شايبي وعمورة يقلبان الموازين ويمنحان الخضر قوة هجومية ضاربة
حقق المنتخب الجزائري فوزًا مهمًا خارج أرضه على حساب موزمبيق بنتيجة 0-2، في مباراة أقيمت على ملعب "زيمبيتو" بالعاصمة مابوتو، لحساب الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2026، ليحكم الخضر قبضتهم على صدارة المجموعة السابعة بالعلامة الكاملة.
وشهدت المواجهة تقلبات تكتيكية عديدة، منذ الوهلة الأولى لأسباب اضطرارية قاهرة، أصبحت بعد ذلك نعمة على المدرب جمال بلماضي، الذي استغل جميع أسلحته وأصاب المنتخب الموزمبيقي في مقتل، خلال شوط المباراة الثاني.
خسر الخضر خدمات المدافع المحوري عيسى ماندي عند الدقيقة (14)، بسبب إصابة في الكاحل، ليحل مكانه محمد أمين توغاي، وما هي إلا دقائق قليلة حتى تعرض قلب الهجوم إسلام سليماني لإصابة عضلية، اضطرته لمغادرة أرض الملعب في الدقيقة (17)، ليحل محله المهاجم السريع محمد أمين عمورة.
دخول عمورة حرّك هجوم الخضر واضطر بلماضي إلى تغيير أدوار بعض اللاعبين، حيث منح لاعب سانت جيلواز البلجيكي الحرية في التحرك بالخط الأمامي، وهذا ما أقلق وأزعج كثيرًا دفاعات موزمبيق، كما كان قريبًا جدًا من تسجيل هدف التقدم بعد دقائق من دخوله.
في الشوط الثاني، أعاد بلماضي ترتيب الصفوف، وقام بتغيير مهم في مناصب اللاعبين، حيث كلف عمورة بشغل مركز الجناح الأيسر، وبعث بفارس شايبي ليكون قلب هجوم وهميًّا، هذا السيناريو كان الأمثل لمحاربي الصحراء، وكان أفضل سلاح لتجاوز دفاع موزمبيق الذي بدا قويًّا في الشوط الأول.
نجح عمورة في قيادة هجمة سريعة في الدقيقة (69) قبل أن يدخل منطقة الجزاء، ويرسل تسديدة قوية ردتها العارضة، لترتد أمام أقدام شايبي الذي كان هادئًا وعرف كيف يسكن الكرة في الشباك، مهديًا التقدم لفريقه بطريقة رائعة وفي وقت مناسب للغاية.
استمر شايبي في قيادة هجوم الخضر، قبل أن ينتقل إلى مركز الجناح الأيسر مقابل عودة عمورة إلى منصب المهاجم الوهمي، هذا التغيير زاد كثيرًا من قوة المنتخب الجزائري، ليستغل عمورة مرة أخرى سرعته وذكاءه، ويفتك كرة من مدافع موزمبيق، ليهدي بعدها كرة على طبق لزميله البديل رامز زروقي، الذي لم يتردد في تسجيل الهدف الثاني عند الدقيقة (80).
هدف زروقي قتل المباراة وأهدى الخضر ثلاث نقاط ثمينة، بينما يكون بلماضي قد اقتنع بأن مكان عمورة في التشكيلة الأساسية أصبح لا نقاش فيه، وهو الحال ذاته بالنسبة لشايبي، الذي أظهر نجاعة أكبر وحسًا تهديفيًّا عندما شارك في منصبه الأصلي خلال الشوط الثاني كجناح أو مهاجم وهمي، وهو الدور الذي يشغله في ناديه أينتراخت فرانكفورت الألماني.
قبل أقل من شهرين عن انطلاق نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023 بكوت ديفوار، يبدو أن بلماضي قد وجد التوليفة الهجومية المناسبة لمحو الصورة السيئة التي ظهر بها المنتخب في "كان 2021" بالكاميرون، حيث سيكون لشايبي وعمورة شأن كبير في قيادة الآلة الهجومية لـمحاربي الصحراء، من أجل استرجاع كبريائهم والبحث عن النجمة الثالثة على الأراضي الإيفوارية.