تحليل | بيتكوفيتش نجح في تغيير خطة لعب الخضر ونسي أهم شيء!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-11-14
من مباراة غينيا الاستوائية والجزائر بتصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 (faf)
بلال نجاري
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حافظ المنتخب الجزائري بقيادة المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش على سجله خاليًا من الهزائم في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، بتعادله سلبيًّا أمام مضيفه غينيا الاستوائية في مالابو، لحساب الجولة الخامسة، في مباراة كانت نتيجتها شكلية بحكم التأهل المسبق لكلا المنتخبين.

كان الشوط الأول للنسيان، وشبيهًا بذلك الذي كان في مباراة الذهاب بين المنتخبين في وهران قبل شهرين، حيث فشل المنتخب الجزائري في إيجاد المساحات للوصول إلى منطقة الخصم، فغابت الفرص التهديفية بشكل كلي، مع تفوق طفيف في الاستحواذ على الكرة، وكان ذلك في وسط الملعب وفي الدفاع معظم الوقت.

دخل بيتكوفيتش المواجهة بخطة مغايرة للتي اعتاد عليها منذ وصوله إلى الخضر، حيث فضل اللعب برسم 3-4-3 الذي لعب به مرة واحدة فقط من البداية، وعدة مرات خلال الأشواط الثانية، وحاول من خلال هذا التغيير تكثيف الحضور الدفاعي، ومحاولة إيجاد التوازن في وسط الملعب، في ظل غياب لاعبين أساسيين مهمين، في صورة إسماعيل بن ناصر وهشام بوداوي المتألق في مباراتي توغو الماضيتين.

لكن إشراك المدرب السويسري لرياض محرز وسعيد بن رحمة في مركزي الجناحين، ومنح قصير القامة محمد الأمين عمورة دور المهاجم الصريح، لم يكن موفقًا تمامًا بحكم طبيعة المنتخب الخصم، الذي كان يتكتل في خطه الخلفي بدفاع متأخر عند فقدان الكرة، ما قلل المساحات أمام لاعبي الخضر، كما أن وجود محرز وبن رحمة غلق الرواقين على ريان آيت نوري ومحمد فارسي، فلم نرهما يصعدان للأمام كثيرًا إلا نادرًا.

حاول بيتكوفيتش تعديل الأوتار في الشوط الثاني، بينما اضطر لإخراج رامي بن سبعيني بسبب معاناته من إصابة، وإشراك محمد الأمين مداني بدلًا عنه، ذلك التغيير لم يكن له الأثر الكبير، بسبب تواضع مهاجمي غينيا الاستوائية، واعتمادهم على التسديد من بعيد في أغلب الأحيان، لذلك لم تصل كرات كثيرة للحارس ألكسندر أوكيدجا، الذي أنقذ مرماه من هدف محقق في نهاية الشوط الأول بتدخل رائع.

بن رحمة ومحرز أفقدا منتخب الخضر توازنه وتألق لافت من زروقي

ارتكز لعب المنتخب الجزائري خلال الشوط الأول على الجهة اليسرى، لكن بن رحمة لم يكتشف نفسه مرة أخرى، وأهدر كرات عديدة، وحاول في بعض المرات لعب دور المهاجم الوهمي وترك مكانه لعمورة، لكن ذلك لم تكن له نتيجة إلى غاية خروجه في الدقيقة (75) وترك مكانه لأمين غويري، الأخير تحرك كثيرًا وكان قريبًا من صنع هدف لزروقي في اللحظات الأخيرة.

لم يكن لمحرز أثر في المباراة، وأرقامه تعكس ذلك، حيث سدد مرة واحدة على المرمى كانت في الدقيقة (50)، وكرته لم تشكل خطرًا على حارس الخصم، كما صنع هجمة واعدة واحدة، كانت في الدقيقة (59)، حين مرّر لبن رحمة في الجهة اليسرى، الأخير رفع رأسه داخل منطقة الجزاء، فوجد ثلاثة من زملائه، فقام بتوزيعة للقائم الثاني، لكن كرته افتقدت لكثير من التركيز، مهدرًا فرصة كبيرة للتهديف.

وعلى عكس محرز وبن رحمة، قدم لاعب الارتكاز رامز زروقي مباراة كبيرة وكان أفضل عنصر فوق الملعب، بفضل تدخلاته الناجحة واسترجاعه عددًا كبيرًا من الكرات من لاعبي الخصم، فكان النقطة المضيئة في تشكيلة بيتكوفيتش، ورد على المنتقدين مرة أخرى بطريقته، كما نجح في تغطية الأخطاء التي وقع فيها زميله آدم زرقان، الذي لم يستغل فرصة مشاركته أساسيًّا للمرة الثانية، ليضع مستقبله مع الخضر على المحك.

منظومة دفاعية صلبة

اللافت للانتباه في مباريات المنتخب الجزائري تحت قيادة بيتكوفيتش هو الصلابة الدفاعية، والتي ظهرت في مباراة اليوم، رغم الظروف الصعبة والتغيير الاضطراري بين الشوطين، فأوكيدجا قدم مردودًا جيدًا رغم ابتعاده طويلًا عن المنتخب، بينما نجح مداني مرة أخرى في إثبات قدرته على تعويض أي مدافع، لتتواصل أرقام الدفاع الجيدة، حيث تلقى هدفًا واحدًا في آخر 5 مباريات.

أثبت عيسى ماندي مرة أخرى أنه يكون أكثر راحة عندما يلعب بدفاع ثلاثي إلى جانب توغاي وبن سبعيني أو مداني، فقدم مباراة من دون أخطاء تقريبًا، وكان خروجه بالكرة سلسًا، وتدخلاته كانت موفقة، بفضل التغطية التي حظي بها في كل مرة من توغاي، وحتى من فارسي بالقرب من خط التماس.

بيتكوفيتش نسي الشيء الأهم ضد غينيا الاستوائية!

قدّم الخضر مباراة مقبولة جدًّا من الناحية الدفاعية، ومتوسطة في التحكم بالكرة والاستحواذ على وسط الملعب، لكن التنشيط الهجومي كان غائبًا بشكل شبه كلي، خاصة في الشوط الأول، حيث غابت الفرص "مثل العادة"، منذ قدوم بيتكوفيتش الذي تعود على صنع الفارق عادة في الشوط الثاني، بفضل قراءته التكتيكية المتميزة.

خلال الشوط الثاني أمام غينيا الاستوائية، لم يختلف الوضع كثيرًا عن سابقه، وكأن بيتكوفيتش لم يضغط على لاعبيه من أجل هز الشباك، فتواصل غياب الفرص المحققة، وأكثر دليل على ذلك التسديد 3 مرات فقط، مرتين منها بين الخشبات الثلاث، ما يدل على أن المدرب السويسري نسي أمرًا مهمًّا في المباراة، وهو تسجيل الأهداف، التي هي ما يحصد بها نقاط المباريات.

شارك: