خاص | مدرب يبرز أسباب تراجع الكرة الأردنية ويقترح الحلول
بعد النتائج المخيبة لقطبي الكرة الأردنية في بطولتي دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي، وخروجهما مبكرًا من دور المجموعات، والأداء الضعيف للمنتخب الأردني في التصفيات المشتركة، بتعادل مع طاجيكستان، وخسارة من السعودية، دقت الجماهير الأردنية ناقوس الخطر.
وطالب الأردنيون بإيجاد حلول للنهوض مجددًا بالكرة الأردنية، لتعود إلى المنافسات بقوة على مستوى الأندية والمنتخبات، بينما أبرز بعضهم أسباب التراجع الفني للمنظومة الكروية في البلاد.
وحول التراجع الفني للمنتخبات والأندية الأردنية؛ أكد المدرب الأردني، ماهر إسماعيل، المدير الفني للفئات السنية لنادي الشحانية القطري، أن التراجع الكبير الحاصل في بلاده لم يكن وليد اللحظة، وله أسباب عديدة.
وأضاف خلال حديثه إلى "winwin" أن التراجع الفني جاء من تراكمات طويلة، منها غياب الإستراتيجيات والتخطيط والأهداف بعيدة المدى، إلى أن وصل حال الكرة الأردنية إلى هذا المستوى المتدني محليًّا وقاريًّا.
وأكمل أن من الأسباب أيضًا التعتيم الإعلامي على السلبيات التي تظهر بين الفترة والأخرى، وعدم التحدث بكل صراحة وشفافية عن الأخطاء التي تظهر خلال المنافسات المحلية والمشاركات بالبطولات الخارجية، وعدم محاسبة المقصرين أو معاتبتهم على الأقل.
وواصل إسماعيل أن غياب الدور الإداري في عمل الأندية، والاعتماد على نظام "الفزعة" ينعكس على الفرق، حيث يشعر اللاعبون بخيبة أمل وحالة نفسية متردية، ويدل على ذلك عدم الاستقرار الفني وتبديل المدربين في أوقات غير مناسبة، ومن دون أهداف محددة.
وطالب بأن تكون هناك جهات رقابية صارمة على أداء إدارات الأندية، كونها تعمل من دون رقيب ولا محاسب، ويدل على ذلك أن عديد الأندية التي كان لها وزن كبير في الأردن تراجعت وهبطت إلى درجات دنيا، وأخرى أغلقت أبوابها بسبب الإهمال والتخبط الإداري والتأزيم المادي والمعنوي والفني.
ويرى المدافع الشرس الذي بدأ مسيرته الرياضية من بوابة فريق البقعة، أن الأسباب أكثر من أن تُعَدّ، ورغم إبراز العديد منها، فإنه من المنصف التشديد على أن البنية التحتية الضعيفة، وندرة اللاعبين الموهوبين، والاعتماد على اللاعب الجاهز، وغياب الدعم الحكومي، واحتراف اللاعبين الأردنيين في أندية مستواها أقل من الدوري المحلي، والبحث عن المردود المالي على حساب القيمة الفنية، وضعف مستوى البطولات المحلية، وعدم الانتظام في رواتب اللاعبين، وغياب المصداقية في التعامل، كل ذلك أثر بشكل كبير في مستوى منظومة العمل الفني والإداري في البلاد.
وتطرق إسماعيل -الذي قرار الاعتزال في موسم 2011 حينما كان يبلغ من العمر 34 عامًا- للحديث عن المدربين، وأوضح أن من الأسباب غياب الدور المحوري لأصحاب الكفاءات بالدائرة الفنية وإدارة التطوير لاتحاد كرة القدم الأردني، وتعيين المدربين المبتدئين للإشراف على المنتخبات الوطنية.
وشدد على أن بعض المدربين الذين يتم التعاقد معهم ليست لديهم المعرفة والخبرة في تدريب الأندية، الأمر الذي يؤثر بشكل عريض وسلبي في نقل المعلومة ونوعية التدريب الذي لا يخدم مرحلة اللاعب السنية.
وأكمل: "عدم إعطاء المدرب الأردني الثقة الكاملة، وعدم منحه الفرصة الكافية، من خلال الضغط عليه ومطالبته بتحقيق النتائج بأسرع وقت ممكن، بظروف لا تتناسب مع الوضع العام للفريق الذي يدربه، واصطدامه باختيارات الإدارة، مع عدم واقعية الهدف المطلوب من المدرب الوطني".
الحلول بنظر ماهر إسماعيل
وطرح ماهر إسماعيل بعضًا من الحلول للخروج من أزمة التراجع الفني للمنظومة الكروية في البلاد، منها مطالبته اتحاد اللعبة بإعادة النظر في الدورات التدريبية للمدربين، حيث تم منح مجموعة كبيرة من اللاعبين المعتزلين شهادات تدريبية متقدمة، إلّا أنهم لا يعملون بها، ويكتفون بتدريب المنتسبين في الأكاديميات الخاصة من أجل المال، وليس من أجل تطوير اللعبة.
وعن مشاركات الأندية والمنتخبات والبطولات الخارجية، يرى ماهر إسماعيل أن على المشاركين خارجيًّا تكثيف المعسكرات التدريبية، والمشاركة في المباريات سواءً محلية أو ودية، حتى يتحصل اللاعب على الاحتكاك والجاهزية المطلوبة.
وأضاف أنه: "يجب تجهيز اللاعبين على المستوى النفسي والذهني والخططي والمعنوي، بالإضافة إلى وجوب وجود استقرار فني، حتى تعود الكرة الأردنية إلى مستواها المتطور".
وأضاف: "الاستقرار المالي عامل هام أيضًا، ويجب ربط الأندية بالشركات والمؤسسات الخاصة، لمدّها بالأموال اللازمة للتخلص من العجز المالي المتراكم على الأندية".
كما يرى أنه يجب على اتحاد الكرة مراقبة اللاعبين، خصوصًا الدوليين، مع تشكيل لجنة فنية تُقدِّر قيمة اللاعب السوقية، وتحدّد مشواره الاحترافي، حتى لا ينتقل إلى بطولات أقل مستوى من الدوري المحلي.
وخرج مؤخرًا فريقا الفيصلي والوحدات من بطولتي دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي من الباب الضيق، بعدما ودّع الأزرق دوري الأبطال رابعًا في مجموعته، والوحدات كأس الاتحاد ثانيًا في المجموعة.
وحقق المنتخب الأردني الأول بدايةً ضعيفةً في التصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 بتعادله 1-1 مع طاجيكستان، وخسارته على أرضه 0-2 أمام السعودية.