحياء مسيرتهم أو لنقلها إلى مكان أفضل ربما يستحقونه.

في هذا الموضوع نستعرض معًا 6 لاعبين عرب ينتظرون أمم أفريقيا بشغف كبير

عز الدين أوناحي

لفت لاعب الوسط المغربي الأنظار إليه بشدة خلال مباريات كأس العالم التي صنع فيها أسود أطلس التاريخ بتأهلهم إلى نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخ العرب وأفريقيا، وكان عز الدين أوناحي أحد المسهمين بقوة في هذا التأهل.

أوناحي استثمر تلك الخطوة جيدًا بعدما انتقل من صفوف أنجيه الفرنسي إلى مارسيليا، وذلك في خطوة يرى البعض أنه يستحق أفضل منها بالنظر لمستواه المذهل خلال البطولة والذي لاقى استحسان كثيرين، أبرزهم ذلك الاستحسان الذي ناله من المدير الفني للمنتخب الإسباني لويس إنريكي، لكن أوناحي اختار أفضل العروض وبقي في الدوري الفرنسي.

لكن الدولي المغربي عانى بشدة مع مارسيليا، فلم يحظَ بدقائق كافية عقب الانتقال في يناير قبل أن يُصاب بكسر في مشط القدم مع نهاية مارس ليغيب حتى نهاية الموسم.

ورغم لعبه أساسيًا في بعض الفترات مع مارسيليا هذا الموسم، فإن أوناحي لم يقدم نفس الأداء الذي قدّمه مع المنتخب المغربي كما أنه لم يستقر على مركز معين في خط الوسط، بل أشركه مدربه كلاعب ارتكاز تارة، ولاعب محور تارة أخرى، كما لعب كصانع ألعاب متقدم في مرات أخرى على استحياء.

لكن ما حافظ لأوناحي على اسمه بشكل مميز هو أنه لا يزال يقدم نفس المستوى الجيد مع المنتخب المغربي، لذلك سيأمل في الاستمرار على نفس المستوى والمنافسة بقوة على لقب كأس أمم أفريقيا؛ علّه يعيد إحياء اهتمام بعض الأندية الأوروبية للانتقال إلى أحدهم مع نهاية الموسم أو على الأقل إقناع مارسيليا بمستواه بشكل أفضل؛ لتصير مكانته مقدسة في صفوف بطل أوروبا 1993.

النجم المغربي الشاب عز الدين أوناحي (Getty) ون ون winwin


يوسف عطّال

لأنّ للحرية ثمنًا، قرّر الدولي الجزائري دفع هذا الثمن فوق كل اعتبار، وذلك بعدما نشر بعض التغريدات الداعمة لفلسطين ما أثار غضب ناديه الفرنسي نيس، كما أوقفته رابطة الدوري الفرنسي لسبع مباريات.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد "الرياضي"، بل تم تصعيده إلى حدٍّ جنائي، حيث فتحت النيابة العامة الفرنسية تحقيقًا في 16 أكتوبر/تشرين الأول بعد اتهام بلدية نيس للاعب الجزائري باتهامات خطيرة؛ لتطالب النيابة العامة بسجنه 10 أشهر مع إيقاف التنفيذ بالإضافة لغرامة قدرها 45 ألف يورو.

ورغم انتهاء مدة إيقاف عطّال، فإن نيس لم يُعِدْه للمشاركة منذ هذا التاريخ، واقتصرت مشاركاته الرياضية على مواجهات ودية أو رسمية برفقة منتخب الجزائر الذي كان الاستثناء الوحيد لعطّال؛ ليغادر فرنسا إذ يُمنع حاليًا من مغادرة الأخيرة لأي سبب غير مواعيد المشاركات الدولية مع محاربي الصحراء.

كل هذه أمور أزّمت كثيرًا من مسيرة اللاعب الذي سيطمح في كأس أمم أفريقيا إلى رد اعتباره أولًا إزاء كل هذه الإجراءات التعسفية التي لاقاها من ناديه ومن الجمهورية الفرنسية بشكل عام، كما أن رحيله عن نيس وربما فرنسا كلها بات ضرورة لا مفر منها.

وفي ظل عدم مشاركة عطّال مع ناديه، فإن واجهة أمم أفريقيا قد تكون هي فرصته الذهبية لتحقيق هذا الغرض، لذلك سيأمل الظهير الأيمن الجزائري في أن يقدم مستوى جيدًا وأن يتزامن ذلك مع مستوى مميز للجزائريين في البطولة التي خيبوا في نسختها الأخيرة الآمال.

