طاهر محمد طاهر.. لا يوجد أخطر من رجل عاد من الموت
قاد طاهر محمد طاهر جناح النادي الأهلي، منتخب مصر للتعادل مع مضيفه كاب فيردي بهدف لمثله، في الجولة الخامسة من المجموعة الثالثة بالتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا المغرب 2025.
سجل اللاعب هدف "الفراعنة " الوحيد في الدقيقة 31، بعد مجهود فردي مميز، حيث تلقى تمريرة من محمد حمدي ليراوغ دفاعات كاب فيردي ويطلق تسديدة في الشباك، مساهمًا في محافظة المنتخب على سجله خاليًا من الهزائم في المباريات الرسمية بقيادة حسام حسن.
حسام حسن مدرب منتخب مصر استدعى عددًا كبيرًا من العناصر الجديدة، ويمكن اعتبار اللاعب أحدهم رغم تمثيله للفراعنة لدقائق معدودات من قبل -خارج ولاية حسام حسن- ليشارك لاعب الأهلي في مباراة اليوم ويقدم أداء مميزًا نال عليه ثناء الجميع، بعد فترة استثنائية له مع الفريق.
"لا يوجد أخطر من رجل عاد من الموت"، هو تعبير متداول، يشير إلى الشخص الذي تجاوز تجربة شديدة القسوة، مما يجعله شخصًا أشرس، وأقل خوفًا، وأقوى؛ لأنه لم يعد لديه ما يخسره، ولعل ذلك ينطبق على طاهر، بعدما كان قريبًا للغاية من رؤية مسيرته الكروية في الأهلي تنهار، قبل بضعة أشهر فقط.
دموع أحيت مسيرة طاهر محمد طاهر
قبل بداية الموسم الجاري لم يمانع الأهلي رحيل اللاعب على سبيل الإعارة بعد خروجه من حسابات كولر، ولم يكن كثيرون يتوقعون رؤية اسم طاهر محمد طاهر ضمن قائمة منتخب مصر تحت قيادة حسام حسن، خاصة مع تراجع مستواه وتضاؤل دوره في تشكيلة الأهلي. إلا أن اللاعب نجح في قلب التوقعات، واستعاد بريقه ليصبح عنصرًا مهمًا في قوام المنتخب الوطني، مستعدًا للمشاركة في استحقاقات دولية مهمة.
طاهر محمد طاهر استطاع تجاوز فترات صعبة مر بها خلال الأشهر الماضية ليعود إلى الواجهة بأداء لافت أهّله لتمثيل منتخب مصر في هذه المرحلة المفصلية، وبداية هذا التحول تعود إلى فبراير الماضي، حين التقطت الكاميرات دموع اللاعب في الدقائق الأخيرة من مباراة الأهلي وبلدية المحلة بالدوري، والتي انتهت بفوز فريقه بخماسية لهدف…دموع اللاعب جاءت تعبيرًا عن إحباطه من الغياب عن حسابات السويسري مارسيل كولر، مدرب الفريق آنذاك، رغم حسم المباراة مبكرًا.
تعرض طاهر محمد طاهر خلال تلك الفترة للعديد من الانتقادات، حتى إن البعض سخروا منه قائلين إنه لا يُجيد سوى التحدث بالفرنسية. بيد أن هذه الانتقادات لم تُثنِه عن مواصلة العمل، بل دفعته للعودة من نفق مظلم إلى الأضواء، ليمسي ركيزة أساسية في تشكيل الأهلي مؤخرًا، ويلعب دورًا بارزًا في تتويج فريقه بلقب كأس السوبر المصري.
اللاعب، البالغ من العمر 27 عامًا، يشغل مركز الجناح الأيمن، ومع تراجع مستوى بيرسي تاو واستمرار أزمات محمود عبد المنعم كهربا، بات الخيار الأول في تلك الجبهة، كما أصبح بديلًا لوسام أبو علي في تشكيل الأهلي، ليؤكد أهميته داخل المنظومة، ولا غنى عنه.
هذا الموسم، شارك اللاعب في 9 مباريات مع المنتخب والأهلي بمجموع 579 دقيقة، أحرز خلالها 6 أهداف وصنع هدفين آخرين، في أرقام تعكس عودته القوية، والتي استحق على إثرها ذلك الثناء الذي يناله، بعد أن كانت مسيرته مع الأهلي قريبة من الوصول للنهاية.