تحليل | هدوء سويسري وبطل مغوار يؤهلان الجزائر لكأس أفريقيا
ضمن منتخب الجزائر اليوم الإثنين 14 أكتوبر/ تشرين الأول، تأهله للمرة الـ 21 في تاريخه إلى بطولة كأس أمم أفريقيا بعد فوزه على مضيفه التوغولي بنتيجة (0-1) في المباراة التي أقيمت بملعب "كيغي" في العاصمة لومي لحساب الجولة الرابعة من التصفيات.
ولم يكن فوز منتخب الجزائر سهلًا بتلك الطريقة التي يعتقدها البعض، بل كان صعبًا أمام منافس صنع له العديد من المشاكل، ودافع عن حظوظه إلى غاية صافرة النهائية للحكم من أجل تحقيق نتيجة إيجابية.
وحافظ منتخب الجزائر على هدوئه طيلة ردهات اللقاء، وقدم حارسه أليكسيس قندوز مباراة كبيرة، ليحصد بذلك منتخب "محاربي الصحراء" انتصاره الرابع تواليًا في تصفيات "الكان"، ويتأهل رسميًا إلى البطولة بعد تعزيزه لصدارة مجموعته الخامسة برصيد 12 نقاط، متبوعًا بمنتخب غينيا الاستوائية في المركز الثاني بـ 7 نقاط، وتوغو الثالث بنقطتين فقط، فيما يقبع منتخب ليبيريا في المرتبة الرابعة والأخيرة بنقطة واحدة فقط.
هدوء المدرب السويسري بيتكوفيتش ينعكس على منتخب الجزائر
وبدأ منتخب الجزائر مباراته أمام توغو في ملعب "كيغي" بشكل جيد يغلبه الكثير من الهدوء والثقة في النفس، وهي الثقة التي اكتسبها اللاعبون من انتصاراتهم الأربعة المتتالية في تصفيات مونديال 2026 وكان 2025 ضد أوغندا وغينيا الاستوائية وليبيريا وتوغو، قبل العودة مجددًا لملاقاة "الصقور" التوغولية اليوم الإثنين.
ولأن الفوز يجلب فوزًا آخر، ويرفع من منسوب الثقة لدى اللاعبين، أنهى منتخب الجزائر الشوط الأول لمباراته ضد توغو متوفقا بهدف دون مقابل بهدف من تسجيل رامي بن سبعيني عن طريق ركلة جزاء.
وعكس الشوط الأول، كانت المبادرة في الشوط الثاني لمصلحة المنتخب التوغولي الذي رمى بكل ثقله لتعديل النتيجة، ولكن هذا الضغط لم يزعزع ثقة اللاعبين الجزائريين في أنفسهم، كما أنه لم يقلل من هدوئهم.
واستمد رفاق المهاجم أمين غويري هذا الهدوء من هدوء مدربهم السويسري فلاديمير بيتكوفيتش الذي لاحظ تراجع المخزون البدني والأداء الفني للاعبيه خلال الشوط الثاني، وقام بالتغييرات اللازمة لتغيير الوضع والحفاظ على الفوز.
واستبدل بيتكوفيتش في الدقيقة (71) الثلاثي أمين غويري وحسام عوار ورامز زروقي بزملائهم سعدي رضواني وآدم زرقان ورياض محرز على التوالي، مع تغييره كذلك لطريقة لعب منتخب الجزائر من خطة 4-3-3 التي بدأ بها اللقاء إلى 3-4-3 في نهايته.
وبحدوث هذه التغييرات في التشكيل والخطة، استعاد منتخب الجزائر لياقته البدنية، وقلت أخطاؤه الدفاعية، لا سيما في محور الدفاع الذي ظهر عليه بعض الخلل في الشوط الثاني بسبب قلة الانسجام بين بن سبعيني ومحمد الأمين توغاي.
ومع تغيير الرسم التكتيكي إلى 3-4-3، تحوّل عيسى ماندي -الذي بدأ المباراة مدافعًا أيمن في خطة 4-3-3- إلى مدافع محوري إلى جانب بن سبعيني وتوغاي، وهنا قلت الأخطاء والارتباك في دفاع منتخب "الخضر" الذي صمد إلى غاية نهاية اللقاء، وحصد الفوز والنقاط الثلاثة.
قندوز بطل مغوار ومنتخب الجزائر يكسب حارسًا جديدًا
وكان الجزائريون ينتظرون أن يكون محمد الأمين عمور وحسام عوار وبقية اللاعبين الذين شاركوا في المباراة نجوم منتخب الجزائر ضد توغو فوق أرضية ملعب، ولكن الحارس قندوز خطف الأضواء من جميع زملائه.
وكان قندوز حارس مرمى نادي برسبوليس الإيراني سدًا منيعًا أمام جميع الهجمات التوغولية، ونال أفضل تقييم في موقعة ملعب "كيغي" من موقع "سوفا سكور" المتخصص في الأرقام والإحصائيات بـ 9.3 من 10.
وسجل قندوز وجوده وحضوره بشكل دائم في اللحظات الصعبة التي مر بها المنتخب الجزائري، وصد العديد من الفرص والكرات الخطيرة للمنافس، وعمومًا استطاع أن يصد 10 كرات، منها 7 سددها لاعبو توغو داخل منطقة الجزاء.
ونجح قندوز الحارس السابق لنادي شباب بلوزداد الجزائري في كسب العديد من النقاط خلال المواجهة ضد توغو، ويمكن وصفه بـ "البطل المغوار"، وصاحب الفضل الكبير في تحقيق منتخب "محاربي الصحراء" للفوز والنقاط الثلاثة.
وبهذا الظهور القوي، ينتظر أن يدخل قندوز في منافسة حقيقية وشرسة مع زميله أنتوني ماندريا حارس نادي كان الفرنسي الذي غاب عن معسكر منتخب الجزائر في فترة التوقف الدولي الحالية لأسباب عالية، وذلك من أجل حجز مكانة أساسية في مركز حارس المرمى.
جدير بالذكر أن منتخب الجزائر، وبفوزه اليوم في توغو، يكون قد حافظ على سجله خاليًا من الهزائم للمباراة 18 تواليًا في تصفيات كأس أمم أفريقيا (14 فوزًا و4 تعادلات)، ونجح في الوصول للمرة السابعة على التوالي إلى بطولة "الكان" التي سيحتضنها المغرب عام 2025.