رغم اتهامهما بالاغتصاب.. لماذا لم يُسجن حكيمي مثل ألفيس؟
عاشت كرة القدم العالمية في العام 2023 صدمتين من عيار كبير، عقب اتهام اثنين من أبرز نجومها بقضايا اغتصاب مختلفة، كان بطلاها البرازيلي داني ألفيس والمغربي أشرف حكيمي.
وحسب صحيفة (larazon) فإن جدلًا كبيرًا يسيطر على الأوساط العالمية، خاصة أن تهمة الاعتداء الجنسي التي يتعرض لها حكيمي وألفيس تبدو متماثلة، إلّا أن الأخير يعيش ظروفًا صادمة بوجوده في السجون البرازيلية، فيما يظهر حكيمي حرًّا ويشارك في لقاءات باريس سان جيرمان دون مشكلات تُذكَر.
حكايات اغتصاب
بدأ عام 2023 بتوجيه تهمة الاغتصاب إلى البرازيلي المخضرم داني ألفيس، بعد اعتدائه جنسيًّا على امرأة شابة في ملهى ساتون الليلي حسبما أفادت به تقارير، الأمر الذي انتهى باعتقاله والزج به في سجن بريانز البرازيلي منذ 20 يناير/ كانون الثاني من العام الحالي.
من ناحيته تعرض أشرف حكيمي مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي لموقف مشابه بعد التحقيق في اعتدائه جنسيًّا على فتاة داخل منزله، في أثناء وجود زوجته وأطفاله في رحلة قصيرة بالإمارات العربية المتحدة.
حالتان مختلفتان
ربما يرى كثيرون أن قضيتي أشرف حكيمي وداني ألفيس متشابهتان من حيث تهمة الاغتصاب؛ لكن اختلافات كبيرة تسيطر على تفاصيل الحادثتين، خاصةً على صعيد الموقف الحالي للاعبين، إذ أن داني ألفيس يجد نفسه مُجبرًا على ممارسة كرة القدم في باحات السجون البرازيلية، بينما لا يجد حكيمي مانعًا من الظهور مع باريس سان جيرمان، وهو ما بدا واضحًا بعد مشاركته أساسيًّا أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا.
أسباب سجن ألفيس والإبقاء على حكيمي حرًّا
هناك سببان لهذا الأمر، الأول يتعلق بمخاوف الهروب، ففي دولة مثل البرازيل لا توجد معاهدة لتسليم المجرمين، الأمر الذي يجعل من خطر هروب ألفيس أمرًا متوقعًا، لينتهي به الأمر في سجون البرازيل إلى حين الحكم في القضية، وهو أمر لا يشكل خطرًا في قضية حكيمي الذي لا يبدو الهرب ذا قيمة خاصة مع وجود فرنسا ضمن معاهدة كبرى لتسليم المتهمين الهاربين.
السبب الثاني يكمن في سلوك الضحية، فالفتاة التي هاجمها ألفيس اتخذت الإجراءات القانونية الصحيحة منذ الدقيقة الأولى؛ لكن الفتاة التي تتهم حكيمي بالاعتداء عليها ما زالت مثيرة للجدل، فهي لم تتقدم حتى اللحظة بشكوى رسمية ضد النجم المغربي، لكن السلطات الفرنسية فضّلت التحقيق في الأمر بناءً على إفادة لا أكثر.
وتبدو قضية حكيمي أكثر إثارة للجدل، فالفتاة ذهبت طواعية إلى منزله حسبما أكدته في إفادتها الأخيرة حيث قالت: "ركبت سيارة طلبتها بنفسي، وبمجرد الوصول إلى منزله بدأت الأمور تخرج عن السيطرة".
لا شهود أو حمض نووي
على الرغم من تقديم شهادتها أمام الشرطة الفرنسية، فإن ضحية أشرف حكيمي المزعومة لم تقدم شكوى رسمية ضد النجم المغربي، لكن السلطات الحاكمة هناك قررت التحرك بصورة منفردة للتحقيق في القضية.
وما يزيد من قوة موقف حكيمي البالغ من العمر 24 عامًا، عدم وجود شهود في القضية إلى جانب غياب الحمض النووي، مما يجعل القضية أقرب للشكوى الكيدية، أو محاولة لابتزاز النجم المغربي، الأمر الذي تؤكده مخاوف الفتاة من تقديم شكوى رسمية، حسب ما أشار إليه مراقبون.
هنا تكمن الاختلافات بين قضية حكيمي وألفيس، حيث يدعم باريس سان جيرمان لاعبه المغربي، فيما سارع بوماس المكسيكي لفسخ عقد النجم البرازيلي المخضرم، إلى جانب مطالبته بتعويضات تتراوح بين مليون حتى 5 ملايين دولار أمريكي.