تحليل | 3 أسباب جعلت المنتخب البرازيلي مملا على غير العادة
حقق المنتخب البرازيلي فوزًا مثيرًا وقاتلًا على حساب منتخب تشيلي 2-1، فجر الجمعة، ضمن تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026.
بهذا الفوز، رفع منتخب السيليساو رصيده إلى 13 نقطة، ليتقدم من المركز السادس إلى المركز الرابع في ترتيب التصفيات، متجاوزًا الإكوادور وبوليفيا.
واقتنص المنتخب البرازيلي النقاط بعد أحد أسوأ عروضه في التصفيات، حيث تأخر في النتيجة بعد أقل من 60 ثانية، إثر تسديد المهاجم المخضرم إدواردو فارغاس كرة رأسية رائعة مرت فوق رأس إيدرسون، لتمنح تشيلي التقدم 1-0 في الدقيقة الأولى من المباراة، وهو أسرع هدف في تصفيات كأس العالم 2026.
ومع ذلك، قبل نهاية الشوط الأول بقليل، سجل مهاجم السيليساو إيغور جيسوس هدف التعادل، بعد أن مرر سافينيو جناح مانشستر سيتي كرة عرضية رائعة إلى مهاجم بوتافوغو، في حين أثبتت مشاركة لويز هنريكي لاعب بوتافوغو المتأخرة أنها كانت الفارق الحاسم، حين استغل ثاني فرصة حقيقية للبرازيل وافتك الفوز بهدف قاتل.
حققت البرازيل الفوز، لكن منذ متى كانت نسبة انتصارات المنتخب البرازيلي 50% بعد 8 مراحل؟! الأمر لا يتعلق فقط بالخسائر، بل بالعروض القاتمة المملة التي يُقدمها واحد من أشهر منتخبات كرة القدم، وكان اسمه مرادفًا للأداء الجميل. وهنا نستعرض معكم 3 أسباب جعلت المنتخب البرازيلي مملًّا على غير العادة.
1. تركيبة كارثية في وسط ملعب المنتخب البرازيلي
هناك عدة أسباب للوجه الشاحب للبرازيل، منها التغييرات والتجارب الكارثية للمدرب دوريفال جونيور والتشكيلة والتوظيف الخاطئ، حيث فشل الفريق في إظهار قوته من دون نجمه فينيسيوس جونيور الذي غاب عن المباراة بسبب الإصابة.
في آخر مباراتين، لعب بتركيبة ثلاثية في خط الوسط، وهي عبارة عن لوكاس باكيتا كلاعب رقم 10، وأندريه وبرونو غيماريش في وسط الملعب خلفه، لكنه اليوم قرر وضع باكيتا في مركز أعمق إلى جانب أندريه.
هذا كان فشلاً ذريعًا، ويكفي القول إن باكيتا وأندريه خرجا معًا بعد نهاية الشوط الأول، وهذا نادر أن تغير ثنائي الوسط معًا بعد شوط واحد، لأن هذا كان دلالة على سوء المستوى، فالثنائي لم يتمكن من الاحتفاظ بالكرة لأكثر من 20 ثانية حتى.
لم تنجح تجربة وضع باكيتا في مركز عميق، وبدخول غيماريش بديلًا، ساد الهدوء في وسط الملعب واستقر البسيليساو، بعد فترة فشل تامة جعلت المنتخب البرازيلي غير قادر حتى على الخروج بالكرة.
2. هجوم لا يعرف بعضه وتوظيف خاطئ
تشكيل هجوم المنتخب البرازيلي كان ثقيلاً وغريبًا عن بعضه البعض، إضافة لتوظيف خاطئ في المراكز، فروديغو واجه صعوبة في لعب دور المهاجم مرة أخرى على اليسار، وهو ليس معتادًا على اللعب في هذا المركز سواء مع البرازيل أو مع ريال مدريد، حيث يلعب على الجناح الأيمن.
في الجناح الأيمن لعب سافينيو، وهو المركز الذي يلعب فيه فعلاً في مانشستر سيتي، لكنه كان بمقدوره أن يلعب هو على الجناح الأيسر كما فعل في جيرونا، قبل انتقاله للسيتي ووضع رودريغو على اليمين في مركزه الطبيعي.
أما رافينيا، فلعب في المركز رقم 10 خلف المهاجم، وهو أيضًا ليس مركزه، فالمعروف أنه جناح أيسر في برشلونة. حتى عندما لعب رافينيا في قلب الملعب مع برشلونة، فهو لم يُقدم المستويات الجيدة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المدرب لا يعرف المراكز الطبيعية للاعبيه.
3. غياب هيبة البرازيل
بعد خسارة مخيبة للآمال أمام باراغواي، وخسارة أربع من آخر خمس مباريات في التصفيات بسلسلة من العروض السيئة، كان على المنتخب البرازيلي التعافي من تأخره أمام تشيلي بأي ثمن، لكن مرة أخرى كانت المنتخبات تتجرأ عليه.
تسديدة واحدة من تشيلي على مرمى البرازيل جاءت بالهدف، وبالتالي كان الوضع محرجًا لفريق السيليساو الذي أصبح الوصول لمرماه سهلاً حتى لو بفرصة واحدة، ليستقبل 9 أهداف وهو ثاني أسوأ رقم دفاعي بين الفرق الـ6 التي تحتل المراكز المؤهلة مباشرة لكأس العالم.
لكن في الأخير فازت البرازيل باستغلال فرصها فقط، وفازت بعد استقبال الهدف الافتتاحي في تصفيات كأس العالم لاتحاد أمريكا الجنوبية للمرة الأولى منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 ضد فنزويلا (3 مباريات من دون فوز).
وبفضل هدف الفوز القاتل يكون المنتخب البرازيلي قد سجل 3 أهداف في آخر 15 دقيقة من الشوط الثاني، فقط بوليفيا (4) والأرجنتين (4) سجلا أكثر في تصفيات كأس العالم 2026.
أرقام سلبية لتشيلي
خسرت تشيلي آخر 4 مباريات لها في تصفيات كأس العالم لاتحاد أمريكا الجنوبية، وكانت أطول سلسلة هزائم لها من 11 سبتمبر/ أيلول 2012 إلى 23 مارس/ آذار 2013.
كما خسرت تشيلي بعد تسجيل الهدف الافتتاحي في تصفيات كأس العالم لاتحاد أمريكا الجنوبية، للمرة الأولى منذ 24 مارس 2016 ضد الأرجنتين (10 مباريات من دون هزيمة).
في حين استقبلت تشيلي 3 أهداف لبدلاء المنافسين في تصفيات كأس العالم 2026، أكثر من أي فريق آخر.