عبد الحق نوري

يا ليت الزمن لم يتوقف عند الدقيقة 72 من مباراة لم أتذكر منها سوى لحظات دخولي الملعب.. ويا ليت دقات قلبي لم تتوقف وأنا على بعد خطوات صغيرة من تحقيق حلمي، الحلم الذي حُطم في 10 ثوان وجعلني حبيس "غيبوبة" لا أستطيع الاستفاقة منها.

أنا اللاعب الشاب بريء الملامح، كنت أحلم دائما بمعانقة النجومية، صور على الجدران، أقمصة تباع في المتاجر، هتاف باسمي داخل وخارج الملاعب، تصدر "الإنستغرام" والتويتر".. حققت في زمن قصير، نعم كل هذه الأحلام تحققت! لكن متى؟ بعدما سلبت مني حياتي وبقيت أتنفس ببصيص أمل.

لطالما تمنيت أن أصبح نجما من نجوم "أرينا" وأتوج بالدوري مع فريقي الأم أياكس، حمل قميص منتخب بلادي المغرب.. لكن قدر الله وما شاء فعل، ربما هي فقط استراحة قصيرة فأنا لا أزال شابا في مقتبل العمر.. لا تحزنوا من أجلي فأنا بخير، أبي، أمي، إخوتي لا تبكون سأعود إليكم قريبا!

لن تصدقوا كم أنا سعيد بكمية الدعم والمساندة التي أتلقاها منكم، سعيد بكل أصدقائي وزملائي الذين اختاروا القميص رقم 34 تكريما لي، سعيد بالجماهير التي تتردد على منزلي كل يوم، سعيد بالدعاء الذي يصلني منكم.. رغم أنني لا أقوى عن الحركة لكن أشعر بحبكم.

كنت أتمنى لو كنت مستفيقا الآن وأنا أحكي لكم عن كل هذه التفاصيل التي قد تكون من الماضي، أحكي لكم عما حققته لليوم في عالم المستديرة، أحكي لكم عن الألقاب التي توجت بها، أحكي لكم عن إنجازاتي الشخصية.. كنت أتمنى لو كنت أنا المتحدث!

كان المغربي عبد الحق النوري قد تعرض لسكتة قلبية في المباراة الودية التي شارك فيها رفاق ناديه أياكس أمستردام الهولندي في النمسا، أمام فيردر بريمن الألماني، إذ سقط على الأرض مغشيا عليه في الدقيقة 72 من عمر المباراة، ولم ينتبه له الحكم إلا بعد مرور 10 ثوان، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى عبر "هليكوبتر".