ريال مدريد وبايرن ميونخ.. حقائق تاريخية تزين كلاسيكو أوروبا
تتجه الأنظار ليلة اليوم الثلاثاء إلى ملعب أليانز أرينا، الذي سيحتضن قمة ريال مدريد وبايرن ميونخ في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم 2023-24، في "الكلاسيكو الأوروبي" الأكثر تكرارًا في المسابقة القاريّة الأم.
ويضع ريال مدريد نصب عينيه تحقيق ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ولكن من أجل تحقيق مبتغاه سيكون عليه العودة بنتيجة إيجابية من عقر دار "الوحش الأسود" بايرن ميونخ الذي يطمح لإنقاذ موسمه من بوابة المسابقة الأوروبية بعد خسارته لقب الدوري الألماني.
تفوق "الميرينغي" وإقالة أنشيلوتي!
رغم الحذر الذي يبديه النادي الملكي تجاه عملاق بافاريا، الأكثر فوزًا على الملكي من خارج إسبانيا (11 مرّة)، إلا أن الأرقام التاريخية تشير إلى تفوق الميرينغي على منافسه 12 مرة خلال 26 مواجهة، وفي العقد الماضي، كان واضحًا تفوّق ريال على بايرن.
أطاح ريال مدريد، حامل الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالمسابقة القارية (14 مرة)، ببايرن في كل من المواجهات الثلاثة الأخيرة، خلال نصف النهائي عامي 2014 و2018، وفي ربع النهائي في عام 2017. وفي كل مرّة واصل نادي العاصمة مدريد طريقه بنجاح ليرفع الكأس الغالية.
وفي عام 2017 كان أنشيلوتي يشرف على بايرن، عندما أطاحت ثلاثية نجم ريال السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو على ملعب سانتياغو بيرنابيو بالبافاري بعد التمديد، بعدما انتهى الوقت الأصلي بتقدم بايرن 2-1 ليتعادل الفريقان بمجموع المباراتين، قبل أن يخرج النادي الألماني خاسرًا 2-4 (فاز ريال 2-1 ذهابًا.
خلال تلك الأمسية من مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ انتقد أنشيلوتي التحكيم الذي اعتبره سيئًا بسبب قرار الطرد الذي اتخذه الحكم بحق لاعب خط الوسط التشيلي أرتورو فيدال، وعدم احتساب حالة تسلل على الهداف رونالدو.
ودفع أنشليوتي غاليًا ثمن هذه الخسارة، إذ أقيل من منصبه بعد بضعة أشهر، فيما ستكون عودته إلى ملعب "أليانز أرينا" فرصة للمدرّب الأكثر تتويجًا بلقب المسابقة مع 4 ألقاب (ميلان 2003 و2007 وريال 2014 و2022) للثأر من فريقه السابق.
لم يفز بايرن، المتوج بدوري أبطال أوروبا ست مرات، بالكأس سوى مرة واحدة منذ تتويجه الأخير على حساب مواطنه بوروسيا دورتموند عام 2013 في ويمبلي (على باريس سان جيرمان 1-0 في نهائي 2020). وعلى النقيض من ذلك، توّج "الميرينغي" باللقب خمس مرات في تلك الفترة. ويدرك بايرن جيدًا مدى حاجته للمس المجد في دوري أبطال أوروبا لتجنب موسم مخيب للآمال.
نكهة إنجليزية في قمة ريال مدريد وبايرن ميونخ
وتحمل موقعة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين عملاقي "القارة العجوز" نكهة إنجليزية بوجود هاري كين في صفوف "البافاري" وزميله في منتخب "الأسود الثلاثة" جود بيلينغهام في الجهة المقابلة.
وتأتي المواجهة بين كين وبيلينغهام اللذين يخوضان موسمهما الأول في بايرن وريال، قبل أقل من شهرين على خوضهما معًا نهائيات كأس أوروبا المقررة في ألمانيا والتي تنطلق من ملعب "أليانز أرينا" في 14 يونيو/ حزيران حين يفتتح البلد المضيف البطولة بمواجهة إسكتلندا.
بين لاعب شاب لم يتجاوز العشرين ربيعًا وآخر خبير يبلغ من العمر 30 عامًا، اختبر بيلينغهام وكين مسارين مختلفين خلال مسيرتيهما الكروية لكنهما يتشاركان الآن ميزة أنهما الركيزتان الأساسيتان في فريقيهما ريال مدريد وبايرن ميونخ.
وفي مشوار مخيّب تنازل فيه عن لقب الدوري المحلي بعدما احتكره طيلة 11 عامًا وأسفر عن اتخاذ قرار الانفصال عن المدرب توماس توخيل الصيف المقبل، يعتبر كين الشعلة المضيئة الوحيدة لبايرن هذا الموسم بعدما سجل 35 هدفًا خلال 31 مباراة في "بوندسليغا" و42 خلال 42 مباراة ضمن جميع المسابقات، منها 7 في دوري الأبطال.
وفي المقابل بعد أقل من عام على مغادرته ألمانيا؛ حيث كان يدافع عن ألوان بوروسيا دورتموند، انضم بيلينغهام إلى كين بنادي لاعبي النخبة في القارة العجوز والعالم، مسجلًا 17 هدفًا خلال 25 مباراة خاضها في الدوري؛ حيث يسير ريال بثبات للفوز باللقب، و21 في 36 مباراة ضمن جميع المسابقات.
وبانتظار أن تجتمع قوتهما الضاربة الصيف المقبل في كأس أوروبا، سيتقارع بيلينغهام وكين في معركة ريال مدريد وبايرن ميونخ من أجل منح فريقيهما بطاقة العبور إلى النهائي الذي يقام في معقل إنجلترا ملعب "ويمبلي" في لندن، ولم يسبق للاعبين أن تواجها في السابق لكنهما لعبا جنبًا إلى جنب في 22 مباراة، وخسرا أربع مواجهات منها فقط.