حصاد 2020.. عام الكوارث على الرياضة اللبنانية

تاريخ النشر:
2020-12-29 23:05
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
سنة صعبة على الرياضة اللبنانية (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لم يسبق للرياضة اللبنانية أن مرت بفترة حالكة كالتي مرت بها في موسم 2019/ 2020 منذ نهاية الحرب الأهلية في لبنان قبل ثلاثة عقود، فعام ألفين وعشرين جاء بكل الأزمات دفعة واحدة، وأثقل بها كاهل الرياضة اللبنانية الخائرة القوى في السنوات الأخيرة؛ ما جعل القطاع الرياضي الذي كان يعاني في الأساس؛ يتراجع سنوات إلى الوراء.

الثورة والجوائح
تعرض لبنان لأزمة اقتصادية واجتماعية أدت لانهيار سعر صرف العملة المحلية، وتم فرض قيود مشددة على سحوبات المال بالعملة الأجنبية، فجاءت الثورة، وأُقفل البلد لدواع أمنية وعمت المظاهرات الشوارع، الأمر الذي انعكس سلبا على البطولات الرسمية، وكأن ذلك لم يكف للقضاء على الموسم الرياضي برمته، فأتت أزمة كورونا لتفاقم المشاكل، فبات الحظر أمنيا واقتصاديا وصحيا في آن معا، وأُعلنت التعبئة العامة مطلع آذار/مارس، وتقرر إيقاف الأنشطة الرياضية لدى الاتحادات والأندية، الأمر نفسه انسحب على الدورات المدرسية والجامعية، وأُصيب الموسم الرياضي بالشلل التام.

هجرة النجوم
التوقف والأزمة النقدية انعكست على الرعاة، وبالتالي على مداخيل الأندية وأدت إلى هجرة النجوم بعدما باتت الأندية عاجزة عن دفع المستحقات بالعملة الصعبة، كما فضل بعض اللاعبين الرحيل، وأبرزهم نجم السلة وائل عرقجي (لاعب الرياضي ومنتخب لبنان) الذي احتراف بنادي الشمال القطري، في حين حط نجم منتخب لبنان علي حيدر الرحال في المنامة.

كذلك هاجر مدربون لامعون في كرة السلة، في طليعتهم مدرب الحكمة غسان سركيس الذي انتقل للوحدة السعودي، ومدرب الشانفيل فؤاد أبو شقرا الذي انضم لأهلي جدة، وأحمد فران مدرب الرياضي بطل لبنان الذي استقطبه الجهراء الكويتي، ومروان خليل من المتحد الذي تعاقد مع المنامة البحريني. وعلى صعيد كرة  القدم وقع مدافع النجمة قاسم الزين للنصر الكويتي، والمدرب باسم مرمر رحل للكويت، وقاد العربي الكويتي للفوز بكأس الأمير في إنجاز غير مسبوق لمدرب لبناني.

انتقالات اقتصرت على المحليين
اقتصرت الانتقالات في كرة القدم على اللاعبين المحليين والناشئين الذي أخذوا مراكز أساسية في فرقهم، وكانت أبرز الانتقالات لللاعب الدولي نادر مطر من النجمة إلى الأنصار، والنجم السابق رضا عنتر الذي بات مدرباً للعهد حامل اللقب وبطل كأس الاتحاد الآسيوي.

زلزال مرفأ  بيروت
في الرابع من آب/ أغسطس حلت الكارثة الكبرى ليكتمل المشهد الدراماتيكي للرياضة اللبنانية، وتمثلت بالانفجار- الزلزال في بيروت، والذي خلف آلاف المصابين بين قتيل وجريح ومشرد ليدفع لبنان ومعه القطاع الرياضي من جديد ثمناً باهظاً للغاية. طالت الأضرار مقر اتحاد كرة القدم ومقر ناديي الراسينغ وانترانيك  حيث أصيب رئيس النادي فيكين جيرجيان ومدرب الفريق جورج عقيقي بجروج بالغة في ملعب الفريق شمالي بيروت.

 
الانفجار أتى أيضاً على مقر الاتحاد اللبناني للتجديف بالواجهة البحرية، كذلك طال مقر اتحاد الطائرة ومراكز رياضية أخرى، تضامن رياضيون من لبنان والعالم وأخذوا يساعدون في إعادة الحياة للشوراع وإعانة ضحايا الانفجار؛ أبرزهم الدراج الأمريكي الشهير لانس أرمسترونغ الذي جال بدراجته في شوارع بيروت على رأس عشرات الدراجين، كما شاركت الرامية الذهبية راي باسيل (وهي الوحيدة التي تأهلت لأولمبياد طوكيو) بتوزيع المساعدات على المتضررين.

انتخابات وتزكيات
القسم الأخير من العام جرت فيه انتخابات معظم الاتحادات الرياضية باستثناء كرة القدم التي رُحِّلت للعام الجديد، وجاءت معظم النتائج بتسويات وتزكيات للوجوه القديمة، وحدها انتخابات السلة شهدت مواجهة، لكن من دون أن تؤدي إلى التغيير. 

إلغاء الماراثون ورالي لبنان
في عام 2020 أُلغيَ سباق ماراثون بيروت الدولي؛ إذ أعلنت جمعية بيروت ماراثون تعليق أنشطتها وصرفت موظفيها، مكتفية بسباق محلي افتراضي والتتويج بميداليات من بقايا زجاج انفجار المرفأ تضامنا مع الضحايا، كما ألغي رالي لبنان الدولي الذي يدخل ضمن روزنامة بطولة الشرق الأوسط للراليات، فاحتفظ بلقبه القطري ناصر صالح العطية.

الموت يغيب ثلاثة حراس 
جائحة كورونا غيبت وجها رياضيا لبنانيا شهيرا هو الحارس عبد الرحمن شبارو، الذي يعد من أفضل حراس المرمى في تاريخ لبنان، الوباء كتب أيضاً نهاية لحياة حارس آخر هو حسين طاهر الذي دافع عن ألوان الحكمة والتضامن بيروت، كذلك رحل الحارس الدولي السابق للتضامن والأنصار وسام كنج إثر معاناة مع مرض عضال.

عطوي ضحية رصاصة طائشة
وفارق محمد عطوي (لاعب منتخب لبنان لكرة القدم والأنصار والإخاء عاليه) الحياة بسبب رصاصة طائشة في الرأس بعد شهر من نقله للمستشفى، وهو في غيبوبة تامة. ختام الحصاد كان بالموت؛ لكون الرياضة اللبنانية بفعل كل تلك النوائب التي أصابتها هذا العام دخلت في العناية الفائقة، فلولا المساعدات الخارجية والمبادرات الخاصة، لبقيت النشاطات في موت سريري حتى إشعار آخر.

شارك: