دوري أبطال آسيا للنخبة.. أندية قطر بين التعزيز والتعويض
تشهد بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة دخول الأندية القطرية منافسات الجولة الثالثة بطموحات كبيرة ومتباينة، بين مساعي السد والغرافة لتعزيز الظهور القوي في الجولة الماضية، وآمال الريان في التعويض من خلال تعديل وضعيته، وتجاوز التعثرات التي يعيشها منذ انطلاقة البطولة.
وتقام مباريات الفرق القطرية الثلاث على أرضها في الدوحة، حيث يستقبل السد بطل دوري أبطال آسيا مرتين فريق بيرسبوليس الإيراني الإثنين عل استاد جاسم بن حمد، أما الريان فسيواجه تحدّيًا كبيرًا عندما يواجه ضيفه الأهلي السعودي المدجج بالنجوم في اليوم ذاته على استاد أحمد بن علي، في حين سيستضيف الغرافة يوم الثلاثاء منافسه الوصل الإماراتي على استاد البيت.
وشهد دوري أبطال آسيا للنخبة في مرحلته الثانية، ظهور السد والغرافة بوجه مغاير بعدما حققا الانتصار على الاستقلال الإيراني والعين الإماراتي 2-0 و 4-2 تواليًا، وباتا مطالبين بتكرار التوهج في الجولة المقبلة من أجل مضاعفة حظوظ الحضور بين الفرق الثمانية الأولى في دوري الغرب لبلوغ الدور ثمن النهائي من المسابقة التي استحدثها الاتحاد الآسيوي للمرة الأولى بمشاركة أفضل 24 فريقًا بالقارة. في المقابل ما زال الريان يبحث عن نفسه بعد السقوط مرتين أمام الهلال والنصر السعوديين 1-3 و1-2.
وينصّ نظام دوري أبطال آسيا للنخبة على تأهل الفرق الثمانية الأولى في كل منطقة إلى الدور ثمن النهائي الذي يلعب خلال شهر مارس 2025 وبنظام موجه، بحيث يلتقي صاحب المركز الأول مع صاحب المركز الثامن، والثاني مع السابع، والثالث مع السادس، والرابع مع الخامس، لتبلغ الفرق الثمانية الفائزة من المنطقتين الدور ربع النهائي، على أن تقام الأدوار النهائية ربع ونصف النهائي بنظام التجمع في السعودية خلال الفترة من 25 أبريل حتى المباراة النهائية التي تقام يوم 4 مايو 2025.
دوري أبطال آسيا للنخبة يرجّح كفّة السد
يبدو السد مرشحًا فوق العادة لتحقيق فوز ثانٍ تواليًا أمام بيرسبوليس، عطفًا على الصورة القوية التي ظهر بها "الزعيم" في الجولة الماضية عندما تجاوز الاستقلال بهدفين دون رد، رغم بعض الفوارق الفنية بين الفريقين الإيرانيين.
ومنح انتصار السد الأول في دوري أبطال آسيا للنخبة فريقه النقطة الرابعة، بعدما استهل المسابقة بالتعادل بهدف لمثله مع العين الإماراتي، ليتقدم إلى المركز الثالث من أصل الفرق الـ12 في دوري الغرب، معززًا حظوظه مبكرًا في بلوغ الدور ثمن النهائي من البطولة.
وبالرغم من أنّ دوري أبطال آسيا للنخبة يشهد غياب كل من بيدرو ميغيل ويوسف عطال للإصابة، إلا أن السد يملك الكثير من البدائل القادرة على سد الفراغ خصوصًا أن اللاعبين خرجا في ثلث الساعة الأول من المباراة السابقة التي شهدت انتصار الفريق الذي يعوّل على قوة هجومية ضاربة تتمثل في الإسبانيين كريستو غونزاليس ورافا موخيكا والبرازيليين جيوفاني هنريكي وباولو أوتافيو، فيما يقدم محمد كامارا مستويات مرموقة في منتصف الميدان.
وكسب السد دفعة معنوية كبيرة بعد ثلاثة انتصارات أخيرة (2 محليًا على الغرافة والشحانية وواحد قاري على الاستقلال) تجاوز بها خيبة الانطلاقة المتواضعة بالدوري في الجولات الخمسة الأوليات بعدما تلقى 3 خسائر.
الغرافة وتحدي إثبات الصحوة
في هذه الجولة من دوري أبطال آسيا للنخبة سيكون الغرافة في مواجهة الوصل الإماراتي أمام تحدي إثبات الصحوة، بعد الأداء الرائع الذي قدمه في الجولة الماضية أمام العين حامل لقب النسخة الأخيرة من اللقب القاري.
وعوض الغرافة بالانتصار على العين، بعد السقوط في مستهل المشوار أمام الاستقلال في طهران بثلاثية دون رد، ليجمع أول ثلاث نقاط في رصيده وضعته في المركز السادس متأخرًا بفارق الأهداف عن النادي الإيراني، ليعزز آماله في التأهل إلى ثمن النهائي.
وقدم نجوم الغرافة في المباراة الماضية مستوى لافتًا، حيث تألق كل من الإسباني خوسيلو النجم السابق لريال مدريد الذي سجل مرتين، إلى جانب الجزائري ياسين إبراهيمي والتونسي فرجاني ساسي والروماني فلورنيل كومان، فيما قدم الجدد وهم: الحارس الإسباني سيرجيو ريكو والمدافع التونسي وجدي كشريدة الإضافة الكبيرة.
المهمة لن تكون سهلة أمام الوصل الذي يملك ثلاث نقاط في دوري أبطال آسيا للنخبة جمعها من انتصار في الجولة الأولى خارج أرضه على باختاكور الأوزبكي، قبل أن يسقط أمام الأهلي السعودي في الجولة الثانية على أرضه بهدفين دون رد، ليحتل المركز السابع متأخرًا بفارق الأهداف عن "الفهود".
الريان.. التعويض والمهمة الصعبة
يتعين على الريان التعويض بعد انطلاقة متواضعة في دوري أبطال آسيا للنخبة بالخسارة أمام الهلال والنصر السعوديين 1-3 و 1-2 تواليًا، بيد أن المهمة لن تكون سهلة أمام فريق سعودي ثالث شرس وهو الأهلي، الذي لا يقل شأنًا عن الغريمين اللذين واجههما سابقًا.
الأفضلية تبدو من خلال إقامة المباراة على استاد أحمد بن علي (ملعب الريان)، الأمر الذي يستوجب استثمار عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية تمهد طريق تصحيح المسار، بتجنب خسارة ثالثة تواليًا قد تدخل الفريق نفقًا مظلمًا، خصوصًا أنه يحتل حاليًا المركز الأخير دون نقاط، وهو الفريق الوحيد بين الفرق الـ 12 في الغرب الذي لم يحصل على نقاط بعد جولتين.
وإذا كان دوري أبطال آسيا للنخبة قد شهد تقديم الريان أداءً جيدًا أمام الهلال والنصر رغم الخسارة في كلتا المباراتين، فإنه مطالب حاليًا بالنتيجة أكثر من الأداء، عبر استثمار الفرص والتعامل الدفاعي الذكي مع فريق قوي جدًا.
صحيح أن الأهلي متأخر في الدوري المحلي بالمركز الخامس، لكنه يقدم وجهًا مغايرًا على الصعيد القاري بعدما سجل انتصارين على حساب كل من بيرسبوليس الإيراني بهدف دون رد، والوصل الإماراتي بهدفين نظيفين، ليشارك الهلال الصدارة برصيد 6 نقاط ويتأخر بفارق الأهداف عنه.