قبضة حديدية بين شباب بلوزداد والمدرب التونسي الكوكي
تسارعت الأحداث في بيت نادي شباب بلوزداد الجزائري منذ خسارته نهائي كأس الجزائر، الخميس الماضي، أمام نادي جمعية أولمبي الشلف بنتيجة هدفين لهدف، بسبب القبضة الحديدية بينه وبين المدرب التونسي، نبيل الكوكي، الذي تطالب جماهير النادي برحيله وترفض بقاءه في الفريق تحت أي طائل، في وقتٍ يتمسك فيه الكوكي بالبقاء، ويصّر على تعويضات كبيرة مقابل رحيله.
وكانت إدارة نادي شباب بلوزداد قد ألغت تدريبات الفريق، يوم السبت، خوفًا من رد فعل الجماهير التي توعّدت المدرب التونسي، نبيل الكوكي، وكانت تُحضّر للانتقال إلى ملعب التدريبات للاحتجاج عليه وعلى اللاعبين وإدارة النادي بعد خسارة لقب كأس الجزائر، وفرصة التنافس على الثنائية المحلية هذا الموسم، في وقت حمّلت فيه مسؤولية إخفاقات الفريق هذا الموسم إلى الكوكي.
وقالت مصادر "winwin"، اليوم الأحد، إن إدارة شباب بلوزداد استقرت على ضرورة الاستغناء عن خدمات المدرب التونسي، وأبلغته بذلك شفهيًّا؛ لكن الأخير طالب بقرار كتابي حتى يضمن حقوقه المادية، قبل أن تلجأ إدارة النادي الجزائري إلى حل آخر وهو التفاوض لفسخ العقد؛ لكنها اصطدمت مرة أخرى برفض الكوكي.
وتابعت ذات المصادر التأكيد بأن نبيل الكوكي يصّر على استكمال المشوار المتبقي في الدوري الجزائري (5 مباريات فقط)، حتى يُتوج مع الفريق باللقب، الذي يعتبره من حقه وإنجازه، ليضمّنه في سيرته الذاتية التي تفتقر إلى أي لقب حتى الآن، علمًا أن بلوزداد يتصدر جدول ترتيب الدوري الجزائري للمحترفين برصيد 54 نقطة وبفارق 8 نقاط عن شباب قسنطينة الوصيف.
ولا يُعَدّ التتويج بلقب الدوري الجزائري جديدًا على نادي شباب بلوزداد في المواسم الأخيرة، حيث سبق له التتويج به ثلاث مرات على التوالي، وستكون هذه المرة الرابعة تواليًا له هذا الموسم، حسبما تؤكده جماهير النادي الرافضة بقوة لبقاء الكوكي، مشيرة إلى أن تتويج فريقها بلقب الدوري الجزائري هو تحصيل حاصل في السنوات الأخيرة.
وأكدت نفس المصادر أن المدرب نبيل الكوكي يريد تعويضًا يُقدَّر بنصف مليون دولار مقابل الرحيل عن شباب بلوزداد؛ لأن عقده ينتهي صيف عام 2024؛ لكنّه لا يرغب في فسخ العقد إلّا بعد استكماله مباريات الدوري الجزائري للمحترفين وتضمين اسمه في سجل التتويج، وهو الأمر الذي ترفضه إدارة النادي الجزائري وجماهيره.
وكانت علاقة نبيل الكوكي وجماهير شباب بلوزداد امتزجت بالتوتر منذ اليوم الأول لتعيينه مدربًا للفريق، حيث عارضت ذلك بشدة وهاجمته طوال الموسم وفي كل المباريات بسبب عدم رضاها عن طريقة اللعب وفلسفته التدريبية، قبل أن يُشكِّل الخروج من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا أمام نادي صن داونز الجنوب أفريقي بطريقة مهينة، ضربةً قاضيةً لآمال تحسين سمعة المدرب التونسي لدى أنصار بلوزداد.
وخسر شباب بلوزداد، شهر إبريل الماضي، بنتيجة أربعة أهداف لهدف في مباراة الذهاب بالجزائر، قبل أن يخسر إيابًا في جنوب أفريقيا بنتيجة هدفين لهدف، وطالبت الجماهير آنذاك بتنحية المدرب التونسي من منطلق أنّه فشل في تحقيق الهدف المدوّن في عقده، وهو الوصول إلى الدور نصف النهائي للمسابقة الأفريقية على الأقل؛ لكن إدارة النادي فضّلت الإبقاء عليه بحجة الحفاظ على استقرار النادي.
ويُنتظر أن تعرف الساعات القليلة المقبلة صدور قرارات من إدارة شباب بلوزداد، التي لم تُصدِر أي بيان رسمي لحد الآن تضع به حدًّا نهائيًّا للجدل القائم حول مستقبل نبيل الكوكي مع الفريق، وسط غضب وترقب جماهيري كبيرين.