تفاؤل وقلق في غرب آسيا 

تحديثات مباشرة
Off
2023-06-11 14:20
جانب من الحصة التدريبية للاعبي العراق الأولمبي (Iraq F.A)
إياد الصالحي
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يُجدّد اتحاد غرب آسيا لكرة القدم ثقته الثالثة بالاتحاد العراقي لكرة القدم بعد نسختي الكبار 2019 والشباب 2021، حينما تُفتتح غداً الإثنين منافسات البطولة الرابعة للمنتخبات تحت 23 سنة في مدينتي بغداد وكربلاء، والتي تستمر حتى العشرين من شهر يونيو/حزيران الحالي بمشاركة منتخبات الأردن والإمارات وعُمان ولبنان واليمن وإيران وسوريا وفلسطين إضافة إلى العراق.

وتفتقد البطولة الرابعة حضور منتخبي قطر والسعودية بسبب حضورهما في بطولة موريس ريفيلو الدولية (تولون)؛ فغالباً ما كانت تضفي مشاركاتهما السابقة ببطولات غرب آسيا القوّة والمُتعة لما يمتلكان من مدربين أكفاء ولاعبين ماهرين مؤسّسين بأساليب احترافيّة رصينة تنعكس إيجابيّاً على احتكاكهما مع بقيّة الفرق.

وتُعد فئة 23 سنة من أهم الفئات العمريّة التي توليها الاتحادات الوطنيّة الأهميّة الكبيرة لما تمثّلهُ من مرحلة نضوج مؤهِّلة لتمثيل المنتخب الأوّل؛ حيث تتكامل عندها ملامح اللاعب النموذجي القادر على التميُّز بين أقرانهِ ليصبح مشروع نجم كبير في السنين القادمة.

وسعى اتحاد غرب آسيا لكرة القدم إلى تنسيق مواعيد مسابقاته، لهذه الفئة على وجه الخصوص، مع نظيره الاتحاد الآسيوي للعبة حيث تمثّل خير استعداد قُبيل الدخول في تصفيات القارّة المؤمّل أن تنطلق في الرابع من سبتمبر/ أيلول القادم، والمؤهِّلة إلى بطولة كأس آسيا في قطر 2024 المؤهِّلة هي الأخرى إلى أولمبياد باريس العام ذاته. 

وأنجز الاتحاد العراقي لكرة القدم جميع التزاماته تجاه تنظيم النسخة الرابعة من بطولة غرب آسيا تحت 23 سنة، وحسب تأكيد مسؤوليه عبر موقع الاتحاد الرسمي، فإنه استقبل وفداً من اتحاد غرب آسيا برئاسة الأردني أحمد قطيشات المشرف العام على البطولة، للوقوف على الجاهزيّة التنظيميّة الأمنيّة والفنيّة عبر اجتماعات متتالية مع مسؤولي الأجهزة المختصّة في العراق، وخرج الجميع باطمئنان كبير على سلامة الإجراءات المُتخذة لضمان نجاح البطولة، وهذه ليست المرّة الأولى التي تسير خطوات التعاون بين لجان الاتحادين بتفاهم وانسجام تامّين.

ويتفاءل جميع المتابعين العراقيين، وضيوفهم الأشقّاء المشاركين في البطولة، بالحضور الجماهيري لرفع المستوى الفنّي على غرار ما شهدتهُ محافظة البصرة قبل خمسة أشهر من كرنفالٍ كبيرٍ لبطولة كأس الخليج العربي 25 حيث كان لزحفِ المُشجّعين لاحتلال مقاعد ملعبي البصرة الدولي والميناء الدور المؤثّر في رسم صورة جديدة عن واقع الكرة العراقيّة التي عانت من سنيِّ الحظر الدولي لأكثر من 35 سنة، فجاءت النسخة الخليجيّة لتؤكّد استحقاق أسود الرافدين اللعب على أرضهم وتنظيمهم اللافت للتجمُّعات الكرويّة العربيّة والإقليميّة والآسيويّة بتقييم باهر.

وتتّجه الأنظار إلى ملعبي المدينة الدولي وكربلاء الدولي اللذين يستوعب كل منهما 30 ألف متفرّج خلال منافسات البطولة؛ حيث تتطلّع المنتخبات لإظهار قُدراتها التنافسيّة وخاصّة المنتخب العراقي باعتباره المُضيّف والطامح للحصول على الكأس ودخول تاريخ البطولة التي سبقته إليها منتخبات إيران والأردن والسعوديّة التي خطفت كؤوس نسخ أعوام 2015 و2021 و2022 على التوالي.

ويخشى المراقبون أن تؤثر نتائج منتخب العراق في حالة تعثّره خلال دور المجموعات أو نصف النهائي على نسب حضور الجماهير، عطفاً على تصريحات الملاك التدريبين بقيادة الكابتن راضي شنيشل بأن برنامج تحضير اللاعبين للبطولة كان فقيراً ولا يُلبّي الطموح، نظراً لعدم تمكّنه من جمعهم في وحدات تدريبيّة منتظمة بسبب استمرار منافسات أندية دوري الكرة الممتاز، وكذلك تباعد فترات أيام (FIFA DAY) ما دفعهُ لإبداء بعض التوجيهات الفنيّة في وحدات تدريبية للأيام القليلة الماضية، مُراهناً على جاهزيّتهم البدنيّة مع فرقهم، وارتفاع الحالة المعنويّة المُرتبطة بتوفّر الدعم الجماهيري والإعلامي.

مع أهميّة إنجاح بطولة غرب آسيا فنيّاً، والقلق المشروع الذي يبديه كثير من الحريصين على قيمة العروض والنتائج، يبقى هدف راضي شنيشل -مثل بقيّة مدرّبي المنتخبات الأولمبيّة المشاركة في البطولة الرابعة- العمل على ترسيخ القناعة التامّة بالعناصر المؤهّلة للاعتماد في تصفيات القارّة المقبلة، فكثير من اللاعبين لا يظهرون بمستوياتهم المعروفة نتيجة الأعباء الكبيرة الناجمة عن تمثيلهم أنديتهم في الدوري الماراثوني الذي يستنزف كل طاقاتهم.

يبقى تمثيل البلد في تجمّع إقليمي مهم تُختبر فيه قواعد اللعبة في المنطقة، يُمثل دافعاً نفسياً للتألّق وانتزاع بطاقة الاستحقاق لارتداء قميص المنتخب الأوّل مستقبلاً، باعتبار أن المنتخب الأولمبي هو (الرديف) المُتأهّب لنيل ثقة التمثيل الوطني في أي مهمّة صعبة توكل إليه.

شارك: