جيرو يسعى لدخول التاريخ من بوابة بولندا

تاريخ النشر:
2022-12-03 15:45
أوليفيه جيرو مهاجم المنتخب الفرنسي (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

صنع المهاجم أوليفيه جيرو، تاريخه الخاص لتكون قصته ملهمة لغيره من المهاجمين، إذ بات على مشارف كتابة فصل جديد في سيرته الذاتية، حيث يكفيه هدف وحيد في مرمى بولندا، يوم الأحد، في ثمن نهائي مونديال قطر 2022، على ملعب الثمامة ليصبح الهدّاف الأول لمنتخب فرنسا.

في سن السادسة والثلاثين، يحتاج المهاجم المخضرم إلى هدف واحد فقط ليصبح الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا ويترك تيري هنري الملقب بالغزال خلفه حيث يتساوى كلا منها بـ51 هدفًا، وفي ظل اعتزال نجم أرسنال وبرشلونة السابق، سيكون الطريق مفتوحًا أمام جيرو للتربع على عرش الهدافين.

بعد ثنائيته، في المباراة الافتتاحية ضد أستراليا (4-1)، قال لاعب أرسنال الإنجليزي سابقًا، والذي بات يشعر أنه قريب منه أكثر من أي وقت مضى: "تيري، كن حذرًا؛ أنا قادم!"، رغم أن مشاركته في مونديال قطر كانت تبدو قبل بضعة أشهر بعيدة المنال.

قبل عام، لم يكن المدرب ديدييه ديشامب يستدعيه في ظل وجود كريم بنزيما، لكن مهاجم ميلان الإيطالي جعل نفسه خيارًا دائمًا، وفاز بمكانه مرّة أخرى، ثم ضمن المشاركة أساسيًا بعد إصابة نجم ريال مدريد خلال معسر الديوك وغيابه عن مونديال قطر.

وفي حال استحال على جيرو تخطي هنري، فسيشعر بالندم؛ لأنّ لاعبين آخرين يقتربون شيئًا فشيئًا، كزميله الحالي أنطوان غريزمان (42 هدفًا) والنجم الشاب كيليان مبابي الذي يتقدم بشكل صاروخي (31 هدفًا)، لذا فإنّ الأمر هو مكافأة لا تعوّض لمهاجم ميلان بعد رحلة مذهلة مليئة بالتحديات.

تألق من رحم المعاناة

تألق جيرو، المولود في مدينة شامبيري، بشكل متأخر مقارنة بنجوم المنتخب الفرنسي عادة: بعد غرونوبل وإيستر وتور، بلغ أخيرًا الدوري الفرنسي للدرجة الأولى "ليغ1" في سن 23 عامًا عن طريق مونبلييه، وفُتحت له أبواب المنتخب الفرنسي في نوفمبر 2011، وهو في سن الـ 25 عامًا.

بعد بضعة أشهر، تحقق حلم آخر، بانتقاله إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. في غضون خمس سنوات ونصف في صفوف أرسنال، كشف "المدفعجي" الفرنسي عن معدنه، في الوقت نفسه، أصبح الرجل الأساسي لديشامب، إلى جانب بنزيما، ثم بدونه بمجرد غياب لاعب ريال مدريد.

في بعض الأحيان، يحمّله الجمهور مسؤولية عدم وصول بنزيما إلى شباك المنافس، بطريقة "غير عادلة" تمامًا حسب ديشامب، وبين الفترات الغزيرة والخالية، كما كان الحال في كأس العالم 2018، التي فاز بها المنتخب الفرنسي.

وقال في عام 2021، بعد أن سجل هدفين إثر حلوله بدلًا من بنزيما: "أصدقائي يدعونني بطائر الفينيق غرونوبل. إنها مجاملة، فهذا يعني أنه بغض النظر عن الظروف، فأنا لا أستسلم".

على مر السنوات، خسر جيرو الذي خاض 117 مباراة دولية، وقته على أرض الملعب مع أندية عدة سواء في أرسنال ثم تشيلسي، لكن في كل مرة، كان يمنحه منتخب فرنسا نفسًا جديدًا، فهو حاسم هناك.

اختار جيرو بعد ذلك ميلان الإيطالي، حيث أسهم في تتويج "الروسونيري" بلقب الدوري الإيطالي، وعندما تراجعت مكانته مع "الزرق" في عام 2022، كان يلتهم كل "فتات" بشهية الغول، ويقبل دوره كبديل لبنزيما بينما ينتظر وقته، ليحين موعد الفرصة المناسبة لجيرو من أجل الانفراد بالرقم القياسي وإثبات قيمته التي استخف بها كثيرون.

شارك: