ريال مدريد قبل الكلاسيكو.. وسط مدجج بالحلول وترقب لبيلينغهام
يحلّ ريال مدريد ضيفًا على غريمه برشلونة في مواجهة مثيرة وكلاسيكو جديد يجمع بين الفريقين، وهي المواجهة التي تأتي ضمن مباريات الجولة الحادية عشرة من الدوري الإسباني، الذي يتصدره "الميرينغي" بالمشاركة مع مفاجأة الليغا السعيدة حتى الآن، جيرونا.
استقبل الريال أخبارًا سعيدة تدعو جماهيره للتفاؤل، وذلك بعدما انتصر فريقه لكرة السلة في مباراة مثيرة على برشلونة في الدوري الأوروبي بنتيجة 65-64 في كلاسيكو من نوع آخر.
ويخوض ريال مدريد الكلاسيكو وهو في صدارة الترتيب رفقة جيرونا بـ25 نقطة لكل فريق، ويأمل أن تنتهي الجولة وهو ما يزال في الصدارة على صعوبة الأمر، فجيرونا يبدو في طريق مفتوح للانتصار الليلة على أرضه على سيلتا فيغو، بينما لن تكون مهمة الفريق الأبيض سهلة في هزم غريمه الكتالوني على أرضه ووسط جماهيره.
هزيمة الريال الوحيدة جاءت على يد أتلتيكو مدريد وسط بحر من الانتصارات السهلة والصعبة، فيما جاء التعادل الأخير أمام إشبيلية في رامون سانشيز بيثخوان بمثابة دعوة لكل المطاردين لفرض مزيد من الضغط على النادي العاصمي.
الريال يمتلك أقوى خط دفاع في المسابقة حتى الآن، بعدما تلقت شباكه 7 أهداف، لكنّ هجومه يحتل المركز الرابع من حيث القوة بعدما سجّل 21 هدفًا خلف جيرونا صاحب الصدارة بـ24 هدفًا وأتلتيكو مدريد بـ23 وبرشلونة بـ22.
كيف يلعب ريال مدريد؟
لم تتغير طريقة لعب ريال مدريد كثيرًا في هذا الموسم، فقط تغيرت من حيث العناصر. أنشيلوتي وجد موسمه يبدأ دون كريم بنزيما لذلك استغنى عن دور رأس الحربة ليلعب بطريقة 4/4/2 دايموند "الماسة" بوجود جود بيلينغهام كصانع ألعاب رقم 10 أمام ثلاثي وسط وخلف كلٍ من رودريغو وفينيسيوس جونيور، اللذين ينالا الحرية الكاملة في التحرك في أرجاء الملعب سواء في العمق أو على الطرفين.
بيلينغهام نفسه ربما يتمتع بحرية أكبر من البرازيليين، إذ أطلق أنشيلوتي يديه تمامًا في مسألة الدخول لمنطقة الجزاء ومفاجأة الخصوم بتحركات غير متوقعة للداخل للوصول للكرات العرضية أو حتى لمتابعة رأسيات زملائه، كما حدث مثلًا في هدفه أمام سيلتا فيغو.
تحركات بيلينغهام غير المتوقعة صارت معروفة؛ لكن ما زالت صعبة الإيقاف خاصة أنّ النجم الإنجليزي ما زال يغيّر كثيرًا من تمركزه عبر بدء الهجمة من خارج المنطقة أو حتى من خلال لعب الكثير من الكرات "واحد اثنين" مع زملائه لمساعدته على اختراق منطقة الجزاء.
ومع إصابة فينيسيوس جونيور جاء وقت المهاجم خوسيلو الذي منح بيلينغهام الفرصة للتنفس أكثر وعدم حفظ تمركزاته، كما أنّ المهاجم الإسباني كان خير معين للفريق في مبارياته داخل ملعب سانتياغو بيرنابيو الذي يحتفظ فيه برقم لافت جدًا بعدما سجل فيه خلال كل مبارياته المحلية بقميص ريال مدريد.
لكن مع عودة فينيسيوس، عاد خوسيلو لدكة الاحتياط وأصبح واضحًا أن خط هجوم ريال مدريد الأساسي يتمحور حول الثنائي البرازيلي والدولي الإنجليزي مع مساعدات الدكة من المهاجم الإسباني، وكذلك مشاركات خجولة من براهيم دياز.
