تحليل winwin | سرّ ارتباك قطر أمام لبنان في بداية المباراة
فاز منتخب قطر أمام لبنان بثلاثية نظيفة في افتتاح كأس آسيا 2023، ليدشن العنابي حملة الدفاع عن لقبه -كأس آسيا 2019- بفوز مستحق في مواجهة أقيمت على ملعب لوسيل في الدوحة.
وأنهت قطر عقدة البدايات في افتتاح كأس آسيا بأول انتصار لها، كما حققت الفوز بذلك في آخر 8 مباريات لها في كأس آسيا، وهي أطول سلسلة انتصارات لها في المسابقة.
كما نجح منتخب قطر في التسجيل بآخر 9 مباريات له في كأس آسيا السابقة، وبحصيلة بلغت 23 هدفًا في تلك السلسلة من المباريات. هنا دعونا نلقي نظرة فنية على افتتاح كأس آسيا.
ارتباك قطر أمام لبنان بسبب طريقة اللعب الجديدة
الإسباني ماركيز لوبيز، المدير الفني لمنتخب قطر، على غير المتوقع وفي أول مباراة رسمية له بدأ بطريقة غريبة لم يُجربها حتى في المباريات الودية بطريقة 2-5-3.
المشكلة كانت في توظيف بعض اللاعبين والارتباك في تنفيذ الطريقة، فعلى سبيل المثال لعب محمد وعد "كوينغ باك" أيسر رغم أنه يلعب مع ناديه كلاعب وسط في غالب الأحيان.
وفي الجهة المقابلة وظف اللاعب الشاب يوسف عبد الرازق في الجناح الخلفي الأيمن رغم أنه يلعب مهاجمًا صريحًا في ناديه.
حتى المعز علي لا يلعب مهاجمًا صريحًا في القلب عادة هذا الموسم مع ناديه؛ لكنه كان في عمق الهجوم ومن خلفه أكرم عفيف الذي يلعب عادة على الطرف؛ لكنه اليوم كان مهاجمًا متأخرًا أو وهميًا.
هذه التغييرات في توظيف اللاعبين وطريقة اللعب الجديدة سببت إرباكًا لمنتخب قطر أمام لبنان في أول نصف ساعة تقريبًا، لأن يوسف عبد الرازق على سبيل المثال كان وحيدًا على طول خط الرواق الأيمن (كما توضح الخريطة الحرارية أعلاه) أمام اثنين من لاعبي منتخب لبنان فكان تأثيره محدود للغاية.
كيف عدّل لوبيز الوضع؟
لوبيز بعد أول نصف ساعة صحح الوضع؛ حيث أعاد طريقة اللعب إلى رباعي في الخلف، وعد كظهير أيسر ولوكاس مينديز والمهدي علي في قلبي الدفاع وبيدرو ظهيرًا أيمن.
تحرر بيدرو ميغيل بعد أن كان ثابتًا في الخلف في مركز المدافع الثالث، وجعله ظهيرًا أيمن في وضعه الطبيعي وبدأ يهاجم ويساند هجوميًا لفتح ثغرات في دفاعات لبنان الذي يلعب بـ5 في الدفاع.
وفي الشوط الثاني أخرج وعد ودفع بالظهير الأيسر الصريح هُمام أحمد، وأخرج "الوينغ باك" الآخر يوسف عبد الرزاق وأدخل جناحًا طبيعيًا وهو إسماعيل محمد.
لبنان خبرات بالأعمار بنواقص فنية
كان مدرب لبنان ميودراغ رادولوفيتش واقعيًا في اللعب بخمسة مدافعين على خط واحد، ولعب في حدود الإمكانيات.
ولأن منتخب لبنان كان لديه 8 لاعبين فوق الـ30 عامًا عرف جيدًا أنه لن يكون باستطاعته القيام بالضغط العالي أمام قطر فهذا سيستنزف فريقه بدنيًا؛ لذلك أخّر الضغط الدفاعي إلى الثلث الأوسط من الملعب، لكن رغم التكتل الدفاعي فقد عابه قلة التركيز.
ضعف الرقابة الدفاعية تجلى في الهدف الأول لقطر، كان هناك 3 لاعبين من قطر أمام غابة من السيقان لمدافعي لبنان، وفي الهدف الثاني لقطر كان المعز علي بمفرده أمام اثنين في منطقة الجزاء، حتى الهدف الثالث جاء بخطأ فردي في سيطرة مدافع لبنان على الكرة ليقتنصها أكرم عفيف ويسجل الثالث.
تحسن لبنان بعد تغييرات المدرب واستطاع أن يصل لمرمى منتخب قطر في أكثر من مناسبة عن طريق المهاجم البديل عمر بوجيل الذي هدد منتخب قطر مرتين؛ لكن قلة الخبرة في ترجمة الفرص حرمت لبنان من هدف على الأقل.
لبنان اعتمد على محاولة كسب كرات ثابتة أو رميات التماس الطويلة، ورغم أنهم يمتلكون لاعبين طوال القامة؛ لكن نسبة فوز لاعبي قطر بالكرات الهوائية بلغت 80% مقابل 20% فقط للاعبي لبنان.
طاقة لاعبي لبنان لم تخدمهم في المرتدات، وظل حسن معتوق الوحيد الذي كان يُحاول بمجهودات فردية علمًا أنه صنع 3 فرص رغم أنه مهاجم، لكن قلة الجودة الهجومية كانت الفارق لصالح لاعبي قطر أمام لبنان.