قصة ملهمة.. سيباستيان هالير الذي هزم المرض القاتل بهدف قاتل!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-02-12 16:53
-
آخر تعديل:
2024-02-12 16:57
سيباستيان هالير قاد منتخب كوت ديفوار للتتويج بلقب كأس أمم أفريقيا 2024 (Getty)
محمود عبدالرحمن
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

كان من المفترض أن يكون يومًا تدريبيًا عاديًا؛ حيث بدأ بوروسيا دورتموند جولته التحضيرية للموسم الجديد في سويسرا، وكان سيباستيان هالير قد انضم إلى الفريق بعد أقل من أسبوعين من وصوله من أياكس.

لكن الأمر لم يكن عاديًا، حيث اشتكى هالير من آلام في البطن لأطباء في الصباح، وبعد إجراء مزيد من الفحوص، تم تشخيص إصابته بورم في الخصية، وهو الأمر الذي تم تأكيده لاحقًا على أنه سرطان، بعد ساعات فقط.

بعد عمليتين جراحيتين وجولات مختلفة من العلاج الكيميائي، عاد هالير إلى التدريبات في أوائل يناير/ كانون الثاني 2023، حيث ظهر لأول مرة في وقت لاحق من ذلك الشهر قبل أن يسجل ضد فرايبورغ، في واحدة من تلك المصادفات الغريبة، في اليوم العالمي للسرطان نفسه.

ولد هالير في باريس لأب فرنسي وأم إيفوارية، ولعب في كل مستويات الشباب في فرنسا -من أقل من 16 عامًا إلى أقل من 21 عامًا- لكنه في عام 2020، قرر تمثيل بلد والدته.

اللاعب لديه بصمته في سجلات تاريخ كرة القدم، من خلال إنجاز رائع لا يمكن لميسي أو رونالدو التفاخر به؛ حيث سجل 11 هدفًا في أول 7 مباريات له بدوري أبطال أوروبا.

خلال وقت إصابته، نجح هالير في تحويل قصته إلى مصدر إلهام للكثيرين الذين يخوضون صراعاتهم الخاصة، بغض النظر عن موقعهم في العالم.

عاد هالير إلى التدريب في الأيام الأولى من شهر يناير 2023، واستهدف على الفور استعادة لياقته البدنية بمجرد استئناف الدوري الألماني بعد العطلة الشتوية في وقت لاحق من ذلك الشهر.

هز هالير الشباك في بعض المباريات الودية لإظهار أنه لم يفقد لمسته التهديفية، وقد ارتدى حذاءً عليه كلمة "السرطان"، كتذكير بما ناضل من أجله. 

وبعد خسارة دورتموند لقب الدوري الألماني بشكل كارثي في الجولة الأخيرة أُصيب هالير بخيبة أمل كبيرة، لكنه كان متعطشًا للقب "الكان" مع كوت ديفوار. في بطولة مليئة بالموهبة والشغف، وقف سيباستيان هالير شامخًا كمنارة أمل مشرقة لكوت ديفوار.

وبعد إصابته في كاحله في 19 ديسمبر/ كانون الأول، لم يكن هالير لائقًا بما يكفي للعب مع كوت ديفوار في أول ثلاث مباريات للفيلة في البطولة.

أقال منتخب كوت ديفوار مدربه جان لويس غاسكيه، لكنه نجح في التأهل إلى الأدوار الإقصائية ضمن أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث.

سيباستيان هالير كان جوهرة تاج ساحل العاج، الفريق الذي تجرأ على الحلم، مما خلق أجواء مثالية لمنحنا واحدة من أكثر النسخ الرائعة في كأس الأمم الأفريقية.

في المواجهة الملحمية التي جمعت الفريق المضيف في دور الـ16 ضد حامل اللقب السنغال، دخل هالير في وقت متأخر من الوقت الأصلي، حيث كان حضوره البدني ومهاراته في التصدي واللعب المباشر من الأمور الحاسمة.

وكانت تمريرته البينية المتقنة هي التي وصلت إلى نيكولاس بيبي، الذي حضر في الوقت المناسب ليسمح للإيفواريين بالتسجيل من ركلة جزاء، ويأخذون المباراة إلى الوقت الإضافي.

بعد ذلك لعب هالير دوره بتسجيله في ركلات الترجيح ليفوز الإيفواريون بنتيجة 5-4، ليطيحوا بحامل اللقب.

وأمام مالي في مباراة ربع نهائي مثيرة بنفس القدر، شارك هالير مرة أخرى كبديل، لكنه لعب في الشوط الثاني بينما كان المدرب المؤقت إيمرس فاي يراهن على فريقه بعشرة لاعبين.

في الدور نصف النهائي، أصبح هالير في النهاية جاهزًا بما يكفي ليبدأ المباراة ضد الكونغو الديمقراطية.

في مباراة مليئة بالتوتر والقليل من الفرص الواضحة، ظهر هالير في اللحظة الوحيدة من الجودة التي احتاجها، عندما سدد كرة عرضية من ماكس غرادل، ليضمن مكان فريقه في النهائي.

واحتاجت كوت ديفوار لهالير في النهائي بلمسة ساحرة قاتلة، ليمنح الأفيال لقبها الثالث، ويصبح هو بطلًا قوميًا على كافة المستويات.

18 يوليو 2022.. تاريخ لن ينساه سيباستيان هالير أبدًا

بعد وقت قصير من تسجيله الهدف الذي ضمن به فوز ساحل العاج بلقب كأس الأمم الأفريقية، كان سيباستيان هالير يجري مقابلة تلفزيونية اضطر إلى إيقافها عندما انهار بالبكاء.

تذكر هالر يوم 18 يوليو/ تموز، عندما صُدم بتشخيص إصابته، التي كادت تفتك بحياته كلها، وليست حياته الكروية فقط، لكنه عاد للحياة وعاد لمنصة التتويج الكروية.

شارك: