برشلونة قبل الكلاسيكو.. إصابات بالجملة ومعضلة في الوسط

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-10-27 19:08
تشافي هيرنانديز مدرب نادي برشلونة الإسباني (X/FCBarcelona)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يخوض برشلونة مواجهة من نوع آخر، مساء غد السبت، عندما يستضيف غريمه ريال مدريد في قمة الكلاسيكو على ملعب لويس كومبانيس الأوليمبي بالمدينة الكتالونية.

وتأتي المباراة في سياق يحتل فيه برشلونة المركز الثالث في جدول الترتيب في الدوري الإسباني برصيد 24 نقطة وبفارق نقطة وحيدة خلف كلٍ من المتصدرين ريال مدريد وجيرونا، علمًا أنّ الأخير لديه فرصة للانفراد بالصدارة الليلة في حالة فوزه على ملعبه كما هو متوقع على ضيفه سيلتا فيغو في افتتاح الجولة الحادية عشرة من المسابقة.

البرسا هو الفريق الوحيد الذي لم يخسر حتى الآن في البطولة المحلية الإسبانية، وإن كان يحتل المركز الثالث فهو كذلك صاحب ثالث أقوى دفاع، بـ10 أهداف اهتزت بها شباكه، بعد ريال مدريد وأتلتيكو مدريد صاحبي الأهداف السبعة والثمانية على الترتيب، كما أنه يحتل المركز الثالث كذلك في ترتيب أقوى هجوم بـ22 هدفاً خلف كلٍ من جيرونا المتصدر بـ24 ثم أتلتيكو مدريد بـ23 هدفًا.

أرقام لا تتناسب مع ما كان مأمولًا من برشلونة على الصعيد الدفاعي الذي انتظر فيه البرسا حتى الجولة الـ31 ليتلقى هذا العدد من الأهداف في الموسم الماضي، بينما تعتبر حصيلته الهجومية مقبولة بمعدل 2,2 هدف في المباراة الواحدة.

كيف يلعب برشلونة؟

اعتاد البرسا خوض مبارياته منذ زمن طويل بطريقة 4/3/3، وصحيح أنّ الحال لم يختلف كثيرًا في حقبة تشافي، إلا أن ثمّة تعديلات يمكن أن تلمسها في خط الوسط الفريق وتحوله كثيرًا للعب بطريقة 4/2/3/1 أو حتى 4/4/2 أحيانًا.

في بداية الموسم وبوجود المصاب فرينكي دي يونغ، كان برشلونة يعتمد في الارتكاز على أوريول روميو والدولي الهولندي جنبًا إلى جنب مع تقديم إيلكاي غوندوغان للأمام رفقة غافي مع اللعب بجناح واحد على الرواق الأيمن هو رافينيا أو لامين يامال لتصير الخطة أشبه بـ4/4/2 غير متماثلة. الخطة كانت في طريقها لفشل ذريع بعد تجريد برشلونة من سلاح بالدي الذي أصبح مراقبًا بسهولة من الظهير الأيمن للمنافس؛ لكن مع دخول جواو فيلكس للحسابات تحسنت الأمور ولم يعد برشلونة يلعب بعنصرين هجوميين فقط متمثلين في ليفاندوفسكي والجناح الأيمن.

ومع إصابة دي يونغ لجأ تشافي إلى خيار اللعب بأوريول روميو وغوندوغان وغافي مع الاستغناء عن أحدهم لإدخال فيرمين لوبيز أو حتى رافينيا كلاعب ثالث في خط الوسط لزيادة الفعالية الهجومية، وهو ما حوّل الطريقة إلى ما يشبه 4/2/3/1 بوجود فيلكس على اليسار "ضمنيًا" ويامال على اليمين وفي المقدمة ليفاندوفسكي ومن بعد إصابته فيران توريس أو حتى فيرمين.

في الوقت الحالي استقر تشافي على الخطة بشكل أوضح. الفريق يتأرجح بين الـ4/3/3 و4/2/3/1، حسب وجود اللاعب الثالث في خط الوسط، والذي بمجرد تقدمه للأمام يتحول غوندوغان أو غافي للحضور إلى جانب روميو، وفي حالة عدم لعب روميو أو استبداله، يكون غوندوغان وغافي هما لاعبا الارتكاز.

من نعمة إلى نقمة!

رغم أن شكل الوسط هو ما يحدّد خطة لعب برشلونة، إلا أنه من المثير للطرافة –وربما الحسرة لدى محبي البرسا- أن الأخير الذي اشتهر بقوة خط وسطه وكونه المحرك الأساسي للعبه، قد صار أضعف خطوط الفريق سواء هجوميًا أو دفاعيًا.

الكثير من الفرق التي تضغط على برشلونة بشكل عالٍ تنال مكافآتها في كثير من الكرات المقطوعة من عناصر وسط البلوغرانا، وربما يبدو إيلكاي غوندوغان هو الأكثر قدرة على تخطي هذه المتاعب، لكن يدًا وحدها لا تصفق، فأوريول روميو وغافي غير قادرين على إسعافه كثيرًا في هذا الصدد. غافي وحده كاد يتسبب في كارثة خلال مباراة غرناطة عندما قُطعت منه الكرة في لقطة الهدف الأول لأصحاب الأرض ثم قُطعت منه ثانية في نهاية المباراة، وكاد أن يسجل بريان ثاراجوثا هدفًا ثالثًا لولا ارتطام تسديدته بالقائم.

لذلك شاهدنا حلًا واضحًا من النادي الكتلوني في المباريات الأخيرة خاصة أمام بيلباو، بعدما استغنى الفريق عن عملية التحضير من وسط ملعبه ولجأ كثيرًا للخروج بالكرة من الأطراف أو بالكرات المباشرة من قلوب الدفاع إلى جواو فيليكس وغيره من العناصر الهجومية وهو ما أتى ثماره أمام بيلباو خاصة من تمريرات إنييغو مارتينيز.

سيأمل تشافي في أن يتميز كريستنسن وأراوخو في نفس الصدد بظل عدم ترجيح لعب إينيغو مارتينيز كأساسي، بعدما اعتمد عليه المدير الفني للبلوغرانا في مباراتي الأسبوع الماضي أمام بيلباو وشاختار دونتسك.

ما يزيد من صداع تشافي فيما يتعلق بخط وسطه، افتقاده لسرعة الارتداد، في لقطتين متشابهتين أمام أتلتيك بيلباو وأمام لاعب واحد هو أويان سانثيت، لم يكن أمام غافي وأوريول روميو حل آخر سوى شد لاعب الوسط الباسكي من قميصه لإيقاف تقدمه، وإن كان غافي -الذي أدمن البطاقات الصفراء- تجنب الطرد في المباراة فإن عليه أن يتبع نهجًا مختلفًا لأنّ بيلباو توقف عن الهجوم بضراوة في الشوط الثاني بينما لا يُنتظر أن يفعل ريال مدريد ذلك.

أما روميو فتكرر ارتداده البطيء في لقطة هدف شاختار التي وقف فيها عاجزًا أمام انطلاقة سوداكوف في الثغرة التي خلفها خروج أراوخو لمقابلة حامل الكرة.

كانسيلو وفيليكس.. بقعتا ضوء 

في ظل بعض هذه الأمور غير المباشرة لبرشلونة، ظهرت صفقتا اللحظات الأخيرة كأفضل ما يكون؛ فجواو كانسيلو بدأ ثورة الظهير الأيمن الذي انتظره برشلونة كثيرًا، وقدّم مستوى كبيرًا جدًا على المستوى الهجومي، مانحًا جماهير النادي الكتالوني نشوة غير عادية بعدما وجدوا ضالتهم أخيرًا بعد سنوات من المعاناة في هذا المركز.

لكن ما سيتعين على تشافي فعله هو المعادلة الصعبة التي تتمثل في الاستمرار بالاعتماد على مجهود كانسيلو الهجومي الذي لا يمكن الاستغناء عنه، وبين منع الأعراض الجانبية لهذا الأمر بعد تحول الجبهة اليمنى لمطمع لدى المنافسين في عدة مباريات، كما حدث في ليلة بورتو على سبيل المثال.

أما جواو فيليكس الذي أصبح كنسمة الصيف الباردة وسط حر الصعوبات الهجومية. والذي صار أيضاً الملاذ الآمن لتطوير هجمة برشلونة وإرسال عناصره الأخرى لمواقف أفضل بفضل تمريرات لاعب أتلتيكو مدريد السابق الساحرة، حدث ذلك في كثير من المرات ولم يختلف الأمر أمام بيلباو وشاختار.

فيلكس بدأ يستفيد من عدم تقديم تشافي المبالغ فيه للاعبي خط وسطه وقت تطوير الهجمة خلال منتصف ملعب المنافس، ما منح اللاعب الموهوب فرصة للتنفس وإيجاد لحظات ثمينة لتقرير ما سيفعل بدلًا من ذلك الزحام الكبير، الذي كان يصنعه تشافي بتقديم غافي وأحيانًا غوندوغان ما يستدعي مدافعين إضافيين لمناطق تمركز فيليكس.

إصابات بالجملة

كان سيتمنى جواو كثيرًا أن يرى بعض العناصر الكتالونية حاضرة في مباراة الكلاسيكو؛ لكن جماهير البرسا ستكون مجبرة على مشاهدة فريقها دون أكثر من لاعب هام مثل بيدري وجول كوندي بالإضافة لسيرجي روبيرتو الذي قدم أداءً مقبولًا في الفترة الأخيرة في خط الوسط على أقل تقدير على المستوى البدني.

أما روبرت ليفاندوفسكي وفرينكي دي يونغ ورافينيا فما زالت تحوم حولهم شكوك عميقة حول إمكانية اللحاق بالمباراة.

سبق أن تحدّث تشافي في المؤتمر الصحفي الخاص بمباراة شاختار وأكد أنه لن يدفع بأي لاعب مصاب أو ليس في حالته المثالية، فمثل هذه المباريات لا يمتلك فيها الفريق رفاهية خوضها بلاعبين ليسوا في 100% من مستواهم الفني والبدني.

التشكيل المتوقع لبرشلونة أمام ريال مدريد في الكلاسيكو

قد نجد فيران توريس يلعب مهاجمًا من جديد في حالة غياب ليفاندوفسكي، وقد نجد فيرمين لوبيز في تشكيلة البرسا الأساسية في حال قرر تشافي الاستغناء عن خدمات أوريول روميو واستمرار غياب فرينكي دي يونغ لتصير التشكيلة المتوقعة كالآتي:

حراسة المرمى: مارك أندريه تير شتيغن.

الدفاع: أليخاندرو بالدي – أندرياس كريستنسن – رونالد أراوخو – جواو كانسيلو.

وسط الميدان: إيلكاي غوندوغان – غافي بايز – أوريول روميو (فيرمين لوبيز).

الهجوم: جواو فيليكس – فيران توريس – لامين يامال.

شارك: