قياسًا بـ2019.. ماذا تغير في منتخبات الصف الأول في كأس آسيا؟
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق النسخة الـ18 من نهائيات كأس آسيا لكرة القدم "قطر 2023"، والمُقررة إقامتها خلال الفترة بين 12 يناير/ كانون الثاني الجاري و10 فبراير/ شباط القادم، بمشاركة 24 منتخبًا.
وتُوجت قطر بلقب النسخة الأخيرة من البطولة "الإمارات 2019"، بعد فوزها في المباراة النهائية على اليابان 3-1. ومن المُتوقع أن تشهد نسخة 2023 منافسة محتدمة متجددة من الفريقين القطري والياباني، إلى جانب منتخبات عملاقة أخرى بالقارة الآسيوية.
وتعيش كرة القدم الآسيوية طفرة كبيرة على صعيد المنتخبات، ما تسبب في بعض التغيير على خريطة القوى الكروية بالقارة الصفراء، لكن ثمة منتخبات ما تزال تحتفظ بمكانتها الكبيرة في كأس آسيا، على غرار قطر واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإيران وأستراليا.
وبالنظر إلى نتائج النسخة الأخيرة من كأس آسيا، نجد أن قطر تُوجت باللقب، بينما حصدت اليابان المركز الثاني، واكتفت إيران ببلوغ المربع الذهبي، فيما ودعت كوريا الجنوبية وأستراليا من دور الثمانية، والسعودية من دور الـ16.
في هذا التقرير من "winwin"، نُسلط الضوء على أبرز التغييرات التي طرأت على المنتخبات الستة (قطر، اليابان، كوريا الجنوبية، السعودية، إيران، أستراليا) بين 2019 و2023.
منتخب قطر
قدّم منتخب قطر أفضل مستوياته على الإطلاق في رحلة تتويجه بكأس آسيا 2019 على أرض الإمارات، وذلك بقيادة فنية للمدرب الإسباني فيليكس سانشيز.
اعتمد سانشيز حينها على توليفة مميزة من اللاعبين، على رأسهم حارس المرمى سعد الشيب، والمدافع عبد الكريم حسن، ومتوسط الميدان حسن الهيدوس، والمهاجمان أكرم عفيف والمعز علي. وبالرغم من أن الكثير من لاعبي ذلك الجيل ما يزالوا حاضرين في قائمة "العنابي"، فإن أفكار الفريق نفسها قد اختلفت.
انفصل منتخب قطر بعد نهائيات كأس العالم 2022 عن المدرب سانشيز، ليخلفه البرتغالي كارلوس كيروش، الذي يميل أسلوب لعبه إلى التوازن والتأمين الخلفي، مقارنةً بسانشيز المُحب للكرة الهجومية.
لكن كيروش لم يكمل مهمته مع "الأدعم"؛ بعدما أكد الاتحاد القطري -قبل أسابيع من انطلاق كأس آسيا- انفصاله عن المدير الفني البرتغالي.
وتعاقد الاتحاد القطري مع مدرب الوكرة، الإسباني ماركيز لوبيز، الخبير بكرة القدم القطرية؛ حيث يراهن "العنابي" على خبرته لنفض غبار النتائج السلبية في الفترة الماضية، ولقيادة حملة الدفاع عن اللقب رغم ضيق الوقت، بعد التغييرات الكثيرة المؤثرة التي طرأت على كتيبة "الأدعم" في الأعوام الأربعة الأخيرة.
منتخب اليابان
كعادتها، قدّمت اليابان مستويات كبيرة في كأس آسيا "الإمارات 2019"، لكنها خسرت أمام قطر في المباراة النهائية، لتكتفي بالمركز الثاني.
لكن اليابان قامت بالبناء جيدًا على مشاركتها الآسيوية هذه؛ فاستمرت في تكوين جيلها الجديد، تحت قيادة المدرب الوطني هاجيمي مورياسو.
ظل مورياسو على رأس الجهاز الفني لـ"أحفاد الساموراي"، ليقود الفريق إلى ثمن نهائي كأس العالم 2022. وحاليًّا، يظهر الفريق الياباني مُرشحًا بقوة للمنافسة على لقب كأس آسيا، بجيل يضم أسماءً لمعت في بطولة الإمارات 2019، مثل تاكومي مينامينو وواتارو إيندو، وأخرى شابة مثل تاكيفوسا كوبو وكاورو ميتوما.
منتخب كوريا الجنوبية
مثل اليابان، قدّمت كوريا الجنوبية مردودًا لافتًا في نهائيات كأس آسيا 2019، لكنها اصطدمت بقطر في ربع النهائي، لتودع المنافسات بالخسارة 0-1 أمام "العنابي".
وعلى مدار الأعوام الأربعة الماضية، أصبح لكوريا جيل قوي من لاعبين مميزين باتوا يملكون خبرات أكبر في اللعب بأوروبا، على غرار كيم مين جاي وهوانغ هي تشان، وذلك بقيادة فنية لنجم توتنهام هوتسبير، سون هيونغ مين.
وتأتي استمرارية الجودة لمنتخب كوريا الجنوبية على صعيد اللاعبين، رغم تغيير الجهاز الفني للفريق؛ إذ رحل البرتغالي باولو بينتو عن "الشمشون الكوري"، وحل مكانه الألماني يورغن كلينسمان.
منتخب السعودية
كان منتخب السعودية يمر بمرحلة "تغيير جلد"، حين شارك في نهائيات كأس آسيا 2019، وقد تأثر الفريق بذلك ليحقق نتائج مهتزة؛ إذ احتل المركز الثاني على سلم مجموعته، خلف قطر، قبل أن ينهزم 0-1 أمام اليابان في دور الـ16.
والآن، وبعد مرور نحو 5 أعوام على إقامة نهائيات آسيا 2019، يظهر جليًّا أن السعودية شكّلت جيلها الجديد، وقد عززت ذلك ببصمات تدريبية واضحة للفرنسي هيرفي رينارد.
وحاليًّا، يتولى الإيطالي روبرتو مانشيني تدريب "الأخضر" السعودي، الذي يبدو مستعدًّا للمنافسة الجادة على اللقب الآسيوي، على أرض قطر، التي أظهر بها مستويات مميزة، خلال مشاركته بنهائيات كأس العالم 2022؛ حيث فاز 2-1 على منتخب الأرجنتين في مرحلة المجموعات.
منتخب إيران
خاضت إيران نهائيات آسيا 2019 بقيادة فنية لكارلوس كيروش، ومنذ إقصاء المنتخب الإيراني من نصف نهائي البطولة الآسيوية، بخسارته (0-3) أمام اليابان، تولى 3 مدربين آخرين قيادة الفريق، إلى جانب كيروش نفسه الذي قاد "الفارسيين" خلال مشاركتهم بمونديال قطر 2022.
يعني ذلك أن منتخب إيران لم يعرف استقرارًا فنيًّا خلال الأعوام القليلة الماضية. ومع ذلك، لا يمكن الاستهانة بأحلام الفريق، الذي يُدار بواسطة مدير فني وطني، بعد سنوات من الاعتماد على المدير الفني الأجنبي، حيث يشرف المدرب الإيراني أمير قالينوي على منتخب إيران حاليًّا.
منتخب أستراليا
يعيش المنتخب الأسترالي استقرارًا فنيًّا لافتًا؛ بوجود المدرب الوطني غراهام أرنولد على رأس الفريق منذ عام 2018.
وأظهر أرنولد قدرته بالفعل على تحقيق نتائج مميزة مع منتخب بلاده، من خلال المشاركة الناجحة بنهائيات كأس العالم الأخيرة "قطر 2022"؛ حيث بلغ "الكانغارو" الدور ثمن النهائي، قبل الخسارة أمام الأرجنتين حامل اللقب.
ومثل اليابان، يمكن القول إن أستراليا تعول على وجود عناصر مميزة بالفريق، إلى جانب الاستقرار الفني ببقاء المدرب فترة طويلة، على أمل اعتلاء منصة التتويج بلقب كأس آسيا 2023.