شبهة فساد تشوش على كوريا الجنوبية قبل مواجهة الأردن والعراق

يتواصل حديث الجماهير الكورية عن الإشكالية الحاصلة بخصوص تعيين هونغ ميونغ بو مدريًا فنيًا لمنتخب بلادها والذي يمر حاليًا في مرحلة حساسة تتمثل في خوضه لتصفيات آسيا من الدور الحاسم والمؤهل إلى كأس العالم 2026، وبالتحديد أمام الأردن والعراق.

وفي وقت يستعد فيه منتخب كوريا الجنوبية ليحل ضيفًا على الأردن الخميس المقبل، في الجولة الثالثة من تصفيات المونديال، لا يزال الحديث عن وجود "شبهة فساد" في تعيين مدرب كوريا الجنوبية هونغ ميونغ بو يتصدر عناوين الصحف هناك.

تفاصيل قصة شبهة الفساد

قامت لجنة الثقافة والرياضة والسياحة في كوريا الجنوبية الثلاثاء الماضي، باستجواب رئيس الاتحاد الكوري الجنوبية لكرة القدم تشونغ مونغ جيو والمدرب الجديد، بهدف الوقوف على حيثيات طريقة وآليه تعيين هونغ ميونغ بو مديرًا فنيًا للمنتخب خلفًا الألماني يورغن كلينسمان.

وكان الاتحاد الكوري الجنوبي قد اتخذ يوم 21 يونيو/ تموز الماضي قرارًا بتعيين هونغ ميونغ بو خلفاً لكلينسمان الذي تم إقالته في ضوء كأس آسيا التي أقيمت في قطر. وقام الاتحاد الكوري بتشكيل لجنة لدراسة ملفات خمسة مدربين تم تقليصهم فيما بعد إلى 3 مدربين، قبل أن يقوم رئيس الاتحاد بتعيين هونغ بو.

منتخب الأردن ينتظر التعمري والعرب.. وتدريب فردي للنعيمات

اقرأ المزيد

وأصدرت وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الأربعاء الماضي بيانًا قالت فيه إن اتحاد كرة القدم الكوري الدنوبي انتهك القواعد الداخلية مرارًا وتكرارًا عندما عين هونغ ميونغ بو وخليفته يورغن كلينسمان كمدربين رئيسيين للمنتخب.

وجاءت هذه الاتهامات، بعد النتائج الأولية لمراجعة الوزارة للاتحاد وبعد أشهر من الجدل بشأن تعيين هونغ بو، وسط اتهامات بأنه تم تعيينه في المنصب في يوليو/ تموز الماضي دون الخضوع لنفس عملية التدقيق مثل المرشحين الأجانب الآخرين.

وقال تشوي هيون جون، المفتش العام بوزارة الثقافة، خلال مؤتمر صحفي في سيول: "أوصى المدير الفني لاتحاد كرة القدم الكوري لي ليم سينغ، الذي يفتقر إلى السلطة اللازمة، بالمرشح النهائي لقيادة المنتخب، وعلاوة على ذلك، لم تكن عملية المقابلة شفافة وعادلة".

وأكدت الوزارة في بيانها أنه تم الاجتماع مع المدرب بو في منزله، ولم يكن هناك ورقة أسئلة معدة أو أي مراقبين حاضرين وخلال هذا الاجتماع، وتم العرض على بو قبول المنصب مباشرة، وهذا ما لم يحدث مع المرشحين الآخرين لذات المنصب مما اعتبر مخالفة فيها شبهة فساد.

وقال تشوي: "تجاوز رئيس الاتحاد الكوري لكرة القدم تشونغ مونغ جيو سلطته بإجراء مقابلة مع كلينسمان ومرشح آخر في المراحل النهائية من عملية التوظيف، وهي مسؤولية كان ينبغي أن يتحملها أعضاء اللجنة، ثم كرر نفس الشيء بتعيين المدرب الجديد".

وأوضح: "يجب أن يكون المنتخب الوطني مصدر فخر لشعب كوريا عندما يتعلق الأمر باختيار مدرب للمنتخب لكرة القدم والذي يحظى باهتمام كبير وحب من الجمهور، يجب أن تكون العملية عادلة وتنفذ بمسؤولية منذ البداية".

ورغم أن هذه العيوب الإجرائية في تعيين المدرب لا تبطل عقد اتحاد كرة القدم الكوري لكن الوزارة دعت الاتحاد إلى اتخاذ قرار خاص على أساس الرأي العام والحس السليم والعدالة؛ وتم إمهال الاتحاد الكوري الجنوبي حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري لتحديد مصيره خلال المرحلة المقبلة، بعد مواجهة الأردن.

تشويش على فكر المدرب قبل مواجهة الأردن

وقد تؤثر هذه القضية على مدرب كوريا الجنوبية و"تشوش" على أفكاره وتفقده التركيز، قبل أيام من خوض مواجهتين مهمتين أمام الأردن الخميس، المقبل ثم أمام العراق يوم 15 من الشهر الجاري.

وقد تصب القضية في صالح منتخبي الأردن والعراق لاستثمارها لأن هذه القضية لا بد أنها ستشغل فكر المدرب الكوري كثيرًا، حيث لا يعرف مصيره إذا كان سيتسمر بمهمته أم يتم فسخ عقده.

ويتصدر منتخب الأردن ترتيب المجموعة الثانية بتصفيات المونديال بـ 4 نقاط متقدمًا على كوريا الجنوبية والعراق بفارق الأهداف فقط، يليهما الكويت بنقطتين وفلسطين بنقطة واحدة وأخيرًا سلطنة عُمان بدون أي نقطة.