يوسف عطال يعيش حالة مزاجية سيئة منذ فشل الجزائر في التأهل إلى المونديال (Getty)


مصطفى محمد

بعد بداية ممتازة للموسم برفقة ناديه نانت الفرنسي وتسجيله خمسة أهداف في أول 6 مباريات، تراجع المستوى التهديفي لمصطفى محمد الذي صام عن التهديف بعد ذلك لـ8 مباريات متتالية في الدوري الفرنسي شارك في 6 منها.

لكن المهاجم المصري عاد بقوة وسجل هدفًا برأسية رائعة في شباك باريس سان جيرمان ليعيد لفت الأنظار إليه من جديد قبل أن يتوقف عن التسجيل في المباراتين التاليتين والتي خاض إحداها أساسيًّا والأخرى احتياطيًّا.

مع عدم تلاشي ذاكرة هدفه الجميل في مرمى باريس، فإن مصطفى محمد سيسعى لإثبات نفسه بشكل كبير في كأس أمم أفريقيا، أملًا في أن تبدأ بعض الأندية في متابعته في النصف الثاني من الموسم، عساه يصل إلى هدفه المنشود بالانتقال يومًا ما إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.

أولى تلك الخطوات هو التسجيل في كوت ديفوار، وربما يستفيد مهاجم الزمالك الأسبق من النهج الأكثر هجومية للمدير الفني البرتغالي روي فيتوريا مقارنةً بالأكثر تحفظًا لمواطنه كارلوس كيروش والذي كلّف صاحب الرأسيات المميزة بالكثير من الواجبات الدفاعية خلال رحلة الفراعنة للوصول لنهائي 2021.

 منتصر الطالبي

بعد رحيله عن الترجي التونسي، حظي منتصر الطالبي بمسيرة احترافية لعدة سنوات في شرق أوروبا برفقة ريزا سبور التركي وروبين كازان الروسي تخللها شهر فقط مع بينيفينتو الإيطالي قبل أن يحط الرحال في فرنسا مع لوريون.

الطالبي قدّم موسمًا أول مميزًا برفقة فريقه الفرنسي، ونجح معه في الوصول إلى المركز العاشر في موسم لعب فيه الدولي التونسي كل المباريات بلا استثناء، ودون أن يتم تبديله في أيّ مباراة، في إنجاز مميز له.

استمر رقم مدافع نسور قرطاج صامدًا في الموسم الثاني بمشاركته في كل المباريات مع لعبه لكل 90 دقيقة ممكنة في "ليغ 1" لكن ما اختلف في هذا الموسم هو التراجع الكبير الذي يمر به فريقه الذي أصبح في المركز قبل الأخير بعد لعب 17 جولة حتى توقف أعياد الميلاد.

ومع هذا التراجع الكبير، فإن دفاع لوريون بات هو الأضعف رقميًا بفارق كبير عن باقي منافسيه، حيث استقبلت شباكه 35 هدفًا في 17 مباراة وبفارق 8 أهداف عن ثاني أضعف الدفاعات.

رغم ذلك، فإن مستوى الطالبي لم يتراجع كثيرًا على الصعيد الفردي؛ لكن ما يظلمه في الوقت الحالي هو المستوى المتدني الذي يقدمه فريقه، لذا ربما تكون الحاجة شديدة جدًا له لإثبات أن مستواه الكبير سيبرز بشكل أفضل مع المنتخب التونسي.

تقديم الطالبي مستوى مميزًا في كأس أمم أفريقيا 2023 قد يكون بوابته للهروب من جحيم لوريون وضمان فرصة للاستمرار في اللعب في الدرجة الممتازة، سواء في فرنسا أو خارجها، لذلك تبدو نسخة كوت ديفوار مهمة جدًا لصاحب الـ25 عامًا لإثبات أنه جدير بفريق أفضل.

 سفيان أمرابط

كان من المفترض أن تكون كأس أمم أفريقيا 2023 بمثابة بطولة يحظى فيها سفيان أمرابط بأضواء الحفاوة كواحد من أهم لاعبي القارة في الملاعب الأوروبية، وذلك بعد انتقاله إلى مانشستر يونايتد في نهاية سوق الانتقالات الصيفية.

بيد أن الانتقادات الكبيرة التي نالت من مستوى لاعب الوسط المغربي جعلت من كأس أمم أفريقيا بمثابة الواحة التي يلجأ إليها أمرابط في صحراء موسم كارثي على الشياطين الحمر.

أمرابط لم يلحق بفترة الإعداد مع اليونايتد، وأسهمت الإصابة التي بدأ بها الموسم في عدم الانخراط سريعًا مع المجموعة، بل إنه -حسب مصادرنا في winwin- فإن تلك الإصابة لم تندمل بشكل كامل.

لاعب الارتكاز المغربي مُطالَب بإثبات أن مشكلته الحقيقية لا تتمثل فيه كفرد، بل في مجموعة مانشستر يونايتد التي تعاني الأمرّين على مستوى النتائج والأداء.

ربما استفاد أمرابط قليلًا من عدم استفاقة اليونايتد بشكل حاسم عقب عودته إلى دكة الاحتياط، واعتماد تين هاغ على ماينو في مركز الارتكاز في ظل إصابة كاسيميرو؛ لكن صاحب الرقم 4 مُطالب بشدة بتقديم أداء قوي جدًا في كوت ديفوار 2023 لرد اعتباره.

ورغم أن مستوى أمرابط في أمم أفريقيا قد لا يغير كثيرًا من قناعات اليونايتد التي تفيد -حسب التقارير- بأنه سيترك أمرابط يعود إلى فيورنتينا بعد انتهاء الإعارة، فإنها على أقل تقدير قد تجعله يحصل على فرصة أخرى مع حامل الرقم القياسي لألقاب البريميرليغ، عسى ولعل أن يستثمر ذلك فيما تبقى من الموسم لقلب الطاولة وإنقاذ مسيرته من العودة إلى نقطة لا يريد الالتصاق بها حتى نهايتها باللعب في أندية لا تلعب الأدوار الأولى في دوريات بلادها ولا تشارك أوروبيًا إلا فيما ندر.

نبيل بن طالب

ربما لن يصل نبيل بن طالب إلى ما وصل إليه في قمة مسيرته من قبل، لكن كأس أمم أفريقيا قد تمثل نقطة الانطلاق ليقترب من قمة أخرى شبيهة.

بن طالب حظي بمسيرة مميزة لعب فيها مع توتنهام هوتسبير الإنجليزي وشالكه الألماني كما أعير إلى نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، لكن مع عودته إلى ناديه الألماني تراجعت أسهمه كثيرًا في موسمه الأخير معه ليصير بلا نادٍ لمدة 6 أشهر من يوليو 2021 حتى يناير 2022 قبل أن ينقذ أنجيه الفرنسي مسيرته بضمه؛ ليرد الدولي الجزائري إليه الجميل ويقدم معه موسمًا مميزًا صنع فيه 4 أهداف وسجل مثلها بغض النظر عن مركزه، بل إنه أصبح قائدًا لفريقه لفترات طويلة خلال الموسم.

اهتمام ليل الفرنسي بمستوى بن طالب دفعه إلى انتدابه مقابل 4,5 ملايين يورو في الأيام الأخيرة للميركاتو الصيفي في خطوة دللت بشكل قاطع على أن لا شيء مُنتهٍ مع لاعب يبلغ من العمر 28 عامًا حتى لو كان دون نادٍ قبلها بعامٍ واحد، ليقدم بن طالب هذا الموسم مستوى في غاية التميز مع فريقه الذي حجز معه مكانًا أساسيًا في المباريات الـ9 الأخيرة رغم بدايته للموسم من دكة الاحتياط بسبب انضمامه المتأخر.

لا يُنتظر أن يلعب بن طالب أساسيًّا برفقة ثعالب الصحراء؛ لكن إن حدث هذا الأمر؛ فقد يكون مستواه الجيد في البطولة خطوة نحو تثبيت مكانته مع ناديه الفرنسي، الذي ينافس على المراكز الأوروبية هذا الموسم، ولِمَ لا القيام بخطوة لم تكن متوقعة أبدًا قبل عامٍ ونصف باللعب لنادٍ أكبر من ليل؟ وقد يوازي أو يقترب في مكانته من توتنهام أو نيوكاسل لتكون ريمونتادا تاريخية للأعسر الجزائري.

شارك: