الديربي المغربي.. صخب وشغب ومستوى فني ضعيف

2022-10-25 00:34
الوداد حسم ديربي الدار البيضاء أمام غريمه الرجاء (twitter/arLeSiteInfo)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تميز الديربي المغربي، بين الوداد الرياضي والرجاء الرياضي، أمس الأحد، لحساب الجولة السادسة من الدوري المغربي للمحترفين، بمستوى فني ضعيف، وأداء دون المتوسط قدمه الفريقان، مع كثير من التوقفات خلال زمن المواجهة؛ بسبب الاحتجاجات على قرارات الحكم سمير الكزاز.

وشهدت جنبات الملعب والشوارع المحيطة به أعمال شغب وعنف وتخريب من طرف جمهور الفريقين، أعقبتها حملة اعتقالات واسعة، في الوقت الذي أصدر مجلس إدارة الرجاء بلاغًا ينتقد فيه التحكيم، فيما هاجم الوداد الرياضي النقل التلفزيوني.. لكن أفضل ما في الديربي كان اللوحات الفنية الجميلة التي قدمتها الجماهير البيضاوية على المدرجات من خلال "تيفوهات" بديعة.

اعتقال 46 مشجعًا والحصيلة مرشحة للارتفاع

اشتعلت المواجهات بين جمهور الوداد والرجاء المغربيين قبل ساعات من موعد انطلاق الديربي وبعد نهايته، ورصدت كاميرات "هواة" المواجهات بينهم؛ إذ تم تخريب ممتلكات عامة وخاصة، والتراشق بالحجارة والعصي، وتبادل الضرب. انتهت بتوقيف 46 شخصا من بينهم 6 قاصرين، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال العنف المرتبط بالشغب الرياضي، والسكر العلني البيّن، والسرقة، والعنف في حق موظفين عموميين في أثناء أداء واجبهم، وإلحاق خسائر مادية بممتلكات الغير.

وحسب بلاغ صادر عن السلطات الأمنية المغربية، اليوم الإثنين، فإن المشتبه فيهم قد أقدموا، رفقة أشخاص آخرين، على ارتكاب أفعال تتعلق بالشغب الرياضي على هامش الديربي، كما قاموا برشق الشرطة بالحجارة، مما تسبب في إصابة أربعة رجال أمن بجروح، وإلحاق خسائر مادية بأربع سيارات خاصة، وذلك قبل أن تتمكن السلطات الأمنية من توقيفهم.

وكشفت السلطات الأمنية أنها ضبطت بحوزة المشتبه فيهم 22 وحدة من الشهب الاصطناعية، و10 تذاكر مزورة، مضيفة أنها أودعت "المشتبه فيهم الراشدين تحت تدبير الحراسة النظرية، فيما تم الاحتفاظ بالموقوفين القاصرين تحت تدبير المراقبة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، بينما ما زالت الأبحاث والتحريات جارية بغرض توقيف باقي المشاركين والمساهمين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية".

الرجاء يحتجّ على أداء الحكم سمير الكزاز

مباشرة بعد إعلان الحكم سمير الكزاز عن نهاية الديربي البيضاوي لصالح الفريق الأحمر بهدفين مقابل هدف واحد، دعا عزيز البدراوي، رئيس مجلس إدارة الرجاء الرياضي، أعضاء مكتبه التنفيذي إلى اجتماع عاجل؛ للتداول فيما سماه "بلاغٌ" للفريق الأخضر بـ"الأخطاء التحكيمية الكارثية"، التي شهدتها المباراة.

ونشر الرجاء بلاغا على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، يدعو فيه البدراوي إلى اجتماع عاجل "على خلفية ما اعتبره تحكيما كارثيا بقيادة الكزاز، ورضوان جيد في غرفة "الفار"، من أجل مناقشة القرارات التي سيتم اتخاذها دفاعاً عن حقوق الفريق"؛ إذ ينتظر جمهور الرجاء إصدار بلاغ شديد اللهجة، ورسالة احتجاجية موجهة إلى اللجنة المركزية للتحكيم التابعة للاتحاد المغربي.

وحسب مصدر "winwin" فإن الرجاء الرياضي سيقدم ملفا احتجاجيا إلى الاتحاد المغربي يضم مقاطع فيديو، تبيّن الأخطاء التحكيمية التي أثرت في نتيجة المباراة، وأسهمت في تلقيه هزيمته الثانية في الدوري، مرجحاً أن يطالب الفريق الأخضر بتعيين حكام أجانب للمباريات المهمة للفريق خلال الموسم الجاري على غرار ما جرى في العام 2019، حينما استعان الاتحاد المغربي بحكام من مصر وبعض الدول الأفريقية بعد تصاعد موجة احتجاجات الأندية المغربية على مستوى الحكام المغاربة.

من جهته، قال سعد التسولي، الناطق الرسمي باسم نادي الرجاء الرياضي، إن فريقه "تعرض لمجزرة تحكيمية وظلم كبير"، مُتهما حكم المباراة بالتحيز للوداد، مضيفا في تصريحات إعلامية، أن الحكم لم يضف الوقت بدل الضائع الحقيقي، الذي يصل إلى 26 دقيقة و87 ثانية؛ بسبب توقف المواجهة في مناسبتين، بالإضافة إلى التضييع الكبير للوقت بسبب حاملي الكرات، واستنكر في الوقت ذاته، ما اعتبره تغاضيًا للحكم عن إعلان "ضربتي جزاء واضحتين" للرجاء، وبطاقة حمراء لمدافع الوداد الحسين بن عيادة، مشيراً إلى أن النادي الأخضر سيراسل الجهات المختصة في هذا الشأن".

الوداد يحتج على النقل التلفزيوني

من جهتها خرجت مؤسسة منخرطي الوداد الرياضي ببيان احتجاجي على النقل التلفزيوني الذي يمد غرفة الفيديو المساعد "VAR" بمقاطع فيديوهات الحالات التحكيمية المشكوك فيها، مشيراً  إلى أن ما حدث  خلال مباراة الديربي "لا يعدو كونه استمرارية لمجموعة من التجاوزات التي صارت تطبع المشهد الرياضي المغربي كلما كان فريق بعينه طرفا في إحدى المباريات، بالتحيز الواضح له عن طريق التركيز على لقطات غير واضحة أو مشكوك في صحتها أو حتى معدلة عن طريق اختيار زاوية الرؤية المناسبة للغاية المنشودة".

وأضاف البلاغ ذاته: "ضربة الجزاء المعلنة اليوم ضد نادي الوداد الرياضي تعدّ خير دليل على ما ذكرناه، حيث استطاع الحكم ومساعدوه في غرفة الفيديو رؤية لمسة يد رغم وجود عارضة تحجب الرؤية من زاوية أولى ولاعبين من زاوية ثانية ودخان الشهب الاصطناعية وكذا رداءة الصورة المقدمة"، وتابع: "في المقابل عجز المخرج عن إعادة لقطة الاعتداء على اللاعب بوهرة من لاعب الرجاء بالرفس حوالي الدقيقة (29) بجانب خط التماس وعلى مقربة من 3 حكام و3 كاميرات وحكمين مساعدين في غرفة الـVAR".

الفرجة حضرت في مدرجات دربي الوداد والرجاء

وعبر نشطاء مغاربة على منصات التواصل الاجتماعي عن استيائهم من المستوى المتدني الذي وصله الديربي في السنوات الماضية، لا سيما عقب عودة الجمهور للمدرجات بعد موسمين أُبعد فيهما المشجعون عن الملاعب بسبب "جائحة كورونا"؛ إذ أجمعوا على ضعف الأداء الفردي والجماعي للفريقين معًا، زادته أحداث الشغب واحتجاجات الفريقين رداءة.

وقال حميد السباعي، الناقد الرياضي المغربي، إن الجمهور ولوحاته التي يقدمها في المدرجات تبقى نقطة الضوء الوحيدة، التي ما زالت في الديربي المغربي، غير أن أحداث العنف التي يرتكبها محسوبون على الجمهورين البيضاويين، تسهم في الإساءة للصورة الجميلة التي بناها أنصار الوداد والرجاء طيلة السنوات الماضية.

وعزا السباعي في تصريح لـ"winwin" ضعف المستوى الفني للمباراة إلى الظروف التي جرت فيها، وإلى طبيعة النهج الفني الذي يعتمده مدربا الفريقين، وتابع: "الرجاء الرياضي لعب من أجل تفادي الهزيمة بالنظر إلى رتبته المتأخرة في الدوري المغربي، بينما راهن الوداد على تحقيق الفوز للانفراد بصدارة الترتيب، كما أنّ المدربين معا، سواء المغربي الحسين عموتة أو التونسي منذ كبير، يتميزان بتكتيك يعتمد على غلق المساحات والاعتماد على الكرات الثابتة لبلوغ مرمى المنافس، الأمر الذي أفرز مباراة مملة، كما أسهم الضغط الكبير على اللاعبين وتوتر الأعصاب في توقف المباراة في مناسبات عدة، ما أثر في سيرها وفي إيقاع اللاعبين".

واعتبر المتحدث أن مباريات أخرى في الدوري المغربي، تشهد مستوى فنيا كبيرا وفرجة كبيرة سواء على الميدان أو في المدرجات، لكنها للأسف لا تحظى باهتمام إعلامي كبير كما هو الحال مع الديربي، مشيدا في الوقت ذاته بالسلوك الحضاري لبعض الجماهير المغربية التي بدأت في استيعاب دروس الماضي، وقدمت صور جميلة مع بداية الموسم الرياضي الجاري، كجمهور الجيش الملكي بالرباط، وأولمبيك آسفي، وحسنية أغادير.

شارك: