قصص مُلهمة للاعبي كرة قدم قهروا الحروب وبلغوا النجومية
مثّلت كرة القدم، على مدار العقود الماضية، مصدرا للعديد من القصص المُلهمة التي كان أبطالها لاعبين تألقوا في عالم الساحرة المستديرة رغم معاناتهم من ويلات الحروب واضطرارهم للعيش بمخيمات اللجوء في طفولتهم، مؤكدين بذلك أن أفضل اللاعبين لا يأتون دائما من الشوارع الهادئة.
ويعيش العالم في الوقت الحالي على صفيح ساخن، بعد إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا فجر الخميس الماضي 24 فبراير/ شباط، وعلى الرغم من صعوبة المشهد الراهن، فإنه قد يصنع في السنوات المقبلة نجومًا في عالم كرة القدم، ليؤكدوا أن النجاح ممكن متى ما توافرت الإرادة.
ويستعرض لكم winwin في السطور التالية، قصصا رائعة لعدد من لاعبي كرة القدم، عانوا في طفولتهم من ظروف بالغة الصعوبة، واستطاعوا بعد ذلك الوصول إلى النجومية، وعانقوا منصات التتويج.
الكرواتي لوكا مودريتش لاعب ريال مدريد
وُلد لاعب خط وسط ريال مدريد، لوكا مودريتش، في مدينة زادار خلال حرب الاستقلال الكرواتية، وعندما كان في سن السادسة قُتل جده على يد المتمردين الصرب، وأُجبر والداه على الفرار من المدينة.
وبدأ مودريتش (36 عامًا) مسيرته الكروية في فريق "إن كيه زادار" الذي انطلق منه نحو عالم النجومية، ليصبح أحد أفضل لاعبي خط الوسط في جيله. وحصد الكرواتي جائزة أفضل لاعب خلال بطولة كأس العالم 2018 في روسيا التي حقق فيها المنتخب الكرواتي المركز الثاني بعد الخسارة بنتيجة 2-4 أمام فرنسا في المباراة النهائية.
وساعد النجم الكرواتي ريال مدريد في الفوز بالعديد من الألقاب، ورغم تقدمه في السن، فإنه ما زال حتى الآن أحد أبرز الأعمدة في التشكيلة الأساسية لعملاق الدوري الإسباني.
السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لاعب ميلان
عانى مهاجم ميلان، زلاتان إبراهيموفيتش، من بدايات صعبة في حياته منذ ولادته في مدينة مالمو السويدية؛ فوالده كان بوسنيا، وأمه كرواتية، وهما لاجئان هربا إلى السويد خلال فترة حروب يوغوسلافيا الشهيرة.
وعاش المهاجم السويدي العديد من التحديات في طفولته؛ مثل انفصال والديه، وسجن والدته، وكان عليه أن يتأقلم على العيش مع أب أعزب مُدمن على شرب الخمور.
وبدأ إبراهيموفيتش مسيرته الكروية في سن السادسة مع مالمو، ثم انضم إلى أياكس بعد عامين، وفي السنوات اللاحقة واصل اللاعب تألقه ليصبح أحد أفضل المهاجمين في تاريخ الدوري الإيطالي بعد تألقه مع أندية يوفنتوس وإنتر ميلان وإي سي ميلان..
الكندي ألفونسو ديفيز لاعب بايرن ميونيخ
كافح لاعب بايرن ميونيخ، ألفونسو ديفيز، كثيرًا في صغره؛ إذ وُلد في مخيم للاجئين في غانا لأبوين ليبيريين، وكان والداه يعيشان في مونروفيا قبل أن تجبرهما الحرب على الفرار إلى كندا، عندما كان ديفيز يبلغ من العمر 5 سنوات فقط.
وكانت الظروف في المخيم الذي وُلد فيه ديفيز سيئة للغاية، لدرجة أن والده قال إن الاحتفاظ بالمسدس كان ضروريا للبقاء على قيد الحياة، وبعد انتقال اللاعب مع عائلته إلى كندا، كافح والده لتغطية نفقاته، لكن ألفونسو برع في أكاديمية كرة القدم الخيرية التي أُنشِئت في حيه للأولاد من خلفيات فقيرة.
بدأ ألفونسو مسيرته الكروية في نادي إدمونتون الكندي، ثم انضم لاحقًا إلى نادي فانكوفر وايتكابس الأمريكي، حيث ظهر بصورة جيدة وكان أصغر لاعب يشارك في الدوري الأمريكي، لينتقل بعدها إلى عملاق الدوري الألماني بايرن ميونيخ، ويضع نفسه ضمن أهم اللاعبين حاليا في مركز الظهير الأيسر، بفضل سرعته ومهارته وقدراته الفنية العالية.
النيجيري فيكتور موزيس لاعب سبارتاك موسكو
كان لاعب سبارتاك موسكو، فيكتور موزيس، يبلغ من العمر 11 عامًا عندما وصل إلى إنجلترا لطلب للجوء بعد مقتل والديه خلال نزاعات دينية في نيجيريا عام 2002، وكان موزيس يلعب كرة القدم في الشارع عندما لقى والداه حتفهما، وبعد أسبوع واحد، جمع من تبقى من أفراد عائلته المال اللازم لإرساله بعيدا عن وطنه.
وبعد وصوله إلى إنجلترا، انضم موزيس (31 عامًا) إلى أسرة بديلة والتحق بمدرسة في جنوب نوروود التي تقع بالقرب من مركز لدعم اللاجئين والمهاجرين في كرويدون، ليبدأ بعد وقت قصير من وصوله إلى لندن، الخطوات الأولى في مسيرته الناجحة.
وكان النجم النيجيري يلعب كرة القدم من أجل المتعة، لكن حماسته الشديدة ومهارته الكبيرة في الملعب سرعان ما لفتت أنظار مسؤولي نادي كوزموس 90 الذي كان يلعب في دوري الشباب، وبعد إتمام الصفقة واصل اللاعب التألق حتى تعاقد معه كريستال بالاس، ثم انتقل منه إلى تشيلسي الذي تُوج معه بطولة الدوري الإنجليزي وببطولة الدوري الأوروبي، وتُوج مع نيجيريا ببطولة كأس أمم إفريقيا 2013.