قرار جديد من السلطات المغربية لمواجهة شغب الملاعب
قررت السلطات الأمنية المغربية، بالتنسيق مع اتحاد كرة القدم، منع التنقل الجماهير التي تشتهر علاقاتها بالتوتر في الدوري المحلي للمحترفين، تجنبًا لوقوع أحداث شغب وعنف وتخريب على هامش المباريات، ويأتي هذا القرار لتعزيز روزنامة من القرارات السابقة التي اتخذتها السلطات الأمنية، ضمن سياق مقاربة جديدة لمكافحة ظاهرة الشغب المرتبط بمباريات كرة القدم في المغرب.
وحسب مصدر خاص لـ"winwin"، فإن السلطات الأمنية أصدرت قرارًا، أمس الثلاثاء، يقضي بمنع تنقل جمهور حسنية أغادير من مرافقة فريقه إلى مدينة الرباط، حيث سيحل الفريق "السوسي" ضيفًا على نادي الجيش الملكي، في ملعب "مولاي عبد الله" بالعاصمة يوم الخميس المقبل، لحساب الجولة السابعة من الدوري المغربي الاحترافي، وذلك بسبب وقائع الشغب التي تكررت بين جمهوري الفريقين في المواسم الماضية، كان آخرها في نهائي كأس العرش العام الماضي، الذي نُظم بملعب "أدرار" بمدينة أكادير بين الجيش الملكي والمغرب التطواني؛ إذ استغل جمهور الحسنية إجراء النهائي في مدينته للاشتباك مع الجماهير التي رافقت الجيش الملكي، ما خلّف عددًا من الموقوفين، وخسائر في الممتلكات الخاصة والعامة.
كما أصدرت السلطات الأمنية القرار ذاته بشأن المباراة التي ستحتضنها مدينة طنجة، بين الاتحاد المحلي والمغرب الفاسي، يوم الجمعة المقبل، بالملعب الكبير بعاصمة البوغاز، بالنظر إلى حالات الشغب التي وقع فيها جمهور المغرب الفاسي في مباريات سابقة من الدوري الموسم الجاري، وتجنبًا لنشوب أحداث شغب بين الجمهورين، في الوقت لن يصدر فيه أي قرار مماثل للمباريات المتبقية من الجولة السابعة؛ إذ سيُسمح للجماهير في المواجهات الأخرى بالتنقل لتشجيع أنديتها، لاستبعاد حدوث شغب.
وكشف المصدر نفسه أن منع تنقلات بعض الجماهير إلى المدن المغربية جاء بعد مشاورات قامت بها السلطات الأمنية المكلفة بمكافحة الشغب الرياضي مع عدة جمعيات مشجعين؛ إذ خرجت الاجتماعات بضرورة منع تنقل بعض الجماهير، كما حدث في الدوري الإسباني قبل سنوات، وكذلك أحداث العنف التي تصاحب الكثير من المباريات في الدوري المغربي.
وأنزلت السلطات الأمنية خطة أمنية مع بداية الدوري المغربي الموسم الجاري، أثبتت نجاحها في الحد من أحداث العنف والشغب الرياضي، لا سيما أن الشغب خلّف جرحى ومعتقلين وخسائر مادية، وأيضًا قتلى، في الكثير من المناسبات.
وأسهمت فترة "الركود"، التي خلّفها وباء كورونا في الموسمين الرياضيين الأخيرين، في بلورة خطة أمنية جديدة، بعدما غابت الجماهير عن ملاعب الكرة لفترة كافية، وُضعت فيها ترتيبات أمنية مبتكرة، أطلقتها السلطات المغربية مع بداية الموسم في الملاعب المغربية؛ إذ يسعى المغرب للقضاء أو للحد من انتشار الظاهرة إلى أبعد نقطة ممكنة على الأقل، خاصة أنه مقبل على تنظيم منافسات رياضية، في مقدمتها نهائيات كأس أفريقيا لأقل من 23 سنة المؤهلة إلى أولمبياد باريس، فضلًا عن الحديث عن اعتزام البلاد تقديم ملف ترشيحها لاحتضان كأس أمم أفريقيا "كان" 2025، ومونديال 2030، ولا يرغب المغرب في خدش قدراته التنظيمية بوقوع أحداث شغب دامية، كالتي عاشتها الملاعب المغربية في السنوات الماضية.