وسط قوي
ريال مدريد يعوّل بشكل أساسي على خط وسطه الذي يمتلك فيه الكثير من العناصر ذات الجودة الفنية والبدنية العالية.
صحيح أنّ عددًا أقل يمتلك كليهما معًا إلا أنّ أنشيلوتي حتى الآن يجيد استخدام كل عنصر في المباراة المناسبة، فلوكا مودريتش يدخل لمنح ريال مدريد السيطرة، بينما لن يتوقف فيديريكو فالفيردي وإدواردو كامافينغا عن الركض خلف كل شيء يتحرك داخل الملعب.
خط الوسط هو الخط الوحيد الذي يمتلك فيه ريال مدريد وفرة عددية كبيرة حتى إنه يستأثر بأكثر من نصف تبديلات الفريق في كل مباراة، بل إن عناصره يتم اللجوء إليها لسد فراغات مراكز أخرى كما يحدث من أنشيلوتي كثيرًا تجاه كامافينغا والاستعانة به في مركز الظهير الأيسر، وكذلك الاستعانة بفالفيردي كجناح أيمن أحيانًا، إلى جانب إشراك المدير الفني الإيطالي لتشواميني في مركز قلب الدفاع لسد العجز أحيانًا.
ورغم المجهودات البدنية الكبيرة وسيطرة وسط ريال مدريد على المباريات أحيانًا إلا أنه من الملاحظ أن بعض المباريات لم يعد فيها أنشيلوتي يلجأ لخيار الاعتماد على الاحتفاظ بالكرة كثيرًا حتى لو ترتب على ذلك احتفاظ أكبر للمنافسين بالكرة، كما حدث في مباراة سبورتينغ براغا مثلًا، التي فشل فيها وسط الريال في استعادة السيطرة على سير اللعب عقب تلقيه هدفًا، أو حتى أمام نابولي في بداية الشوط الثاني الذي تحول لجحيم لمدة 20 دقيقة على دفاعات الريال دون أي قدرة من خط الوسط على إيقاف المد الهجومي.
كما أن قدرة وسط ريال مدريد على استعادة الكرة بسرعة لا تتمتع بالكفاءة الكاملة، فالضغط ليس بالشراسة الكافية، وإستراتيجية أنشيلوتي بشكل عام لا تسعى لذلك كثيرًا رغم عواقبها في بعض الأحيان من فقدان للسيطرة. ورغم ذلك إلا أن وسط ريال مدريد ما يزال قادرًا على فعل نفس الأمر في الاتجاه المعاكس، فهو ما زال قادرًا على اللعب بكفاءة شديدة في أثناء الصعود بالكرة تحت الضغط وعدم التأثر كثيرًا بهذا الأمر إلا في مرات نادرة.
نقائص معتادة
لا توجد شكوك حول موقف لاعبي ريال مدريد في الكلاسيكو. بيلينغهام تلقى ضربة في مباراة براغا؛ لكنه سيخوض المواجهة دون مشاكل.
على جانب آخر، تتمثل غيابات الفريق في الأسماء المعتادة منذ بدايات الموسم، انطلاقاً من حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا مرورًا بقلب الدفاع البرازيلي إيدر ميليتاو ونهاية بالرجل التركي الذي طال انتظاره أردا غولر.
التشكيل المتوقع لريال مدريد في الكلاسيكو أمام برشلونة
بسبب المرونة الكبيرة في تشكيلة خط وسط ريال مدريد، قد يكون الأمر أكثر صعوبة في توقع من يبدأ بتشكيلة ريال مدريد؛ لكن المتوقع بالنسبة لنا هو الآتي:
حراسة المرمى: كيبا أريثابالاغا.
الدفاع: إدواردو كامافينغا – دافيد ألابا – أنطونيو روديغير – داني كارفاخال.
وسط الميدان: أوريلين تشواميني – توني كروس – فيديريكو فالفيردي – جود بيلينغهام.
الهجوم: فينيسيوس جونيور - رودريغو غوس.