فضائح مدوية وأزمات تحكيمية هزت الدوريات العربية

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-09-27 18:26
-
آخر تعديل:
2023-09-27 19:36
لقطة من مباراة الأهلي وإنبي في الدوري المصري (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لا تخلو الدوريات العربية لكرة القدم، من فضائح الفساد التي باتت تنخر جسدها، وحدت من تطورها بشكل كبير لبلوغ مستوى الدوريات الأوروبية الكبرى، بالرغم من وجود المادة الخام ولاعبين متميزين ممن صنعوا ويصنعون أمجاد أندية "القارة العجوز" حاليًا في صورة المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز والمغربي أشرف حكيمي وغيرهم.

وفجرت تقارير فرنسية فضيحة من العيار الثقيل، بخصوص تورط الحكم الدولي التونسي السابق ورئيس لجنة التعيينات بالإدارة الوطنية للتحكيم التابعة للاتحاد التونسي، هشام قيراط، بشبهة التلاعب بنتائج مباريات الدوري التونسي الممتاز، في قضية تعود حيثياتها إلى عام 2019.

الفضيحة التي هزت أركان الكرة التونسية، هي بالطبع ليست الأولى من نوعها في البلاد ولا حتى في الوطن العربي، ولن تكون الأخيرة في حال عدم اتخاذ إجراءات حازمة لمجابهتها. 

في التقرير التالي من "winwin"، سنحاول رصد أكبر الفضائح التي هزت بعض الدوريات العربية في المواسم الأخيرة، سواء من خلال تورط المسؤولين والفاعلين في قضايا الرشوة والفساد وترتيب المباريات، فضلًا عن غياب النزاهة لدى الحكام في إدارة المواجهات.

اعترافات بترتيب المباريات في الدوري الجزائري

البداية من الدوري الجزائري للمحترفين الذي يشهد العديد من الفضائح على مدار السنوات الأخيرة، لعل أبرزها حادثة الحكم السابق منير بيطام، مع الرئيس الأسبق لرابطة الدوري، الراحل محفوظ قرباج.

حادثة بيطام وقرباج والتي أسالت الكثير من الحبر، تعود حيثياتها إلى عام 2014، حين وجه الحكم اتهامات خطيرة لرئيس لجنة التحكيم آنذاك خليل حموم ورئيس الرابطة، على أساس أن الأخير طلب منه العمل على إقصاء نادي شبيبة القبائل من منافسة كأس الجزائر أمام نادي شباب عين فكرون.

وأفضت التحقيقات التي أجرتها الجهات الوصية وقتها، أن بيطام لا يملك سوى رسالة نصية قصيرة "آس آم آس"، تلقاها من محافظ المباراة حسب تقارير إعلامية محلية، وبالتالي لم يتم الاستناد إليها وأغلقت القضية، بسبب عدم وجود دليل مادي ملموس على أقوال واتهامات بيطام.

قضية بيطام – وقرباج، ليست الوحيدة بل إن هناك أحداثًا مماثلة على غرار قرار لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الجزائري لكرة القدم "الفاف" بإقصاء رئيس اتحاد الشاوية، عبد المجيد ياحي، من ممارسة أي نشاط رياضي بسبب اعترافه بالتورط في فضيحة ترتيب نتائج مباريات البطولة المحترفة، قبل أن يعفو عنه الرئيس الأسبق خير الدين زطشي.

وعلى غرار ياحي، سُلِّطت العقوبة ذاتها على الرئيس السابق لاتحاد عنابة عبد الباسط زعيم الذي اعترف في تصريحات سابقة لقناة "الهداف" الجزائرية، بأنه صرف نحو 700 ألف دينار جزائري من أجل شراء وبيع مباريات البطولة المحلية، قبل أن تقاضيه الرابطة المحترفة التي تأسست كطرف مدني في القضية.

ومؤخرًا خلال الموسم الكروي 2019-20، تم تداول تسجيل صوتي منسوب لرئيس وفاق سطيف وقتها، فهد حلفاية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتفاوض من أجل ترتيب بعض المباريات فيما يخدم فريقه المنافس على اللقب، ما أفضى إلى ولوجه السجن رفقة أحد وكلاء اللاعبين قبل أن يُفرج عنهما.

أزمات تحكيمية ورشوة في الدوري المصري

في 3 مارس/ آذار من عام 2017، شهد الدوري المصري، أزمة كبرى بعد لمس أحمد سامي، مدافع المقاصة، للكرة بيده داخل منطقة الجزاء وعدم احتساب جريشة لركلة جزاء.

ما حدث في تلك المباراة، جعل الزمالك ينسحب من المباراة، ولا يستكمل المواجهة، ليتم احتساب نقاط المواجهة للفريق الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية في الوقت الحالي.

وتغاضى الحكم الدولي جهاد جريشة عن احتساب خطأ للزمالك، رغم أن الإعادة التلفزيونية أكدت أن أحمد سامي، مدافع المقاصة، لمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء بالدقيقة 66.

وأثار هذا القرار الذي اعتُبر غير موفق من الحكم ومثير للجدل، غضبًا عارمًا لدى رئيس النادي السابق، مرتضى منصور، حيث كان واضحًا تمامًا أن أحمد سامي لمس الكرة بيده، ورغم الاعتراض الشديد من لاعبي الزمالك، قرر الحكم جهاد جريشة تجاوز تلك الواقعة وعدم احتساب الركلة الجزاء.

مرتضى منصور، الذي غالبًا ما يطلق تصريحات نارية في حق الأهلي، سبق أن شكك في يناير/ كانون الثاني الماضي، بنتيجة مباراة سموحة والأهلي، حيث قال: "شاهدنا في مباراة الأهلي وسموحة مسرحية هزلية أو مسخرة، وهذه لم تكن أبدًا كرة القدم التي نعرفها".

وأضاف: "ما حدث في مباراة الأهلي شيء من اثنين، أما فرج عامر (رئيس سموحة) حصل على رشوة من محمود الخطيب (رئيس الأهلي) ويملك اتفاقًا مع الهاني سليمان (حارس سموحة)، أو جامايكا (اسم ساحر في فيلم مصري) كان له دور!"، قبل أن يوضح: "مهاجم سموحة الأفريقي بمجرد مشاركته اتصاب بسبب السحر، وأولادنا في الزمالك لم يتمكنوا من الرؤية في مباراة بيراميدز بسبب السحر، وكانوا يقطعون الكرة من بعض!".
 

كما سبق أن اعترف الراحل عادل هيكل، حارس الأهلى الأسبق، حصول بعض لاعبي الترسانة على "رشوة" من الراحل "عبده البقال"، لتفويت مباراة فريقهم ضد "المارد الأحمر" في بطولة كأس مصر عام 1966، والتي فاز بها الفريق الأهلاوي (1-0) وتوج بالبطولة، مؤكدًا أنه تم إيقاف 10 لاعبين من فريق "الشواكيش" بعد المباراة عقب اكتشاف المشير عبد الحكيم عامر رئيس اتحاد الكرة وقتها لتلك الواقعة.

وأثارت هذه التصريحات الكثير من الجدل في مصر وتعرض عادل هيكل للهجوم من نجوم الأهلي، ليخرج بعدها ويؤكد أن تصريحات الرشوة كلام فارغ وأن التصريحات قد حُرِّفت.

معجب الدوسري.. الاتحاد والأهلي 2003  

تعرض الحكم الدولي الراحل معجب الدوسري، للإيقاف عام 2003، بسبب ما تم وصفه بـ"التجاوز" في قراراته التحكيمية، خلال مباراة نهائي الدوري السعودي بين الاتحاد والأهلي، التي انتهت بفوز الاتحاد بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وتضرر وقتها الفريق الأهلاوي بسبب أخطاء الدوسري الفادحة.  

وحينها أصدر الأمير سلطان بن فهد، الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم في ذلك الوقت، قرارًا بإيقاف الدوسري لمدة 6 أشهر، على خلفية ما حدث، ثم بعدها امتدت مسيرة الدوسري لأكثر من 14 عامًا، داخل البساط الأخضر، قبل أن يتجه لاحقًا للعمل الإداري، والتحليل الكروي، قبل اعتزاله العمل الرياضي والتحكيمي بشكل نهائي، في آخر عامين قبل وفاته عام 2021.

شارك: