سعود عبد الحميد في روما.. تهديدات خطيرة وفرص كبيرة للنجاح

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-08-27
سعود عبد الحميد يحمل آمال السعوديين لتغيير نظرتهم عن الاحتراف في أوروبا (X/FIFA)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

مثّل انتقال سعود عبد الحميد ظهير نادي الهلال إلى روما الإيطالي، أحد أبرز مفاجآت فترة الانتقالات الصيفية الحالية، ليس من باب الشك في المخزون الفني الكبير للاعب، الذي يعدّ أحد أبرز أبناء جيله في الكرة السعودية، وإنّما للتحديات والتهديدات الجسيمة التي تنتظره في مغامرة احترافية، هي الأولى على الإطلاق للاعب سعودي في ربوع الـ"الكالتشيو".

ولفت الظهير الأيمن للهلال الأنظار في الموسم الماضي، بعد أن أسهم بفاعلية في اكتساح فريقه الأخضر واليابس محليًّا، بتتويجه بثلاثية دوري روشن وكأس خادم الحرمين الشريفين وكأس السوبر، ليكون الجزاءُ على كل ما تقدّم، عرضًا إيطاليًّا فخمًا من "ذئاب العاصمة".

وسافر سعود عبد الحميد صاحب الـ25 عامًا أمس الإثنين إلى روما، على متن رحلة انطلقت من مطار الملك خالد الدولي، بغرض إجراء الفحوص الطبية قبل أن يعلن الهلال اليوم انتقاله إلى نادي روما، في صفقة كلفت إدارة الـ"جالوروسي" مبلغًا قدّرته تقارير صحفية موثوقة بـ2.5 مليون يورو، علاوة على نصف مليون يورو كحوافز ومتغيرات، مرتبطة بالإنجازات والمردود.

صفقة من العيار الثقيل، ستضع الدولي السعودي أمام محك حقيقي في تجربته الاحترافية الأولى، التي سيكون فيها الفاصل بين النجاح والفشل خيطًا رفيعًا، حيث سيواجه العديد من التحديات والتهديدات الخطيرة، وفي المقابل ستكون هناك عوامل أخرى تساعده على النجاح.

سعود عبد الحميد "يحارب" إرثًا سعوديًّا محبطًا

باستثناء كونه صاحب التجربة الأولى في الكرة الإيطالية كلاعب سعودي، فإنّ ظهير الهلال الطائر، الذي من المنتظر أن يرتدي القميص رقم 12 مع الـ"رومانيستا"، يصطدم بإرث محبط يختزن داخله عددًا من التجارب المحبطة لبني جلدته مع الاحتراف في دوريات القارة العجوز، انطلاقًا من فهد الغشيان وصولاً إلى سالم الدوسري، نجمي الهلال سابقًا وحاليًّا.

ولاستيعاب الدرس والتخطيط لمصير مختلف، سيكون على سعود عبد الحميد التفكير مليًّا في تجارب أسلافه للاستفادة من دروسهم، التي كان القاسم المشترك بينها غياب الصبر والعجز عن مجاراة متطلبات الاحتراف الخارجي.

فهد الغشيان (ألكمار الهولندي عام 1998) سامي الجابر وهو أول سعودي يلعب في إنجلترا (وولفرهامبتون عام 2000)، أسامة هوساوي (أندرلخت البلجيكي موسم 2012-2013)، صالح الشهري وعبد الله عطيف وسعيد المولد (بيرامار ولوليتانو وفارينسي البرتغاليان تواليًا)، بالإضافة إلى "بعثة" عام 2018 إلى الليغا الإسبانية، التي كان أبرز من مثّلها، فهد المولد (ليفانتي) وسالم الدوسري (فياريال)، يحيى الشهري (ليغانيس)، عبدالله الحمدان (سبورتينغ خيخون) وغيرهم.. هؤلاء جميعهم غيض من فيض أسماء سعودية عديدة، دخلت أوروبا قبل أن تغادرها سريعًا من دون ترك بصمة مميزة.

ومن أولى الدروس التي يجب على سعود عبد الحميد استيعابها، فقدان الحنين إلى "الوضعية الملكية" للاعب السعودي، الذي ينعم بالراتب الضخم والحوافز المالية الخيالية والسيارات الفارهة، حتى يتمكن من فرض نفسه بألوان روما، وهو التحدي الذي يتطلب تضحيات هائلة واحتياطيًا كبيرًا من العزيمة والإصرار لإكمال المشوار، ولعلّ في مشوار النجم المصري محمد صلاح، الذي مرّ بامتحان "الأولمبيكو"، الدرس الشافي لعبد الحميد، وغيره ممّن يستهدفون التألق في "قارة كبار الكرة".وبجانب إرث أسلافه غير المشجع في ملاعب أوروبا، سيكون "نجم الأخضر" أمام تحدي مواجهة بيئة نادي روما المتطلبة جدًّا، لا سيما على مستوى الضغوط الجماهيرية، من دون إغفال "داء العنصرية" الذي قد يمتحن الظهير السعودي على أساس عرقه العربي ولونه الأسمر، في أي زمان ومكان في إيطاليا.

بقعة ضوء وجب استثمارها

سرد العراقيل التي قد تعترض سعود عبد الحميد في تجربته "البِكر" مع الكرة الأوروبية، وفوق بساط مَهيب كـالدوري الإيطالي، لا يعني رمي المنديل أو التسليم لإخفاقات الأسلاف، لأنّ هذه المغامرة لنجم الهلال تحمل بدورها بقعة ضوء مهمة، قد تساعده على رسم مسيرة كروية خالدة في "الأولمبيكو"، وربما إلى أبعد منه لاحقًا.

من أهم بقع الضوء، مركز اللاعب نفسه كظهير، وهو الذي سيسمح له بالبقاء نسبيًّا بعيدًا عن مرمى الانتقاد المباشر، على عكس عديد المراكز الأخرى في الملعب، ومنها رأس الحربة أو صانع الألعاب أو حارس المرمى أو قلبي الدفاع مثلًا، بالمقابل سيتمّ تسليط الضوء عليه مع كل إسهام مميز يقوم به دفاعًا أو هجومًا.

من المحفزات الأخرى، التي يمكن أن يستفيد بها سعود عبد الحميد، تجربة مواطنه وقائد النصر السابق، حسين عبد الغني (ظهير أيسر) مع الاحتراف، والتي كانت للمفارقة أيضًا أهم تجربة للاعب سعودي استقر في دوري أوروبي، وذلك في فترة انتقاله إلى نيوشاتل السويسري عام 2008 بعقد لمدة 3 مواسم، وقدّم فيها نفسه بشكل إيجابي، علاوة على تجربة أخرى في الدوري البلغاري.

ومن العوامل والفرص التي تمهد لنجاح سعود عبد الحميد في تجربته الاحترافية في أوروبا مع نادي روما، أن اللاعب حظي بالفرصة للتدرب واللعب في الهلال مع مجموعة من النجوم الذين سبق لهم التألق في أوروبا، كما احتك بمجموعة أخرى من أبرز النجوم القادمين من القارة العجوز، خلال منافسات الموسم الماضي من الدوري السعودي.

وعلى الرغم من أنّ الفوارق شاسعة بين تجربتي عبد الغني وعبد الحميد، على اعتبار الاختلاف الكبير بين قيمة الدوري الإيطالي من جهة والسويسري والبلغاري من جهة أخرى، غير أنّها تبقى تجربة مشجّعة وجديرة بالاستفادة.

وللإشارة، فإنّ سعود عبد الحميد كان قد انضمّ للهلال عبر صفقة انتقال حر، خلال الميركاتو الشتوي عام 2022، وتحصل على 6 ألقاب بقميص "الزعيم الأزرق"، هي الدوري السعودي مرتين، كأس السوبر السعودي مرتين، وكأس الملك مرتين، إضافة إلى تحقيق وصافة مونديال الأندية في عام 2022.

شارك: